اتهام…

هذهِ المرَّةَ أنكرْ أنها كانت معَكْ!

واعتذِر لي، واحتضِن وجهي،

وكفْكِفْ أدمعَك

عذرُكَ الدائمُ، بعدَ اليومِ،

                   لا لن ينفعَكْ

“خاتم الخطبة” أدمى في فؤادي موضِعَكْ

بعدما أغويتَ قلبي الطِّفلَ

                       حتى يسمعَكْ

أنا لا أُعطي كثيراً..

رُبَّ غيري أشبعَكْ!

فاتَّخِذْ غيري حبيباً..

واحترسْ أن يخدعَكْ

ربما الله لحبّي ذاتَ يومٍ أرجعَكْ!

*

وسجا الليلُ..

وغطّى كلَّ شيءٍ في مداهْ

وأنا مذهولةٌ..

لا شيءَ يضنيني سواهْ

غيرَ أنّي لم أصدِّق في يقيني ما أراهْ

كلُّ شيءٍ غابَ عن فكري وأحلامي..

                               عداهْ

يومَ كانت تحتويني وأمانيَّ يداهْ

آهِ منّي..

من خيالي..

آهِ من عمري.. وآهْ

ربما عاد لقلبي نادماً..

ممّا دهاهْ

ويحَ قلبي..

هل يعود اللهُ عن أمرٍ قضاهْ؟

*

يا فؤادي..

ذقتَ مُرَّ الحبِّ من أوّلِ مَرّهْ

حبُّكَ الأوّلُ..

ما أوهى، وما أقصرَ عُمرَهْ!

شهِدَ اللهُ..

بأنّي لم أكنْ أُغفِلُ ذِكرَهْ

صُنتُ حبي..

وتمنَّعتُ إذا صادفتُ غيرَهْ

وكأنّي غبتُ عن عينيهِ..

أو خالفتُ أمرَهْ..

يا فؤادي.. منكَ همي..

وهمومُ الحبِّ مُرَّهْ

قد عرَفتَ الحبَّ يوماً..

فتعلَّمْ كيفَ تكرَهْ

كلُّ ذنبي في جراحي..

أن عمري سبعَ عشرَهْ

*

ومضى الليلُ طويلاً..

ودموعي لم تنَمْ

كلُّ ما أحببتُ فيه..

في خيالاتي ارتسمْ

يتهادى في شريطٍ

فيهِ ماضينا احتدَمْ

همساتٌ، ووعودٌ، وانتظارٌ لم يدُمْ

ٍصارَ تاريخاً قديماً..

موغِلٌ فيهِ القِدَمْ

بينَ عصرِ الأمسِ واليومَ

تناهى للعدمْ

وأنا فوق سريري..

يعصرُ القلبَ الألمْ

ربَّ جرحٍ كان جرحاً ذاتَ يومٍ

والْتأَمْ

*

نظراتُ الصّحبِ هذا اليومَ

فيها ألفُ معنى

أتَّقي كيدَ العذارى..

وعظيمٌ كيدُهُنَّ

أم تُراني..

وفؤادي لم يحقِّقْ ما تمنّى

أحسَبُ النظرةَ سهماً قاتلاً

من بعضِهِنَّ

وأنا..

أولُ حبٍّ عاثَ في صدري

وأفنى

كلُّ آمالِ العذارى يحتويها صدرُهُنَّ

لن أبالي..

سيقولُ الصحبُ ما يحلو لهنَّ

كان حُلماً..

ومن الأحلامِ ما أدمى

                     وأضنى

القاهرة تموز/ يوليو 1976

Comments are disabled