بدائل حبيبات الطلع

تعتبر حبيبات الطلع من أهم الضروريات لنمو النحل وتكاثره، باعتبارها مصدراً رئيسياً لسد حاجته من البروتين والدهون والمعادن والفيتامينات. وهي العنصر الهام في تغذيته وتطوُّر غُدده، وفي عمليات الاستقلاب الحيوي، وعامل أساسي محدِّد لتطوُّر الطائفة وازدهارها، وبالتالي قوّة الطائفة، التي تعني مزيداً من منتجات الطائفة، بالإضافة إلى سلامتها من الآمراض والآفات.

يؤدي اختلاف الظروف البيئية والمُناخية والزراعية، بالضرورة، إلى تنوّع الغطاء النباتي واختلافه واستمراره. ففي البيئات ذات الغطاء النباتي المستمر، حيث التنوع والغزارة في الإزهار على مدار العام، يبقي النحل في حال استمرار غذائي، وتبقى طوائفه قوية. أما في البيئات ذات الغطاء النباتي المحدود، والذي يزهر في فترة محدَّدة، فإن النحل يشكو من قلة الوارد الغذائي، حيث تتعرض طوائفه إلى التراجع، وأحياناً إلى الانتهاء.

إن هاجس النحال هو المحافظة على قوّة طوائفه لما لهذه القوة من منافع مباشرة. ففي وقت ندرة الرحيق يلجأ المربي إلى البديل، وهو التغذية السكرية. فإذا وُجدت في الطبيعة أزهار تطورت الطائفة بما يتناسب وكمية حبيبات الطلع الواردة إلى الخلية، أما عندما لا تتوفر فإن النحل يستهلك جزءاً بسيطاً من التغذية السكرية، ويخزِّن الجزء الأكبر في الأطر بعد تركيزه وتغطيته بالشمع، ليستعمله عند الحاجة. هنا لا يحصل النحال على حضنة، ويظهر على الطائفة العوز ثم التدهور، فالتغذية على المحلول السكري فقط يؤدي إلى نقص في الوزن والمحتوى النيتروجيني في جسم النحلة، وارتفاع نسبة موت النحل حتى 60%. من هنا بدأ التفكير بضرورة وجود بدائل بروتينية لحبيبات الطلع، تُعطي مع البدائل السكرية حضنة للمحافظة على قوة الطائفة.

قام العديد من مراكز بحوث النحل، وكذلك مربو النحل باستعمال العديد من البدائل (بروتينات نباتية، بروتينات حيوانية)، وبنتيجة هذه المحاولات والبحوث الطويلة، تبين أنه لا بديل مثالياً لحبيبات الطلع الطبيعية الطازجة، والمجموعة من قِبَل نحل الطائفة ذاتِها، فالعديد من هذه البدائل يعاني من بعض الصفات التي أهمها:

  • غلاء الثمن.
  • رداءة بعض الأحماض الأمينية الضرورية.
  • وجود بعض المكونات السامة للنحل في تركيبها.
  • احتواؤها على بعض العوامل الممرضة.
  • عدم استساغة النحل لها.

وسنعرض ببعض التفصيل لعدد منها:

حبوب الطلع المجففة:

مادة غالية الثمن، وذات قيمة غذائية أقل، مقارنة بالحبيبات الطازجة، وقد تكون ملوَّثة بمسببات أمراض خطرة، كتعفن الحضنة الأميركي، وتكلُّس الحضنة.

حليب الفرز الخالي الدسم:

يستخدمه عدد لا بأس به من النحالين، كما يوصي به عدد من المراجع، وعلى نطاق واسع كبديل بروتيني. لكنه أعطى نتائج عكسية من خلال التجارب بسبب السمّيّة العالية لكل من سكَّرَي اللاكتوز والغالاكتوز لنحل العسل، حيث يشكلان معاً أكثر من 50% من مكونات الحليب الجاف الخالي الدسم، ولا يُنصح حالياً باستخدام هذا البديل.

دقيق كسبة فول الصويا:

يُستخدم دقيق كسبة فول الصويا (منزوع الدسم) بشكل واسع، إلا أنه لا يخلو من العيوب، إذ يحتوي على سكَّريْن شديدَي السُّمِّية للنحل هما الرافينوز (Raffinos 1%) وسكّر ستاشيوز (Stachyose 5%)، بالإضافة إلى الحمض الأميني “ميثيونين”، وفيتامين B2، وفيتامين نياسين.

طحين البطاطا:

أشير إلى استخدام طحين البطاطا في السنوات الأخيرة كبديل لحبيبات الطلع. يحتوي هذا الدقيق على 7% بروتين، وهي النسبة الدنيا في حبيبات الطلع، وهذه إحدى مساوئه.وأما السيئة الأخرى فهي احتواؤه على البكتين بنسبة 2.5%، مما يؤدي إلى حدوث موت في النحل، إذ وُجد بالتجربة أن تغذية النحل على نظام غذائي يشكل فيه البكتين نسبة 4%، ولمدة ثمانية أيام، قد أدّى إلى موت 82% من النحل.

إن النسبة المنخفضة من البروتين في دقيق البطاطا لا تسمح بتمديدها بهدف تخفيض نسبة البكتين فيها.

الخمائر:

الخمائر غنية بفيتامين B المركّب، وهو مهم في تغذية النحل، إلا أن بروتينات الخمائر تعاني من النقص في الأحماض الأمينية الأساسية، مقارنة بالأحماض الأميتية المتوفرة في بروتين حبيبات الطلع.

يبين الجدول التالي بعض البدائل مقارنة مع حبيبات الطلع:

table 2

Comments are disabled