بيت للسكن

كان هناك بيت جميل تحيط به حديقة حافلة بالكثير من الأزهار والنباتات الجميلة، وكان يريد أن يسكنه أي مخلوق، لذلك كتب على بابه لوحة تقول “بيت للسكن”. لكن أحداً لم يطرق الباب، أو يطلب السكن فيه.

قال البيت لنفسه: ما القصة؟ أنا متأكد من أنني سأكون بيتاً مريحاً لأي مخلوق يسكنني. وظل ينتظر حتى أقبل الخريف.

مرَّ أمام البيت ضفدع يبحث عن مكان يُمضي فيه شتاءه نائماً، نظر إلى البيت، ثم حدَّث نفسه قائلاً: لا أظن أن في هذا البيت مكاناً يصلح لفترة نومي الطويلة! لكن البيت قال له: أهلاً بك أيها الضفدع، فأنا أحفل بالزوايا التي تناسب نومك الشتوي. وهكذا وجد الضفدع لنفسه مكاناً مناسباً تحت سلّم البيت.

وفي أحد الأيام الماطرة، مرّ فأر وهو يتلفت حوله باحثاً عن مكان يحتمي فيه من المطر، فقال له البيت: ادخل أيها الفأر.. لقد بلّلك المطر. دخل الفأر شاكراً للبيت حسنَ استقباله، واختار مكاناً في غرفة الجلوس حفرَ فيه جحراً له.

كان البيت سعيداً بالفأر لأن الصوت الذي كان يصدر عنه وهو يقضم الطعام كان مسلِّياً للبيت.

وفي يوم مشمس من أيام الشتاء، سمع البيت أزيز نحلة تقترب منه فدعاها لتسكن مع جميع أفراد أهلها لتبني عشاً لها تحت سقفه، وأقراصاً من الشمع تضع في بعضها صغارها، وفي البعض الآخر تخزِّن فيه العسل اللذيذ.

وفي أواخر الشتاء، كانت هناك عصفورة تبحث عن مكان تبني فيه عشاً لتبيض فيه، فرحَّب البيت بها، ودعاها لتختار المكان الذي يعجبها لتعشِّش فيه.

في الربيع صحا سكان البيت جميعاً، وتعارفوا، وأحبّ كل منهم الآخرين، وأحسوا بالسعادة والسلام والأمان.

وذات يوم، هبَّت عاصفة قوية اقتلعت اللوحة التي كُتِب عليها “بيت للسكن”، ورماها بعيداً، فضحك البيت وسكانه قائلين: لم تعد لنا حاجة بها.

Comments are disabled