الحِصار

.. وسَدّوا علىَّ دروبَ الحياة

رحلتُ..

وها أنَذا في رحيلي أعاني

وسامحتُهُمْ..

ثمَّ سِرتُ بدربي

كأنَّ حِصارَهُمُ ما عناني

أغاروا عليَّ، ومن كلِّ صَوْبٍ

وظنّوا بأن الحِصارَ احْتواني

وأنّيَ طأطأتُ رأسيَ ذُلاً

إلى أبدِ الدَّهرِ تحتَ الهوانِ

فجاؤوا إليَّ

يريدون صمتي

ومِفتاحَ سيّارتي

وامتناني

يقولون إن الحصارَ لأجلي

ومن صالحي لو تركتُ مكاني

وفي لحظةٍ أدركوا ما اعتراهُمْ

أمامَ تَحدِّيَّ مما اعتراني

خَسِرنا جميعاً

ولم أَكُ وحدي

خسرتُ القشورَ.. وصُنتُ كَياني

وعادَ الجميعُ إلى حجمهمْ

بذاتِ الوجوهِ.. وذاتِ المعاني

ومن موقعِ اليأسِ عادوا إليَّ

مراسيلَ تحمِلُ ذاتَ الأماني

فأمعَنتُ في البُعدِ

حتّى بلغتُ حدودَ الصحارى..

وعُمقَ الزمانِ

ولا زلتُ في البُعدِ أحيا وحيداً

وزاديَ ذكرى..

وبعضُ أغانِ

طرابلس الغرب آذار (مارس) 1976

Comments are disabled