زينة والخروف اليتيم

زينة تحب الحيوانات اللطيفة كثيراً، وخاصة الخراف الصغيرة، لأنها تجد فيها وداعة وبراءة، وقد شاهدت قطيعاً من الأغنام يمر من أمام منزل جدها الريفي، يسير أمامه كبش كبير عُلِّق في عنقه جرس.

سألت “زينة” جدها:

  • لماذا يعلقون الجرس في عنق هذا الخروف الكبير ذي القرنين الملتفين؟

أجاب الجد:

  • إنه رئيس الخراف وكبيرها، ويعرف الطريق إلى الحظائر، أما باقي الخراف فتتبعه على صوت الجرس.

شاهدت أيضاً الخراف الصغيرة تلحق بأُمّاتِها الأغنام، وكان المنظر ساحراً بالنسبة لها.

توقف القطيع غير بعيد عن بيت الجد الريفي، فطلبت من جدها أن يسمح لها بالذهاب والتفرج على طريقة حلابة الأغنام، وسقياها، فأمسك الجد بيدها، ومضى نحو قطيع الأغنام.

تمتعت زينة بكل ما شاهدت، وقدم الراعي لها ولجدها الحليب الطازج، وعندما همَّ الجد بالعودة إلى البيت، استوقفها منظر لم تستطع أن تفهمه. قالت لجدها:

  • انظر يا جدو.. الراعي يحمل خروفا صغيراً، والراعي الآخر يجر غنمة يتبعُها حَمَلُها.

اقترب الجد وسأل أحد الراعيين:

  • ماذا ستفعلان بهذا الحَمَل الوديع؟ يبدو أنه قد وُلِد للتوِّ!

أجاب الراعي:

  • منذ قليل ولدته أمه، لكن المسكينة ماتت.

قالت “زينة” بحزن شديد:

  • مسكين هذا المخلوق، لا بد أنه سيموت لأن أمه ماتت.

أجاب الراعي:

  • بل ستتبناه هذه الغنمة، وترضعه.

لكن الغنمة رفضت مشاركة الحَمَل الغريب لحَمَلها في غذائه.

قال الراعي:

  • لكنها سترضعه في نهاية الأمر، انظرا ماذا سأفعل.

أمسك الراعي بالحَمَل اليتيم، وراح يضربه، والحَمَل يثغو بين يديه مستنجداً، والغنمة تنظر إلى ما يفعل الراعي بدهشة، و”زينة” تكاد تبكي من حزنها على الصغير.

وما هي إلا لحظات حتى ثغت الغنمة معلنة قبولها تبني الحمل اليتيم، عندئذ قدم الراعي الحمل لها فأرضعته.

فرحت “زينة” فرحاً شديداً بقبول الغنمة للحَمَل اليتيم، ورضاها بإطعامه، وعادت مع جدها تروي عن عاطفة الأمومة، حتى عند الحيوانات.

Comments are disabled