المستحيل
ما غبتُ عن وطنـي لكي أبقى هنـا | |
في ظـلِّ حبِّـك ِ أدمـنُ الشـجوا | |
أشـكو هـواكِ لكـلِّ أوراد الـدنى | |
وأنـا الـذي لا يعـرف الشّـكوى | |
في البَـدءِ كنـتُ أسـوقُهُ كدعابـةٍ | |
كـي لا يُشــاعَ بأنّنـي أهـوى | |
وأضلِّـلُ الأصحـابَ أنّي والهوى | |
ما لـي بـهِ في مـا أرى دعـوى | |
وأنـا الّـذي عشـتُ الليالي كلَّهـا | |
حبّـاً يمـوتُ، وقِصّـةً تُطـوى | |
والذّنـبُ ذنـبُ فراشـة مرَّتْ على | |
قلـبٍ لـهُ فـي أضلعـي مـأوى | |
رفَّـتْ كطيـفِ نبيَّـةٍ مـن حولِهِ | |
وسَـطَتْ عليـهِ فمـالَ واسـتهوى | |
وكـانَ قبـلُ محنَّطـاً فـي ركنِـهِ | |
لا مـاءَ يملـؤهُ.. ولا ســـروا | |
فملأتِـهِ فـرحـاً وأنـتِ أمامَــهُ | |
وبعثْـتِ فيـهِ الحـبَّ والنّجــوى | |
* | |
قسَـتِ الحياةُ وسرتُ وحدي، حينما | |
لـم يبـقَ قلـبٌ يعـرفُ التَّقـوى | |
فقصـدتُ بابـاً خِلـتُ نفسي بعدَهُ | |
ألقـى بـلادَ المـنِّ والســـلوى | |
فوجدتُ نفسـي عازِفاً مسـتوحِشـاً | |
لا جِـدَّ يُفرِحُنـي.. ولا لهـــوا | |
ورأيتُ صورَتَكِ التي مـرَّتْ هنـا | |
وجهـاً جـميلاً وادعـاً حُلـوا | |
في بعـضِ حُلـْمٍ لملَمتْـهُ حوافـزٌ | |
للنفـسِ فيمـا تهجُـرُ الصَّحــوا | |
وتهيـمُ فـي أُفـُقٍ، وأنتِ عروسُهُ | |
تترنَّحيـنَ على السَّـنا نشـــوى | |
فألـمُّ حزمــةَ فتنـةٍ حـرَّرْتِهـا | |
لمّـا بـدأتِ على الرؤى الخَطـوا | |
ومـدَدْتِ لي يـدَكِ الجميلةَ شـمعةً | |
وهمَمْـتُ ألمَسُـها فـلا أقــوى | |
وصحوتُ من حُلُمي الجميـلِ مردِّداً | |
حتّـى بحُلمـي.. منـكِ لـم أُروى |
القاهرة نيسان/ أبريل 1976