الخروج الأخير

  لا تتركـي العنـوانَ، وانصرفي
قلْـتُ الّـذي عِندي، ولمْ أَخَـفِ  
  البـابُ حـدٌّ بينَنـا، فإذا خرجْـ
ـتِ لِتـخرُجي أبـداً بِلا أسـفِ  
  إنَّ الرَّصيـفَ لحافِـلٌ بشَـراذمٍ
لِتجارةِ الإنســانِ.. كالصُّـحُفِ  
  شـذّاذُ آفـاقٍ يلُـمُّ شـتاتَـهمْ
إذعـانُهُمْ لِـشـذوذِ محتَــرِفِ  
  جَوْعى، وفي أجوافهِمْ قدســيـّةٌ
للمـالِ..  والآثامِ..  والقــَرَفِ  
  وكرامةُ الإنسانِ صارتْ سـلعةً
كبِضاعةٍ عُرِضَتْ على الرُّصُـفِ  
  لا عيبَ في فقرٍ يصونُ كرامةً
والعَيـبُ في تـَرَفٍ بلا شـرفِ  
*
  أحلامُـكِ السـوداءُ تُفرِزُ سُـمَّها
في صَحْـوِكِ الظَّمـآنِ للتَّـَرَفِ  
  فيصـيرُ للكسْـبِ الحرامِ مـبرِّرٌ
فـي ظـلِّ  قـوّادٍ ومُنحَــرِفِ  
  وتُهـانُ تحـتَ الأثريـاءِ أنوثـةٌ
بيعَـت ببعضِ المـالِِ.. والزِّيـَف  
 *
  البابُ خلفَـَكِ إنْ أردتِ، وبَعدََها
لا تقرَبـي بيتـي..   ولا تَقِـفـي  

القاهرة تموز/ يوليو 1976                 دريد نوايا

 

Comments are disabled