القطة الزائرة

عادت “زينة” من مدرستها فوجدت قطة جميلة نظيفة، ترتدي عقداً من الخرز الأزرق حول عنقها، على رصيف البناية. اقتربت من القطة وهي تتحدث إليها، فتوقفت القطة وأخذت تموء، فحملتها “زينة”، وصعدت بها سلّم البناية، والقطة راضية مطمئنة.

دخلت البيت فسألتها أمها:

  • من أين لك هذه القطة؟

أجابت:

  • وجدتها على رصيف البناية، انظري با أمي كم هي نظيفة وجميلة!

قالت الأم:

  • لكن.. ماذا نفعل بها؟ من المؤكد أن لها أصحاباً.

وضعت “زينة” القطة الضيفة على الأرض، فيما كانت قطتها “فلّة” تخرج من الغرفة لاستقبالها حين أحست بعودتها، وكم بدا على “فلة” الفرح حين شاهدت القطة الضيفة، فأخذت تلعب معها، وتتنقل من مكان إلى مكان، وكأنها تعرِّفها على البيت.

قدمت “زينة” الطعام للقطتين، وكانت سعيدة بهما، ثم تركتهما تلهوان معاً، وانصرفت لكتابة وظائفها، وحفظ دروسها.

بعد قليل عاد الأب من عمله، وعجب لوجود القطة الغريبة، فأخبرته “زينة” بما حدث، فسكت، وتناول طعام الغداء، ثم نام قليلاً.

حين استيقظ من النوم قال لـ”زينة”، وكانت قد أنهت دراستها:

  • هيا يا ابنتي لنعيد القطة إلى أصحابها.

قالت مستغربة:

  • وكيف سنعرفهم؟

أجاب:

  • ستعرفين كيف.

خرج الأب ومعه ابنته إلى الشارع، وطلب من “زينة” أن تترك القطة وحدها، ففعلت. وسار الاثنان خلف القطة.

بعد عدة بنايات دخلت القطة إحداها، وتوقفت على باب إحدى الشقق، بينما تنظر “زينة” مستغربة الأمر.

قرع الأب جرس الشقة وابتعد عن المدخل. ففتحت فتاة جميلة الباب، فدخلت القطة، بينما صاحت الفتاة بها:

  • أين كنت أيتها الغبية؟

لكنَّ القطة هرولت نحو الداخل وكأنها تدرك أنها مذنبة.

حاولت “زينة” أن تتشفع للقطة فقالت للفتاة:

  • كانت ضيفة قطتي، وقد لعبت معها، وأكلت.

اعتذرت الفتاة من “زينة” ودَعَتها للدخول، لكن “زينة” اعتذرت، وأخبرتها بالقصة، فشكرتها الفتاة على حسن ضيافها لقطتها، وعلى إعادتها لها.

كان الأب يستمع لما يجري بعيداً، منتظراً ابنته، ثم عادا إلى البيت.

Comments are disabled