ما يجب أن تحتوي عليه حقيبة طوارئ النحال

الدكتور جهاد حرب هنيدي

سم النحل سائل شفاف، رائحته عطرية وطعمه مر، يمتاز بأنه يحتوي على كثير من الأحماض في تركيبه، وقد تكمن الخاصة العلاجية لسم النحل في وجود فوسفات المغنيزيوم، الذي تصل نسبته إلى 0.4%  من الوزن الجاف للسم، وكذلك وجود الكبريت، ويدل كثير من الدراسات على أن سم النحل يحتوي على آثار من عناصر النحاس والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والحديد، ونسبة قليلة من السكريات. فعندما تلسع النحلة تفرز منها 0.2 – 0.3 ملغ/ سم²، وتتراوح الجرعة القاتلة عادةً بين 500 و1000 لسعة، وهناك حالات تؤكد بأن عدداً قليلاً جداً من اللسعات أدى إلى حالات خطرة من ردات وتفاعلات تحسسية، أدت حتى إلى الموت.

 

فمثلاً، لو وضعنا (أو عاملنا) سم النحل على خلايا حية معزولة، فإن نتيجة هذه المعاملة تكون موت هذه الخلايا الحيوانية، إضافة إلى التأثير السمي والتأثير التهيجي لسم النحل. لذا فإنه يتمتع بخاصية جيدة، وهي كونه “مضاد التهاب”، ومخففاً لنسبة تخثر الدم.

تظهر البحوث الطبية فوائد لسع النحل في علاج عدد من الأمراض التي تصيب البشر، مثل التهاب المفاصل، والروماتيزم، وتصلب الشرايين. لكن يجب أن تجرى هذه اللسعات تحت إشراف طبي مباشر. هناك كثير من المؤسسات الصيدلانية الكبيرة في دول متقدمة قامت بإنتاج مركبات على شكل حقن أو مراهم تحتوي على خلاصات شبيهة بما تزرقه الشغالة في جسم من قامت بلسعه، وتأثيراتها فعالة. ونحن نستطيع الحصول على سائل اللسع إذا وضعنا شبكة خشنة أو قطعة من قماش صوفي أمام مدخل الخلية، وهذا يسبب اشتباك أرجل النحل وهياجه، فيلسع القماش بشدة، ويخترقه بآلة اللسع، فنستقبل المادة في وعاء خاص.

متى يكون سم النحل مفيداً للإنسان؟

تنصح الدوائر الطبية المتخصصة، عند استعمال سم النحل كعلاج، ألا ننسى خاصيته بالدرجة الأولى، إذ أنه يستخدم بشكل أساسي في أمراض الروماتيزم، والتهاب المفاصل، والتهاب الأعصاب، والربو، والصداع النصفي (الشقيقة)، وكذلك ارتفاع ضغط الدم من الدرجة الأولى والدرجة الثانية. أما في حالات مرض السل، والكبد، وأمراض الكلية، وأمراض الغدة الدرقية، والأمراض القيحية، وبعض أمراض الدم، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، فلا يوصَف، ولا يُنصح باستعمال سم النحل لعلاجها.

البعض يسأل: هل يتوفر لَقاح لسم النحل؟ الحقيقة أن مثل هذا اللقاح غير متوفر. ففي ألمانيا مثلاً، في سنة 1927 تم لأول مرة تحضير عقّار معد للحقن يشبه حالياً العقاقير التي تُصنع في كثير من بلدان أوروبا وأميركا، ومنها بالذات ألمانيا و”تشيكوسلوفاكيا”. أما المراهم فتستخدم لأغراض التدليك حصراً، وأمراض الروماتيزم.

استخدام سم النحل في الطب وعلاج الأمراض المختلفة:

قبل قليل ذكرت بأن سم النحل غير مفيد في عدد من الأمراض. لكن بعض الباحثين في هذا المجال توصل إلى أنه، في حالات محددة، قد يجوز لسم النحل أن يستخدم في علاج أمراض العيون، ويستخدم اليوم في الدول المتقدمة في علاج التهاب القزحية، والتهاب الجسم الهدبي.

لم تشر بعض المراجع الطبية إلى استعمال السم في علاج تضخم الغدة الدرقية المصحوب بجحوظ العينين. إلا أن بعض التجارب الحديثة تؤكد علاج هذا المرض بسم النحل.

تخفيض ضغط الدم:

يرجع هبوط ضغط الدم إلى تمدد الأوعية الدموية الخارجية بسبب وجود مادة الهيستامين، وهي المادة المسؤولة عن توسع الأوعية الدموية في سم النحل. وإن نسبة ضئيلة منها تحدث هذا الأثر البيولوجي. مثلاً، إذا استخدم شخص ما يشكو من ارتفاع ضغط الدم لسع النحل كطب شعبي، وحصل من ذلك على فائدة، فإن هناك أمراً لا يخطر على البال، وهو أن وجود المريض في المنحل جعله يستمتع بالهواء النقي والهدوء، مما كان له أثر طيب على حالته النفسية.

الحمّى الروماتيزمية:

وردت تجارب كثيرة من النحالين تشير وتؤكد بأن عدداً كبيراً من النحالين الذين أصيبوا بالحمى الروماتيزمية، شفوا منها باستخدام لسع النحل. وكما ذكرنا سابقاً، ليس بإمكاننا علاج جميع الحالات بهذه الطريقة، بل هناك أشخاص لم يتم شفاؤهم عندما عولجوا بنفس الطريقة التي عولج بها غيرهم وتم شفاؤهم.

علاج التهاب الأعصاب وآلامها:

كان الطب الشعبي سباقاً في استعمال سم النحل لعلاج الأمراض العصبية المختلفة.

علاج أمراض الجلد:

سم النحل ناجح جداً في علاج أنواع مختلفة من أمراض الجلد، وأقرب مثال الطفل من الرحم.

الإرشادات الطبية المتعلقة باستعمال سم النحل:

 ثبت أن لسم النحل مزايا علاجية

متنوعة، خصوصاً في التهاب المفاصل بالروماتيزم، وكذلك روماتيزم العضلات والقلب، والتهاب العصب الوركي الفخذي، وأعصاب الوجه، وأمراض أخرى. يجب الاحتراس في استعمال سم النحل، خصوصاً مع الأطفال الذين لديهم حساسية شديدة له، وفي أمراض النساء والأمراض التناسلية.

يجب الامتناع عن سم النحل في بعض الأمراض مثل الداء السكري، والسل، وتصلب الغشاء الهلامي، وبعض الأمراض التناسلية والقلبية الوراثية. وإذا شعر المريض بضعف عام، أو بالحمى، أو بالصداع، أو بطنين الأذن، أو الإسهال.. إلخ.. يجب عندئذ وقف العلاج فوراغً بسم النحل.

ما هي صيدلية النحال؟ وما هي الأدوية الإسعافية التي يجب أن تحتوي عليها؟

يتعرض زوار المناحل لكثير من الألم والضيق نتيجة تعرضهم للسع النحل، إذ يكون لدى بعضهم حساسية عالية للسع. لذا كان من المناسب أن يتوفر لدى صاحب المنحل بعض العقاقير لمعالجة هذه الحالات.

  1. مضادات التحسس: منها الكثير من الأدوية، مثل أقراص الفينرجان، ونوع آخر هو أقراص ستيريزين 10، لأن الأخير لا يجلب النعاس. ثم مرهم الترادكس (مرهم موضعي). أو الحقن تحت الجلد مثل ثاما جيل، أو الشراب (فنرجان)، أو مرهم منه.
  2. قطرة لمعالجة حدقة العين: وتستعمل قطرة الأتروبين.
  3. منشط للقلب في حالة صعوبة التنفس: كورامين، فورتيل نقط بمعدل 30 نقطة في قليل من الماء.
  4. مسكن للألم مثل سيتامول، أو أسبرين، أو بروكسيمول.
  5. ضد وذمات اللسع: تستخدم أقراص الأناناس في جميع الحالات. وعندما يكون المصاب قد تعرض للعديد من اللسعات، من الأفضل مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن، خوفاً من حدوث مزيد من المضاعفات والاختلاطات.

يكمن الخطر بالدرجة الأولى في عدد اللسعات واللسعات المترافقة بالحيوية المفرطة لدى بعض الأشخاص لسم النحل، ومن هنا يجب أن نتدخل. فقد جرّبنا جميعاً لسع النحل وما يرافقه من علامات، منها ألم ذو حرق، واحتقان الأنسجة يحدث بسرعة في منطقة اللسع، إضافة إلى الانحلال والصداع والغثيان والإقياء.

عندما يُلسع بعض الأطفال المفرطي الحساسية لسم النحل، يتعرضون لدى لسعهم إلى فقدان الذاكرة والوعي، وإلى خلل في التنفس واضطراب في عمل القلب.

خطوات الإسعاف الأولي من سم النحل:

  1. إزالة آلة اللسع مباشرة إذا كانت لا تزال عالقة في مكان اللسع، وبعدها مباشرة وضع قطعة من القطن مبللة بمحلول النشادر، أو الكحول، أو ماء الأوكسيجين، أو برمنغنات البوتاسيوم.
  2. نضع بعد ذلك الكمادات المثلجة.
  3. يعطى المصاب كأساً كبيرة من الشاي أو القهوة، لأنهما تحتويان على منبِّه للأعصاب والقلب والدورة الدموية.

ماذا علينا أن نفعل عند فقدان الوعي لدى المصاب بلسع النحل؟

يعني فقدان الوعي عند المصاب بلسع النحل أن كمية الدم المرسلة إلى الدماغ قلَّت وانخفضت إلى أقل حد. يلاحظ على المصاب شحوب الأغشية المخاطية، ويشكو من قلة الهواء لصدره، إضافة إلى الدوار، وتعتيم العيون فيشعر بأن الدنيا مظلمة، وطنين في الأذن، وغثيان، وإقياءلت، وعرق بارد، وتنفس بطيء وخفيف وسطحي، كما يكون النبض بطيئاً، والقدمان باردتين.

ماذا علينا أن نفعل لو لاحظنا مصاباً بهذه الحالة؟

يجبً ألا نرتبك، وأن نعمل بسرعة لإنقاذ المصاب.

نجعل رأس المصاب بمستوى أخفض من جسمه، ونخلع ثيابه التي تعيق عملية التنفس كالقميص الضيق على الصدر. نرشق الماء البارد على وجه المصاب، ونحاول أن ننشقه محلول النشادر. لا نسمح للمصاب بالوقوف على قدميه مباشرة بعد إسعافه، كأن يقال له: (يا الله قوم وقِّف، ما عاد فيك شي).

يعطى المصاب كمية من السوائل إذا توفرت، كالشاي والقهوة، كما يجب أن يقاس ضغطه إذا توفر جهاز لقياس الضغط.

إذا لم تعطِ كل هذه الإجراءات نتائج إيجابية، وجب نقل المصاب بسرعة إلى أقرب مركز طبي، أو عيادة طبيب لإسعافه.

ومن المفيد إعطاء رافعة للضغط فقط من شحوب الأغشية وبرودة الأطراف. وإذا عاود فقدان الوعي المصاب مرة ثانية، فهذا يعني أن المريض مصاب بمرض خطير يوجب نقله إلى المشفى.

Comments are disabled