الأستاذ ذو القبعة

في قرية تقع على شاطئ البحر، كان هناك أستاذٌ حكيم، يعرف كل شيء، فقد قرأ جميع الكتب، وأتقن الألعاب السحرية، ويستطيع أن يعُدّ من الواحد إلى العشرة، ويتكلم تحت الماء. لكنه كان يضع قبعة على رأسه طوالَ العام، في الحرِّ والبرد.

ونظراً لكون القرية ساحلية، كان أهلها يعملون في الصيد البحري، إلا الأستاذ، الذي كان لا يركب البحر إلا للنزهة، وكانت أسماك القرش تعرفه أيضاً، وتعرف مركبه عندما يخرج في نزهته البحرية.

ذاتَ يوم، خرج الأستاذ في نزهته البحرية، فشاهدته سمكة القرش، وأرادت أن تداعبه، وسمك القرش ثقيل الظل، خاصةً عندما يريد أن يمزح. سبحت سمكة القرش تحت مركب الأستاذ، ثم رفعت المركب وقلبته، فغطس الأستاذ في الماء، وأصبح أمام سمكة القرش وجهاً لوجه.

شعر بالخوف في بداية الأمر، لكنه تماسك ونظر إلى سمكة القرش نظرة قاسية، كما يفعل في المدرسة حين يعاقب تلاميذه المذنبين، ثم صرخ بالسمكة قائلاً:

  • أين فبعتي أيتها السمكة الغبية؟

لم ترد السمكة، فأعاد الصراخ بها:

  • أقول أين قبعتي؟ إنها أهم جزء في رأسي، ولا تقل أهمية عن عينيّ وأُذنيّ وأنفي ودماغي.

نظرت السمكة نحو الأعلى وكأنها تشير إلى أن القبعة طافية على سطح الماء، فاطمأن حين شاهدها، فأشار للسمكة بأن تحضرها، فانجهت السمكة نحو الأعلى، بينما سبح هو باتجاه الشاطئ، وخرج من البحر.

شاهد الناس الأستاذ لأول مرة دون قبعة وسألوه:

  • هل كنت تسبح يا أستاذ؟

أجاب:

  • كان لي موعد مع سمكة القرش في البخر.

ومضى، فسألوه:

  • والقبعة يا أستاذ أين هي؟

أجاب:

  • في الحقيقة كنت أوفرها لمثل تلك اللحظة!

وفي المساء، روى الأستاذ لأهل القرية ما حدث له مع سمكة القرش، وهم يتناولون الشاي، فضحكوا وقالوا:

  • إذا شاهدتم قرشاً يضع قبعة على رأسه، فاعلموا أنه هو القرش الذي واجه الأستاذ.

Comments are disabled