المواد الطبيعية والحموض العضوية

في علاج أمراض النحل وآفاته

المهندس نبيل خلوف

يعد استخدام المواد الطبيعية والحموض العضوية في علاج الأمراض والمشاكل الصحية التي يتعرض لها النحل مدرسة من مدارس صناعة أدوية النحل، وشكلاً من أشكال البحوث العلمية، بدأت مع مطلع الستينات.

وكان من أهم نقاط هذا البحث دراسة مشكلتين أساسيتين هما:  طريقة استخدام المادة، والمواد التي يمكن استعمالها.

طريقة استخدام المادة:

وهو من الأمور الأساسية، إذ لا بد من طريقة لوصول المادة المستعملة إلى هذه الكائنات النافعة، النحل، بطريقة تتوفر فيها الشروط الضرورية التالية :

  1. عدم الإضرار بالنحل المعالج بشكل مباشر أو غير مباشر، كإتلاف مبايض الملكة وقتل البيض، واليرقات، وعقم الذكور.
  2. عدم الإضرار بنواتج الخلية من عسل، وشمع، وغذاء ملكي، وسم، وحبوب طلع، وعكبر.
  3. عدم الإضرار بالنحال مستخدم هذه المادة.

وهكذا تعددت التجارب والاستعمالات، وهذا ما سنتطرق هنا لبعضه.

طرق إيصال المادة بشكل مباشر:

 أي عن طريق الملامسة المباشرة بين المادة، وبين كل من النحال،والنحلة، ونواتج الخلية بشكلها السائل المركز أو المخفف. وقد ظهرت نتائج سلبية لهذه الطريقة، مباشرة وغير مباشرة، مثل:

على الإنسان:

–  حروق جلدية.

–  تأثر العيون من أبخرة هذه المواد.

–  تأثر الجهاز التنفسي وتضرره.

–  تأثيرات أخرى نتيجة انتقال المادة عن طريق الجهاز التنفسي إلى الدم وباقي أجهزة الجسم.

على الحشرة:

–  الصدمة المباشرة على النحل مما يسبب الموت بأعداد كبيرة.

–  هجر الخلايا.

–  عقم الملكات والذكور.

–  أمراض النحل من استعماله مع الماء كمحلول، رشاً أو في الغذاء.

–  ولم تصل الدراسات بعد إلى نتيجة حاسمة حول الآثار المتبقية لهذه المواد على منتجات الخلية من العكبر والغذاء الملكي وحبوب الطلع، وبالتالي على المستهلك لها، لكن تلوث العسل، في حال وجوده في الخلية عند الاستعمال، أصبح في حكم الثابت.

من هذه المواد حمض الأوكزاليك (الحماض)، وحمض النمل.

طرق إيصال المادة بشكل غير مباشر:

وكانت هناك عدة طرق، وهذا بعضها:

1- إيصال المادة بصيغة الجل (gell)، وهذه الطريقة تبنتها المدرسة الأميركية والكندية. وقد صدرت عدة دراسات (المقالة المنشورة في  العدد 12، المجلد الأول، النحال العربي)، ولكن لم يتم تسجيل أي مادة بعد.

2-  إيصال المادة بوجود حامل وسيط، أي ليس له تأثير مساعد في عملية العلاج. ومن هذه الطرق:

آ – استعمال الشرائح (كرتون) المتشربة حمض النمل أو حمض الأوكزاليك. وكان من أسوا نواتجها الموت المباشر، وهجرة النحل، خاصة مع ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة. (استعملت في سورية في أعوام  1988 – 1989 – 1990 ثم أوقف استيرادها).

ب – الشرائح الخشبية المشربة بهذه المواد، وكانت قياسات الشرائح المستعملة متعددة منها (0.4 × 5.5 × 15) سم، (0.2 × 2 × 15) سم، منها الشرائح المصنعة في تركيا والمحملة مواد متعددة منها الأميتراز، والمافريك (وهما مادتان ممنوعتان عالمياً)، وحمض النمل، وهي طريقة كانت غير معتمدة عالمياً ولا مسجلة، بسبب:

  1. عدم السيطرة على الكمية المعطاة للعلاج.
  2. ملامسة النحل المباشرة لها كجسم غريب، مما يسبب الموت له.
  3. عدم الوصول إلى الجدوى الاقتصادية لاستعمال المادة.

ج- شرائح الخيش (الجوت)، القطن، القماش.

–  ما زالت هذه الطرق تعاني من الإخفاق في طرق استخدامها، لتماثلها مع الشرائح الخشبية، مع زيادة جزء غريب يهاجمه النحل، ويحاول تغطيته، أو نقله إلى الخارج، مما يسبب تلامساً مباشراً معه.

–   كما حملت هذه المواد الأمراض الخارجية للخلية ، أو كانت حاضنة لها ضمن الخلية، أو استعملت كعائل ضمن الخلية (مثل دودة الشمع).

–  ومع هذه الطرق والاستمرار في استخدامها، برزت طريقة إيصال هذه المواد بطريقة التبخر مع عدم ملامسة النحل لها، وكانت المدرسة الأوروبية، خاصة ألمانيا وفرنسا، تنصح باستخدامها. وكان ناتجها جهاز التبخير (ناشنهايدر  Nachinhider) (أبليكاتور (Applecator.

جهاز التبخير (أبليكاتور/ ناشنهايدر):

هو عبارة عن علبتين بلاستيكيتين، ترتكزان على قاعدة تثبت على إطار فارغ، وتستعمل ضمن الخلية كإطار علاج.

 مواصفات الجهاز:

  1. مواصفات كيميائية: الجهاز مصنع من مادة البلاستيك المقاوم للتفاعلات الكيميائية، مع هذه المواد.
  2. مواصفات فيزيائية: الوصول إلى قياسات تؤمن عملية التبخير النظامي لجرعة معينة، وخلال زمن معين.
  3. اقتصادية الجهاز: أن يكون اقتصادياً، لا يُستهلَك إلا بعد مدة طويلة (10 – 15 سنة)، ضمن شروط النظافة والحفظ وحسن الاستعمال.
  4. وصف الجهاز :

–  قاعدة بلاستيكية (20 × 2.5 ) سم، لها ثقبان على الطرفين للتثبيت على الإطار الفارغ.

–  علبة كبيرة قياس ( 13 × 2.5 × 2.5) سم، تستعمل كخزان للمادة المستعملة، مدرجة من 0 – 120 مل، وترتكز على القاعدة .

–  علبة صغيرة مفتوحة من الأعلى (5 × 2.5 × 1.5) سم، تعمل كخزان منظم للكمية المراد تبخيرها.

–  غطاء للعلبة الصغيرة ذو شق طولي، يقوم بتثبيت شريحة الكرتون المستعملة للتبخير.

–  يتصل الوعاءان الكبير والصغير بفتحة سفلية مدروسة على مستوى القاعدة.

–  قطعة كرتون ذات مواصفات خاصة لامتصاص المادة من العلبة الصغيرة وتبخيرها في جو الخلية. وقد درست بقياسين: قياس صيفي (5.5× 4.5) سم، وآخر شتوي (8×4.5) سم.

  • هذه القياسات مدروسة لتبخير كمية معينة من المادة المستعملة خلال مدة زمنية معينة.

استعمال حمض النمل في جهاز التبخير:

–  تركيز الحمض المعتمد (تركيز 60%) بصورته السائلة، المعدة خصيصاً للاستعمال على النحل، وذلك لتوفر هذا الحمض بتركيزات متعددة، وعلى حوامل (سواغ) متعددة الاستعمالات في النسيج، والجلود، والصناعات الكيميائية، والصناعات الغذائية. لذا يجب الانتباه لهذه النقطة.

–  الكمية المثبتة هي من 70 – 90 مل للخلية المكونة من 7 – 8 أطر نحل، أي بمعدل 10 مل لكل إطار.

–   درجة الحرارة المثلى للاستعمال من 12ْم – 30ْم، ويجب عدم تجاوزها نقصاً أو زيادة.

–   مدة التبخير في حال توفر ما ذكر من شروط بين 10 – 15 يوماً.

–   يستعمل مرتين سنوياً، وعلى جرعتين، كل مرة خريفاً وربيعاً، وبفاصل شهر بين الجرعتين.

شروط الاستعمال:

–  نقاوة حمض النمل.

–   نظافة  الجهاز ونظاميته (افحصه قبل الاستعمال).

–   لا تعالج قبل عملية التغذية.

–   في حال الطوائف المريضة أو توقع وجود أمراض، يفضل معالجتها بجرعة واحدة على الأقل، قبل استعمال حمض النمل.

على سبيل المثال:

  1. تغذية سكرية عسلية + أكسي تتراسكلين في حال الشك بأمراض الحضنة.
  2. غذية سكرية عسلية + فيوميديل B في حال الشك بالإسهالات.
  3. الانتباه لدى علاج الطوائف الضعيفة:
  • عملية الضم لتغذية الطوائف.
  • تغذية مركزة وعلاج كامل للأمراض، ثم العلاج.

شروط صحية للنحال:

–  عدم ملامسة المحلول للجلد.

–   عدم شمه أو تعريض العيون لبخاره.

–  إبعاده عن متناول الأطفال.

–  في حال الملامسة قم بالغسيل بمياه زائدة.

ـــــــــــــــ

المرجع: النحل في إنتاج العسل وتلقيح المحاصيل ـ أ. د. أسامة محمد نجيب الأنصاري.

Comments are disabled