لماذا لم يسحب النحل شمع الأساس؟

نظرة عملية لللأساسات الشمعية

لماذا لم يسحب النحل شمع الأساس؟

وبنى زوائد شمعية طبيعية عوضاً عن ذلك!!

المهندس قاسم البوشي

 

  شمع النحل مادة دهنية تفرزها أربعة أزواج من الغدد الشمعية المتوضعة على الوجه السفلي لبطن الشغالة البالغة (بعمر حوالى أسبوعين من العمر). وحسب (ويتكومب 1946) فإنه يلزم لصنع 1كغ من الشمع استهلاك 6.06 – 6.8 كغ من العسل، فتقديم الأساس المسحوب يعني التوفير الكبير جداً باستهلاك العسل وبالتالي زيادة انتاج العسل.

لكن لماذا لا يسحب (يمط) النحل شمع الأساس؟ ويبني بدلاً عنه زوائد شمعية طبيعية! سؤال لم يأت من فراغ، وسنحاول معالجة الموضوع من وجهة نظر عملية.

خواص هامة للأساس الشمعي على النحال معرفتها

  1. شمع الأساس سهل الكسر على درجة (15) مُ، مرن على درجة (35 – 38) مُ، عجيني على درجة (49) مُ، ينصهر ما بين الدرجتين (64 – 65) مُ. وهذا يفيد أنه على النحال وضع المناحل في أماكن مظللة صيفاً أو تظليل الخلايا.
  2. يفقد خواصه إذا ارتفعت درجة الحرارة عن 120 مُ، إذ يبدأ بالتحلل والتكربن. ونشير وننبه أنه عند صناعة الأساس الشمعي، يجب ألا نرفع درجة الحرارة عن 70 مُ، لكي لا تصبح ألواحها سهلة الكسر، فاقدة الخواص.
  3. يتركب من (300) مادة، فهو مركب معقد.
  4. اللون الأساسي أبيض يتحول إلى الأصفر ثم البني الغامق مع تراكم أجزاء كارتينوئيرية من حبوب الطلع وأجزاء من شرانق العذارى في العيون السداسية.
  5. الشمع ناقل سيئ للحرارة وهذا يفسر السهولة التي يلاقيها النحل في المحافظة على حرارة الخلية.

شمع الأساس

كان اختراع الأساس الشمعي واحداً من ثلاثة أحداث شديدة الأهمية، ما بين عامي 1851 – 1872، قلبت النحالة من هواية تمارس في حدائق المنازل إلى صناعة تجارية، والحدثان الآخران هما اكتشاف المسافة النحلية، واختراع المدخن.

والأساس الشمعي هو الضلع الوسطي للقرص (القاعدة). إن أبعاد الأساس الذي صنعه الإنسان يشابه بالدقة أساس القرص الطبيعي الذي بناه النحل وإن استخدام الأساس الشمعي يجعل من الممكن للنحال الحصول على أقراص متحركة ومستقيمة.

لقد كثر في الآونة الأخيرة محلات طبع الشمع العادي، وتعددت أنواع الشمع المستورد في الأسواق المحلية (فرنسي –  إيطالي – صيني – بلغاري – روماني) والمطلوب من النحال تحري الدقة في شراء الأساس الشمعي، وكلما كانت نسبة الخلط به قليلة وبالنسبة المسموح بها، كان ذلك أضمن واحسن، لأنه سوف ينعكس على الطائفة في أسلوب تعاملها مع الأساس. فلو أن هذا الأساس نظيف، وفيه نسبة معقولة من شمع النحل الأصلي، فإن ذلك لا يكلف النحل عناءً في أثناء السحب. ولكن، إذا كان الأساس محتوياً على نسبة كبيرة من البرافين، فإن هذا يكلف النحل عناءً يتمثل في إفراز الشمع على الأساس. ومن يتأمل أقراص الشمع بدقة يتبين له الآتي:

  1. هناك أقراص لا يقربها النحل إطلاقاً ولو كان في عز موسم الفيض.
  2. هناك أقراص يبني النحل فوقها زوائد شمعية.
  3. أقراص يقبل النحل نصفها ويترك نصفها الآخر.
  4. هناك أقراص فيها نسبة كبيرة جداً من العيون السداسية الواسعة والمهدمة، والتي لا تصلح لوضع البيض فيها من قبل الملكة، وخصوصاً لإنتاج الشغالات.
  5. أقراص سوداء مشغولة لا يقربها النحل.
  6. أقراص مائلة مشوهة.

 

نقاط هامة
لتحسين وضع الأساس الشمعي:
  1. توضع الأطر ذات الأساس داخل الخلية باتزان بين طرفي العلبة، وعلى مستوى واحد، وبالتوازي مع الإطار الذي يليه مباشرة.
  2. يلاحظ، عند التسليك، أن السلك يحفر الخشب لدى شده، مما يؤدي إلى ارتخاء السلك. ولتلافي ذلك، يجب وضع كبسولة معدنية في كل فتحة من الثقوب الجانبية التي من خلالها يتم تحرير السلك، وشده شداً قوياً.
  3. يثبت الأساس الشمعي تثبيتاً جيداً بعد موازنته بجوانب الأطر الأربعة.
  4. إنزال الإطار داخل الخلية يجب أن يتم بطريقة (القفل والمفتاح)، أي مفتاح إنزال أي إطار أساس يكون بالنظر لآخر إطار مشغول بالحضنة أو العسل أو الطلع، بحيث يضاف الأساس الشمعي أولاً بأول.
  5. يجب وضع الأطر الأساس قبل موسم الفيض بوقت كاف لسحبه وتجهيزه لجمع العسل.
  6. لا مانع من تقديم تغذية تنشيطية تشويقية مبكرة بهدف تحضير النحل لسحب الأساس الشمعي.
  7. لتبديل الأطر القديمة، يتم رفع الأطر القديمة السوداء بالتدريج. فمثلاً يتم تبديل أحد الأطر، وبعد الانتهاء من بنائه بفترة تتراوح ما بين (3 و5) أيام يتم تبديل الإطار الذي يليه من الأطر السوداء القديمة، وهكذا…
  8. تقوية النحل عن طريق موازنة الطوائف، وزيادة كثافة النحل (شغالات الملكة)، يزيد من نسبة سحب الأساس الشمعي.
  9. تأمين المرعى، والرحيق، وحبوب الطلع، هو العامل الأهم والرئيسي في عمل النحل على سحب الأساس الشمعي.
  10. ونعود للقول إن الأقراص ذات النوعية الجيدة، لها دور بارز في خلية النحل.
  11. درجة الحرارة لها تأثير أيضاً، ويجب ألا تقل عن 30مُ داخل الخلية.
  12. أن يكون لدى لنحل نفسه استعداد للسحب، ويلاحظ ذلك منذ بدء عملية (التبييض) وهي قيام بتبييض أطراف الشمع القديم للأقراص، أو بناء زوائد شمعية.

 

نظريتان لمكان وضع الإطار

  1. الأولى وسط الأطر المشغولة بشرط أن يكون هناك موسم جديد أو تغذية جيدة.
  2. الثانية بطريقة القفل والمفتاح، أي على أول إطار مشغول بالطائفة.

 

طريقة مهمة لإجبار النحل على  سحب الأساس الشمعي

ونستخدم هنا خلية قوية مزدحمة بالنحل، ونرفع منها خمسة أطر مشغولة، ونوزعها على الخلايا الأخرى، ونضع مكانها خمسة أطر أساس، وخلال يوم أو يومين، يقوم النحل بسحبها، وهكذا تبدو هذه الخلية أشبه بالمعمل أو المشغل لسحب الأساس الشمعي، وتوزيعه على الخلايا الأخرى الأضعف.

وأخيراً لم تفلح أي مادة أخرى حاول النحالون تقديمها للنحل كبديل الشمع، كالبكاليت والفيبركلاس والمعادن الخفيفة. فالشمع يرتبط ارتباطاً وثيقاً عضوياً كارتباط الجزء بالكل، فالشمع يشد النحل إلى الخلية بحكم الوراثة الأصلية، التي تفرض أن تتوفر للكائن الحي شروط طبيعية لكي يعيش. هذه الشروط الخارجية يتمثلها الجسم بالخلايا الداخلية النامية، فتصبح هذه الشروط هي أيضاً داخلية، وبدونها تتوقف الحياة، وتظهر قدسية الشمع عند النحل إذا لامسته أحست بالهدوء والطمأنينة والاستقرار، فلا تلسع إلا إذا انفصلت عن الشمع، وفارقها ذلك الإحساس.

فالخلية أربعة عناصر: ملكة، وشغالات، وذكور، وشمع.

المراجع:

v  موسوعة نحل العسل، خليل الباشا.

v  مجلة النحل الأمريكية The Hive and Honey Bee.

v  النحالة الحديثة، م. محمد ميهوب.

v  دليل النحال، م.قاسم البوشي.

Comments are disabled