ماذا أقول؟
إلى صديقي شاكر ر.
إذا فُـضَّ ثغـري فمـاذا أقـول؟ | |
وقـول الحقيقـةِ مُـرٌّ ثقيـلُ | |
فإن قلـتُ حرفـاً أعـرّي وجوداً | |
وأنكـأُ جُرحـاً.. هو المسـتحيلُ | |
* | |
تمنَّيـتُ.. آهٍ.. كرهـتُ التَّمنّـي | |
فـلا يتـحقَّـقُ إلا القـليـلُ | |
وأنـتَ تُـداري شـعوري كطفلٍ | |
تعـذَّرَ يومـاً عليـهِ الوصـولُ | |
عشـيَّةَ جئتُـكَ كنـتُ أعانـي | |
مشـاكلَ ضنَّـت عليهـا الحلولُ | |
ولم ألتمـسْ منـكَ شـيئاً جديـداً | |
فقـد كنـتُ أعلمـُ ما ســتقولُ | |
وللحـزنِ فـيَّ نصيـبٌ كبيــرٌ | |
وللحـبِّ بـاعٌ بصدري طويـلُ | |
أضيـقُ بِهَـمِّ التقـاليـد حينـاً | |
وحينـاً تضيقُ برفضي الأصـولُ | |
* | |
أنـا الآنَ صـقرٌ جريحُ الجنـاحِ | |
وحولـي كـلابٌ جيـاعٌ تصولُ | |
فمـا ذُلَّ بعـدَ التصـدّي عزيـزٌ | |
ولا عـزَّ بعـد الخُنـوعِ ذليـلُ | |
إذا ضاقـتِ الأرضُ بي ذاتَ يومٍ | |
وصُكَّـتْ عقـودٌ.. ودُقَّتْ طُبولُ | |
وحُمِّلـتُ ما لا أطيـقُ افتـراءً | |
وحـارَ أمـامَ دروبـي الدليـلُ | |
تجلَّـدتُ بالعزمِ.. فالأرضُ دومـاً | |
لكـلِّ عزيـزٍ عليهـا بديـلُ | |
“محمّـدُ” هاجـرَ حيـنَ تـأذّى | |
وغـلَّ قلـوبَ “قريـش” الغليـلُ | |
يقـولُ لصـاحبـِهِ: لا تبـالي | |
وثـالثُنـا اللهُ.. جـلَّ الجليـلُ | |
إذا الظلـمُ عـاثَ بقـومٍ لحيـنٍ | |
فـلا بـدَّ عمّـا قريـبٍ يـزولُ | |
ولملمْتُ بعضي.. وغادرتُ أرضي | |
وكـانَ القـرارُ… وكانَ الرَّحيلُ |
طرابلس الغرب آذار/ مارس 1976