الكلب الوفي

كان الكلب “هَمَر” وفياً لصاحبه المُزارع “سالم” طيلة السنوات العشر التي أمضاها في المزرعة. وذات يوم، سمعه يقول لزوجته:

  • لقد أصبح “همر” عجوزاً، وآن الأوان لقتله واستبداله بكلبٍ فتي.

حزن “همر” حزناً شديداً، لكنه قرر أن يفكر بعقله، ويتصرّف على ضوء ما يتوصل إليه، فذهب إلى صديقه الذئب، وقصَّ عليه ما سمع من سيده، فقال له الذئب:

  • هذا هو الإنسان يا عزيزي.. على كل حال، لا تحزن يا صديقي، فإنّ لديّ خطة عظيمة تنقذك من سيدك.

انفرجت أساريرُ “همر” وهو يستمع إلى صديقه الذئب الذي تابع قائلاً:

عندما يخرج سيدُك من البيت مع زوجته وطفله، ويضع الطفل في ظلِّ الشجرة الكبيرة، سآتي وأختطف الطفل، فتلحق بي، فـأترك لك الطفل، وتعود به إلى أبويه، وبذلك يشعر سيِّدُك بأنك لا تزال نافعاً له، لأنك أنقذت ابنه.

فرحَ “همر” كثيراً، واتفق مع الذئب على تنفيذ الخطة قريباً.

بعد يومين خرج “سالم” وزوجته، ووضع الطفل تحت الشجرة، ونفّذ الصديقان الخطة بنجاح، وفرح “سالم” كثيراً، وقدَّم قطعة كبيرة من اللحم لكلبه الوفي، مكافأة على بطولته ووفائه. وسمع “همر” “سالماً” يقول:

  • لقد ظلمتُ المسكين، إنه مازال شجاعاً وقادراً على حماية المزرعة.

لم يمضِ وقتٌ طويل حتّى عاد الذئب إلى صديقه الكلب قائلاً:

حان الوقت الآن لتردَّ لي معروفي. أريد أن أسرق نعجة من نِعاج سيدك، وكل ما أريده منك أن تغضَّ النظر عنّي.

رفض “همر” أن يخون سيّدَهُ، فغضِب الذئب، وهدَّد “همر” بالانتقام منه عندما يصادفه، لكن الكلب الوفي لم يخف، وظل رافضاً الخيانة.

وما كاد الذئب يغادر المكان، حتى كان صيادٌ يصوِّب بندقيته نحوه، ويُرديه قتيلاً، ثم يسلخ جلده ليبيعه للفرّاء.

حزن “همر” لنهاية صديقه الذئب، لكنه لم يندم على رفضه خيانةَ سيِّده.

Comments are disabled