القِدر السحرية

كانت الفتاة الصغيرة “هند” تسكن مع أمها كوخاً صغيراً في قرية تقع في غابة كثيفة. وكانت “هند” تساعد أمها في أعمال البيت، وجمع الحطب وبعض الثمار البرية في الصيف.

خرجت “هندُ” صباحَ ذات يوم لجمع ثمار التوت الأرضي (الفريز) البرية، وكان المكان بعيداً، لذلك أخذت معها بعض الطعام.

وبينما هي في الطريق التقت امرأة عجوزاً تبدو عليها علامات الفقر، وطلبت من “هند” بعض الطعام، فأشفقت “هند” عليها، وقدَّمت لها نصف طعامها مبتسمةً وقالت:

  • طعام واحد يكفي لاثنين، تفضَّلي يا خالتي.

لم تكن السيدة العجوز فقيرة في حقيقة الأمر، لكن، كان لديها قِدْرٌ سحرية، أرادت أن تُهدِيَها لمن يستحقها من الناس، فقررت أن تتنكر بزِيِّ امرأة فقيرة، لتتمكن من ذلك.

تناولت العجوز القدر السحرية من خلف شجرة، وقدَّمتها لـ”هند” قائلةً:

  • خذي هذه الهدية يا ابنتي، إنها قِدْر سحرية، يكفي أن تطلبي منها ما تشائين من الطعام، وبالكمية التي ترغبين.

أخذت “هند” القدر من العجوز، وعادت إلى البيت تحكي لأمها ما حدث لها، فأرادت الأم أن تجرِّب، فقالت “هند” للقِدر:

  • أريد أن آكل الأَرُزَّ بالحليب.

ثم وضعت القدر على النار، وما هي إلا لحظات حتى كانت القدر ملأى بما طلبت، فعاودت “هند” القول:

  • أيتها القدر.. توقَّفي عن تحضير الحلوى.

وهكذا، أخذت الأم والبنت تأكلانِ وتُطعمان الجيران، وأهل القرية جميعاً.

في أحد الأيام، كانت “هند” خارج البيت، فأرادت أمها أن تأكل الثَّريد باللحم، فأمرت القدر بذلك، ثم وضعتها على النار، فبدأت بتحضير الطعام، لكن الأم نسيت كيف توقف القدر عن العمل، فأخذ الطعام يتدفق على الأرض، ثم نحو الحديقة، ثم نحو الشارع من النافذة، وأخذ الناس يأكلون، لكن كمية الطعام زادت كثيراً عن حاجة الناس.

في هذه الأثناء عادت “هند” فرأت أمامها ما حدث، فدخلت الكوخ وهي تغوص في الطعام، وأمرت القدر بالتوقف فتوقف، ولم تشاهد سوى رأس أمها يخرج من بين الطعام، وتشكر الله على عودة ابنتها.

Comments are disabled