باقة من عبق الحروف

إلى ابنتي الإعلامية الواعدة لونا نوايا

حُلُمي الَّـذي فاقَ الخيـالَ تَمَنِّيـاً

جَعـلَ الحقيقـةَ للخيـالِ ظهيـرا

فنَظَـرتُ حَولي خِيفـةً وتَوَجُّسـاً

أَمَلاً أخـادِعُ؟ أَمْ أَعُـدُّ شُـهورا!

ورأيتُ ما تاقتْ إليـهِ جَوارِحـي

وما وجـدتُ لِمـا رأيْـتُ نَظيرا

“لونايَ” فاتنتي الصغيـرةَ أصبحَتْ

مثلي تخـطُّ صحائـفاً وسُـطورا

تضعُ النِّقاطَ على الحُروفِ ولا تَني

تتنـاوَبُ التَّصـحيحَ والتَّحريرا

تختارُ مِنْ روضِ الكلامِ فصيحَـهُ

وتلـمُّ مـن عَبَقِ الحروفِ عبيرا

ألقى لها الإعلامُ سِـحرَ شِـباكِهِ

فصَبَـتْ إليـهِ قناعـةً وحـبورا

وتألَّقـتْ: قَلَماً يفيـضُ براعـةً

وعلى الأثـيرِ رزانـةً وحُضورا

رُومي الرِّيـادةَ يا ابنتي وتعلَّـقي

حَبْـلَ الفضيلةِ واحذري التغريـرا

فلقــد أرادكِ والِـداكِ نموذجـاً

بَلَـغَ الطمـوحَ وأحسَـنًَ التَّدبيرا

شـرفُ الرِّسـالةِ أن تكوني حُرَّةً

تَسْـتَصْرِخينَ قناعـةً وضـميرا

أَصغي لِمَنْ أدلى بما جـادَتْ بِـهِ

أفكارُهُ، واسـْـتقرئي التَّقريـرا

وتَرَصَّدي بيـتَ القَصيـدِِ فرُبَّمـا

كـانَ المحـرِّرُ كاتبـاً مأجـورا

ما أخطـرَ الإعلامَ في زَمَنٍ غَـدا

فيه الفضـاءُ على الأنـامِ أمـيرا

يَلِجُ البُيُـوتَ كواحـدٍ من أهلِهـا

لا يسـتشيرُ على الحُـدودِ خفيرا

ويُعيـدُ تربيـةَ النفـوسِ مشـكِّكاً

في ما يـراهُ، بناظِرَيْـهِ، خطيـرا

تتصـارعُ الأفكـارُ في قَنَواتِـهِ

كُلٌ يَجـودُ بمـا لديْـهِ فَخـورا

أدبُ الصَّحافـةِ يا ابنـتي متنَوِّعٌ

لا تحسَـبيهِ، كمـا بدأتِ، يسـيرا

لا شــكَّ أنك تملِكينَ مواهبـاً

لكنَّ مجـدِكِ يطلـبُ التطويـرا

سَـتُصادفينَ سـوانحاً وبوارحـاً

ومنَ الحمائمِ والصَُقـورِ كثـيرا

وسترصدين مواقعـاً وشـواهِداً

حَفِلَـتْ بما يَسْـتوجبُ التغييرا

لا تبخلي بالخيـرِ دونَ مقابـلٍ

قَـدَرُ الكبيـر ِ بأن يظَـلَّ كبيرا

كوني اللسـانَ لمن عصاهُ لسـانُهُ

والعينَ إنْ كـانَ المُحِقُّ ضريـرا

وإذا مَرَرْتِ بشـاعِرَيْنِ تهاجيـا

يتقمَّصـانِ فَرَزْدَقـاً وجَريـرا

لا تأخذَنَّـكِ شـاعريةُ شـاعرٍ

نَسَـجَ القصيدةَ عَوْسَـجاً وحريرا

ولْتَحْكُمي، إنْ حَكَّماكِ، لمن سـما

بالأصغَرَيْنِِ وجانـبَ التَّشـهيرا

سـيري بِنورِ الحـقِّ، لا تتردَّدي

حتّى ولَـو كـانَ الملومُ  وزيرا

دمشق 2/12/2006

Comments are disabled