حكاية القطط والفئران

في قديم الزمان، كانت القطط والكلاب تعيش معاً في مكان واحد بسلام، وكان الطعام متوفراً للجميع. لكنَّ الأمور لا تستمر على حال واحدة، فقد مرَّ موسمٌ قلَّ فيه الطعام، فاجتمع ملك القطط مع ملك الكلاب لتدارس الأمر، وطلب ملك القطط من ملك الكلاب أن تكف جماعته عن تناول اللحم، وتكتفي بالعِظام، لكنّ ملك الكلاب لم يوافق على ذلك.

أعلن ملك القطط الحرب على الكلاب، ودارت حرب شديدة بين الكلاب والقطط، استمرت ألف عام، وكان يسقط الكثير من القتلى والجرحى كلَّ يوم من الفريقين المتحاربين.

توالت الملوك على كل من الفريقين، والحرب مستمرة، تهدأ حيناً، وتشتدُّ حيناً آخر، ويزداد عدد الضحايا، ولم يعُد الأمر خلافاً على طعام، لكنه أصبح حقداً وثأراً.

استمرت الأمور هكذا حتى جاء ملك حكيم للقطط، أخذ يفكر بنهاية لهذه الحرب التي لم تحقق نصراً لفريق على آخر، فأرسل لملك الكلاب أحد الطيور يطلب الاجتماع به.

كان ملك الكلاب أيضاً يفكر في الطريقة التي يتمكن بها من إنهاء هذه الحرب التي لا جدوى منها، فوافق على الاجتماع بملك القطط، وتم اللقاء بحضور حيوانات أخرى.

اتفق الملكان على إنهاء الحرب بينهما، على أن تكون العظام للكلاب، واللحم للقطط، وكتبا الاتفاق على ورقة نبات كبيرة، وأودعاها الطاحونة القريبة، في كيس قمح، وعمَّ السلام بين الفريقين.

بعد سنوات على الاتفاق، عاد كلب من السفر، ولم يكن يعلم بما اتفق عليه الملكان، وما إن شاهد قطاً كشَّر عن أنيابه واستعد لمهاجمته، لكن القط بادره القول:

  • مهلاً.. مهلاً.. بيننا اتفاق مكتوب بعدم الاعتداء، وهو في الطاحونة القريبة.

أجاب الكلب:

  • اتفاق!.. الويل لك إذا كنت كاذباً، هيا إلى الطاحونة، لنرى حقيقة الأمر.

ذهب الكلب والقط إلى الطاحونة، وفتحا كيس القمح، لكنهما لم يجدا شيئاً، فقد قضم الفأر الورقة التي كُتبَ عليها الاتفاق، وحولها إلى ذرات صغيرة.

غضب الكلب غضباً شديداً، وقال للقط:

  • أتهزأُ مني أيها القط الأجرب!!

وانقضّ عليه مطبِقاً على عموده الفقري بأنيابه القوية، طارحاً إياه أرضاً فمات القط المسكين على الفور، ومنذ ذلك اليوم، عادت الحرب بين القطط والكلاب حتى يومنا هذا، لذلك قررت القطط ألا تُبقيَ فأراً واحداً على وجه الأرض.

Comments are disabled