المواد البديلة لمكافحة فاروا النحل

من مؤتمر اليوبيل العلمي لتربية النحل في بلغاريا

المنعقد بتاريخ 22-26/9/1999 – صوفيا

ترجمة وإعداد الدكتورعبد الله حاطوم

انتشرت الإصابة بقراد (فاروا) النحل في الكثير من دول العالم، وكثرت الأدوية المستعملة لمكافحتها. ويستخدم حالياً حمض النمل (الفورميك)، وحمض الحماض (الأوكزاليك)، بالإضافة إلى الزيوت العطرية، ولا تعتبر هذه المواد ملوثة أو سامة لمنتجات طائفة النحل إذا استخدمت وفقاً للتعليمات والإرشادات اللازمة لمكافحة الفاروا.

في بلدان كثيرة تستخدم طريقة قص مساحات من أطر حضنة الذكور، أو بنزع حضنة الذكور باستخدام شوكة الكشط. ويستخدم الكثير من المربين إطاراً ذا شريط شمع أساس بعرض 5 – 10 سم يوضع قرب إطار الحضنة، حتى يصبح فيه حضنة ذكور، فيؤخذ من الخلية حين تصبح الحضنة في طور العذراء (الخادرة)، وتعتبر هذه الطريقة مصيدة للقراد.

تخفض الطرق الثلاث المذكورة من نسبة الإصالة بفاروا النحل كثيراً، ولكي نتخلص مما تبقى منها في الخلية، نستخدم بعض المواد الموصى باستخدامها حالياً في كثير من المؤتمرات العلمية الدولية. أما التركيزات والمقادير المذكورة هنا، فهي مناسبة للدول الأوروبية، أما في ما يخص الدول الأخرى، فيجب تجريب وتعديل هذه النسب.

ينصح الدكتور ستيفن، من معهد تربية النحل في برن (سويسرا) بعمل خلية للمراقبة، تحتوي على درج شبكي في الأسفل، لمراقبة عدد القراد الميت طبيعياً كل يوم على هذا الشبك. فإذا كان عدد القراد الساقط يومياً من شهر أيار (مايو) في حدود 3 – 5 قرادات (الجدول 1)، عندئذ يجب المكافحة بحمض النمل بعد قطف العسل الربيعي مباشرة. أما إذا بلغ معدل سقوط القراد خلال شهر تموز (يوليو) يومياً أكثر من 10 قرادات (الجدول 1) فيجب المكافحة بحمض النمل مرتين. وأما خلال شهر أيلول، إذا كان السقوط بمعدل قرادة واحدة، فعندئذ يجب مرتين بحمض النمل ومرة بالثيمول.

في أي وقت من السنة، إذا بلغ معدل سقوط القراد اليومي أكثر من 30 قرادة، يجب المكافحة بأسرع ما يمكن، لأن الوضع يكون خطيراً، وينصح بحمض النمل لأنه سريع التأثير.

المكافحة بحمض النمل

حمض النمل مادة طبيعية تتوفر في العسل، وتبلغ نسبة فعاليته على الفاروا 95%. لكن، على المستخدِم أن يتقيد تماماً بتعليمات المكافة الصحيحة. إنه العلاج الوحيد القادر على قتل القراد داخل بيوت الحضنة المقفلة. وإن الاستخدام الخاطئ له، خصوصاً عند ارتفاع درجة الحرارة، يمكن أن يقتل الملكات، فهو حمض سريع التبخر. وفي ما يلي طريقتان للمكافحة به:

المكافحة لعدة مرات بفاصل زمني قصير

إذا استخدم حمض النمل بدون جهاز تبخير، نقوم بسكب الحمض، تركيز 60% على سطح الشريحة المستخدمة (اسفنجة، ورق نشاف، ورق كرتون هش)، تكرر المكافحة أربع مرات بفاصل زمني مدته يوم واحد، أي تتم المكافحة خلال مدة أسبوع واحد. يسكب على الشريحة حوالى 30 مليلتر، وتتم المكافحة نهاراً إذا كانت درجة الحرارة بين 12 و20 مئوية. وفي المساء إذا كانت دردة الحرارة بين 20 و25 مئوية. أما إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 25 مئوية، فتتم المكافحة في الصباح الباكر.

ملاحظة: ثلاث مكافحات بفاصل زمني يوم واحد تعادل مكافحة واحدة طويلة الأمد.

المكافحة لمرة واحدة أو مرتين بفاصل زمني طويل:

هذه الطريقة سهلة نوعاً ما، وتتم لمرة واحدة أو مرتين. فإذا كان معدل موت القراد عشر قرادات يومياً خلال شهر تموز (يوليو)، يصبح من الضروري المكافحة مرتين بفاصل زمني طويل: المكافحة الأولى بعد القطف مباشرة إذا توفر العسل، وتتم المكافحة الثانية في منتصف شهر أيلول (سبتمبر).

إذا كان موت القراد أقل من عشر قرادات في اليوم، تكفي مكافحة واحدة خلال شهر آب (أغسطس). أما المكافحة الثانية فتكون على ضوء شدة الإصابة، بعد ثلاثة أسابيع من المكافحة الأولى. أي إذا كان الموت الطبيعي للقراد أقل من واحدة في اليوم لا داعي للمكافحة الثانية.

المكافحة بالثيمول

الثيمول مادة طبيعية غير سامة، تتوفر في بعض أنواع العسل بكميات قليلة، كعسل الزيزفون الحقيقي Tilia grandifolia. والشيء المهم هو استخدامه بعد جني العسل، لأن التركيز العالي له في الخلية يؤثر على طعم العسل، وهذا غير مسموح به.

يستخدم الثيمول مباشرة عند موت أكثر من 10 قرادات في اليوم على أرض الخلية، فيسخَّن أولاً، ثم يسكب في وعاء معدني. تعاد المكافحة مرة ثانية بعد تبخر الثيمول، أي بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

يجب حماية الأعين والأيدي من تأثيره، رغم أنه ضعيف التأثير عليها بالتركيزات المنخفضة. وتشير الدراسات إلى أن تأثيره على الفاروا يتراوح بين 90% و97%.

المكافحة بحمض الأوكزاليك

هو أيضاً مادة طبيعية تتوفر منه كمية قليلة في العسل، وهو فعال جدا، وعلى النحال أن يتقيد بتعليمات استعماله بدقة، كما هو موضح في الجدول 2.

هذا الحمض فعال جداً، خصوصاً عند غياب الحضنة، وتبلغ فعاليته 97 إلى 99%. واستخدامه خلال تشرين الثاني (نوفمبر) يقلل الإصابة إلى الحد الأدنى. يجب الانتباه إلى أن درجة الحرارة عند استعماله أعلى من 12 درجة مئوية.

الرش بحمض الأوكزاليك

لهذا الهدف، نستخدم محلولاً مكوناً من 30 غراماً من حمض الأوكزاليك مع 1000 ميليلتر (لتر واحد) من الماء. يرش على كل وجه من الإطار مقدار 3 – 4 مل من هذا المحلول باستخدام بخاخة.

هذه الطريقة سهلة التطبيق، خاصة عندما تكون الخلية ذات طابق واحد.

استخدام حمض الأوكزاليك تنقيطاً

تتم هذه الطريقة بمزج حمض الأوكزاليك مع المحلول السكري، كما هو موضح في الجدول رقم 2، وباستخدام وعاء مدرّج، نسكب خمسة ميليلترات من هذا المزيج على النحل بين كل إطارين، وحسب قوة الطائفة، تحتاج إلى 30 – 50 مل.

هذه الطريقة غير محببة للنحل، والأفضل منها طريقة الرش الرذاذي.

هذه الكمية من الكزيج قابلة للزيادة والنقصان، حسب المواقع ودرجات الحرارة فيها، والكمية 30 – 50 مل مناسبة لبلغاريا وسويسرا (دول أوروبا).

ملاحظات هامة:

عند استخدام الأحماض والثيمول، يجب استخدام القفازات والنظارات، وأن يكون النحال مجهزاً لكمية من الماء، لاستخدامها عند الضرورة.

لدى استخدام حمض الأوكزاليك، تستخدم الكمامة المناسبة.

المواد المستخدمة يجب أن تكون من مصادر موثوقة، وأن يتم تحضير المحاليل من قِبَل أشخاص دقيقين ومتقيدين بالتعليمات بشكل تام.

معلومات إضافية

يقودنا ظهور المقاومة لدى الفاروا، نتيجة معاملتها ببعض المواد الكيميائية المستخدمة، إلى البحث الدائم عن مواد أخرى بديلة. ولكن عند تطبيق البرنامج السابق باستخدام حمض النمل، وحمض الأوكزاليك، والثيمول، لم يلاحظ أي مقاومة لهذه المواد (أي لم تظهر أفراد مقاومة لها من القراد).

والعالم ينتظر من النحالين تقديم منتجاتهم من خلية النحل نظيفة، خالية من أي أثر ضارٍّ متبقٍّ للمواد الكيميائية، وعالية الجودة. وإن استخدام المواد الثلاث السابقة الذكر تضمن هذه المواصفات.

Comments are disabled