ويبقى دائماً رجلا

تعرَّضَ لي

وأوهمَني بما لا يقبَلُ الجدَلا

بأنّي حبُّهُ الأولْ

وأنَّ فؤادَهُ المُقفَلْ

               على حبّي

بغيرِ هوايَ ما حفلا

ولن يحفلْ

وجاءِ بشِعرِهِ يُطري

بلونِ أظافري

ويهيمُ منتشياً إذا هبَّتْ عليهِ نسائمُ العِطرِ

ويسألُ:

كم أنا أسرفْتُ في تسريحةِ الشَّعرِ!

يثيرُ مكامِنَ الأنثى بأعماقي

بأبياتٍ من الشِّعرِ

ينوِّجُني أميرةَ حبِّهِ العذري

وينثُرُ قلبَه كالثلجِ..

آياتٍ من الطُّهْرِ

ويروي ما ذوى عطَشاً

كعرْقِ الوردِ في صدري

وكنتُ إذا تغيَّبَ ذاتَ أمسيةٍ

أحسُّ الدهرَ لا يجري

فسِرْتُ إليهِ مُشرَعةَ العواطفِ

دونَ أن أدري

متى عذراءُ في عمري

تعفَّفَ قلبُها إذ صادفَ الغزَلا

ولم يعقدْ على سِحرِ القوافي الحُلْمَ

والأمَلا

فأسلمْتُ الهوى أمري

*

وشبَّبَ بي

وضاقَ الحيُّ بالأقوالِ والمكْرِ

وأترابي ملأنَ الكَونَ عن سرٍّ لهُ عندي

وعن سرّي

وحمّلَ قلبيَ المسكينَ ما أضنى

وما ثقُلا

وذاتَ عشيَّةٍ رحلا

كعصفورٍ

تلمَّس موسماً للدفءِ فارتحلا

ليبنِيَ عشَّهُ الوهميَّ عند جميلةٍ غيري

وحينَ يلُمُّ مَوسمَهُ

من الأطيابِ والعِطرِ

ويسرِقُ نشوةَ الأحلامِ

والقُبَلا

يواصلُ رحلةَ التغريرِ مرتحلا

ويبقى دائماً رجُلا

القاهرة   أيلول/ سبتمبر 1976                   دريد نوايا

Comments are disabled