كيفية اختبار النحل لمقاومة الأمراض

منذ عام 1936، وُجد أن النحل يمكن أن يربّى بالاصطفاء لمقاومة مرض تعفن الحضنة الأميركي، حاول القليل جداً من النحالين اصطفاء نحلهم بهذه الطريقة. فقد قرر Rothenbuhler أن النحل الذي يمتلك السلوك الصحي يقاوم مرض تعفن الحضنة الأميركي، كما تم إثبات أن النحل السليم يبدي تحمّلاً أفضل لفاروا النحل وتكلس الحضنة، في السنوات الأخيرة.

لم يدرك أغلب النحالين أهمية السلوك الصحي للنحل في مقاومة المرض أو أنهم يعتقدون بأن الطريقة لاختبار هذا السلوك صعبة ومعقّدة. لقد قمنا باختبارات السلوك الصحي للنحل في كل من أوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية. ويمكن للنحالين استخدام التقنية التي طوّرناها لاختيار مجموعات كبيرة أو صغيرة من طوائف النحل.

ما هو السلوك الصحي؟

هو مقياس سرعة طائفة النحل في تنظيف عينة من الحضنة الميتة. لقد اعتبرنا الطائفة التي استطاعت أن تنظف عينة (5 × 5 سم) من الحضنة الميتة خلال أقل من 48 ساعة ذات سلوك صحي. أما الطوائف التي استغرقت وقتاً أطول فلم نعتبرها كذلك، لكنها ربما كانت تمتلك بعض المورثات ذات العلاقة بهذا الأمر.

التحضير للاختبار:

اختر أطراً من الحضنة المختومة، من تلك التي تحتوي على عدد قليل فقط من النخاريب المفتوحة، ثم اقطع من كل منها قطعة مربعة (5 × 5 سم)، وذلك باستخدام سكين حادة. ضع هذه العينات في الثلاجة (الفريزر) لمدة 24 ساعة، بهدف قتل الحضنة، لأن النحل يزيل العينات التي تعرضت للبرودة الشديدة لمدة أطول من 24 ساعة بسرعة أكبر. وهذا ما يزيد من نسبة النحل الذي يمتلك السلوك الصحي. يفضل اختبار الطوائف، إن أمكن، في وقت يشح فيه فيض الرحيق حين يكون هذا السلوك في الحد الأدنى.

اليوم الأول للاختبار:

ارفع الإطار من الخلية المراد اختبار طائفتها، واقطع عينة على شكل مربع (5 × 5 سم) كما ذكرنا، وأدخِل مكانها قطعة أخرى مماثلة لها، ثم عرِّضها للبرودة الشديدة، وقم بتعليم أعلى الإطار، ثم أعده إلى مكانه في الخلية.

اليوم الثاني للاختبار:

بعد 24 ساعة، أو 48 أَخرج الإطار من الخلية، وقدِّر كمية النخاريب التي تمت إزالة الحضنة الميتة منها. يجب اختبار الطوائف عدة مرات قبل اختيار ملكة منها.

اختبار المجموعات الكبيرة:

إذا كان عدد الطوائف التي ستُختبَر يومياً بالمئات، يلزم للعمل ثلاثة أشخاص، يقومون بقطع العيّنات المربعة من الخلايا، بينما يقوم شخص رابع بتسجيل الملاحظات، وكتابة ما يميز كل طائفة على الخلية، وللتقليل من الخطأ يقوم نفس الشخص بتقدير كمية الحضنة الميتة التي أزالها النحل من العينة.

من الأفضل برمجة إنتاج الحضنة المختومة، بحيث تكون متوفرة لشكل كافٍ يوم الاختبار، وبالعمر الصحيح. يمكن الحصول على حضنة مختومة ممتازة للاختبار من نويات لانغستروث ذات الأطر الخمسة، والتي تم تلقيح ملكاتها مؤخراً.

اختيار الملكات للتربية:

تختار الملكات من الطوائف التي قامت بتنظيف عينات نخاريب الحضنة الميتة خلال أقل وقت، وتستخدم في برنامج التربية، كذلك يجب اختبار هذه الملكات للمقاومة الفعلية لمرض تعفن الحضنة الأميركي، وذلك بإعطائها أقراصاً من الحضنة المصابة. يجب أن يصر النحال على أن يكون مربّو الملكات الذين زوّدوه بها قد حصلوا على هذه الملكات من ملكات أم كانت قد اختُبرت للسلوك الصحي، وكانت النتيجة إيجابية.

ففي تشيلي مثلاً قمنا باختبار أكثر من 500 طائفة لنتمكن من الحصول على بيانات من 483 ملكة، فقد قمنا في البداية، في بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) باختيار أفضل 115 طائفة من حيث السلوك الصحي، وذلك من جميع المواقع، ثم نقلناها إلى محطة التربية لدينا في ليماش. وفي كانون الثاني (يناير) أعدنا اختبار الطوائف الـ115 مرة ثانية، حين شُحَّ الرحيق، وكان السلوك الصحي في حدّه الأدنى، واخترنا 14 طائفة فقط من الطوائف الـ115، وهي الطوائف التي قامت بتنظيف النخاريب من الحضنة الميتة خلال أقل من 24 ساعة، وباعتبار أن مرض تعفن الحضنة الأميركي لا وجود له في تشيلي، كان علينا أن نختبر بنات هذه الملكات في فرنسا أو الأرجنتين مع أقراص ذات حضنة مصابة. لقد تم الاحتفاظ بالطوائف المئة وواحدة المتبقية، ما عدا تلك التي قلّت فيها نسبة السلوك الصحي عن 95%، في مكان التزاوج من ليماش، وذلك بهدف إنتاج الذكور، والمحافظة على الملكات ذات السلوك الصحي.

الخلاصة:

لدى النحل آليات كثيرة مختلفة في مقاومة القراد والأمراض، لكن أغلب الاختبارات في الوقت الحاضر ليست في متناول النحالين، وهي محصورة في المختبرات. من الممكن استخدام أربعة أشخاص لاختبار 250 طائفة خلال ثماني ساعات من العمل، وذلك لاختبار السلوك الصحي عند النحل. وقد أشار ونستون مؤخراً إلى أن النحل ذا السلوك الصحي كان شرساً، ومنتجاً فقيراً للعسل. وقد كان أول نحل ثبتت مقاومته لمرض تعفن الحضنة الأميركي (Park)، والنحل الذي عمل عليه (W. C. Rothenbuhler) أبدى سلوكاً دفاعياً قوياً، بحيث لم يتحمله أغلبية النحالين في مناحلهم، وهكذا أثبت روثنبوهلر على مدى 30 سنة مضت، أن السلوك الصحي وسلوك اللسع غير مرتبطين بعضهما بالبعض الآخر، ويعتمدان على قواعد وراثية مختلفة، ولم نلاحظ في اختبارنا أي ارتباط وراثي بين السلوك الصحي والشراسة، أو إنتاج العسل.

لسوء الحظ لم يتم الحسم النهائي في الخصائص الوراثية للسلوك الصحي، لكن أحدنا يعتقد بأنها 20 – 30 خاصية وراثية. لقد بحث روثنبوهلر وحدد خاصتين تبدوان متنحيتين. لكن الأمر يتطلب المزيد من الدراسة في هذا المجال الهام من سلوك نحل العسل.

في نفس الوقت، ومع اصطفاء النحل السلوك الصحي، يمكن اصطفاء صفة إنتاج العسل باستخدام طريقة كورنويت التي تتألف من مقارنة إنتاج العسل في مجموعات من الملكات البنات الملقحة طبيعياً، من إحدى أفضل الملكات، وهذا هو النظام الذي اتبعناه في تشيلي. تختبر هذه المجموعات من البنات مقارنة مع بعضها البعض، في عدة أماكن لإنتاج العسل، وميزة هذه الطرق أن عملية التلقيح الاصطناعي ليست مطلوبة، والتربية لا تعتبر مشكلة.

ترجمة المهندس دريد نوايا

عن مجلة النحل الأميركية

Comments are disabled