اللص الأحمق

أصبح اللصُّ عجوزاً، ولم يعد قادراً على قطع الطريق، وسلب المارّة أموالهم، خاصة في الليل، بسبب ضعف نظره. لذلك نادى ابنه الوحيد ليعلمَه أسرار المهنة، وحين حضر قال له:

  • لقد أصبحتُ عجوزاً يا بُنَي، وأنت أصبحتَ شابّاً، وصار عليك أن تعتمد على نفسكَ في الحصول على المال، لذلك أريد أن أعلمك مهنتي.

ردَّ الابن:

  • ستراني لصّاً جديراً بثقتِكَ يا أبي..

وجلس إلى جانب أبيه يستمع إليه، فقال الأب:

  • تختبئ إلى جانب الطريق بعد منتصف الليل، حين يقلُّ عدد المارّة، وعندما تشعر باقتراب رجل وحدَه، تُشهِر السكين، وتقرِّبُها منه قائلاً بحزم:
  • حياتك أم مالك! أيهما تختار؟

عندئذٍ سيختار حياته، ويعطيك ما بحَوزته من المال، وهكذا..

قال الابن:

  • فهمت يا أبي، وسأجرب الليلةَ حظّي..

أخذ الابن سكين أبيه، ووضع قبعته على رأسه مُخفِياً بها عينيه، وؤاح يتثاءَب، فخرج من البيت خشيةَ أن ينام، واختار طريقاً بعيداً، وجلس تحت شجرة على جانبه، وراح ينتظر، حتى أحس بشخص يقترب منه، فاستعد للعمل.

كان القادم ولداً فقيراً، يرتدي ثياباً ممزقة، ولا يملك قرشاً واحداً. ما إن اقترب الولد منه حتى خرج له فجأة وهو يُشهِر سكّينَه، وخيَّرَه بين حياتِه وبينَ مالِه.

لم يكن لدى الفتى الفقير شيئاً يخاف عليه، لذلك قال للّص بهدوء:

  • أما بالنسبة لحياتي فلي حياة واحدة لا قيمة لها، وأما بالنسبة لمالي، فخُذْ منه ما تجده، أو خذ ثيابي بما فيها، وأعطني ثيابك.

وافق اللص الشاب على الفكرة، وتبادلا الثياب، فقال الفتى الفقير للّص:

  • أرجو أن تستمتع بصفير الريح من خلال الثقوب الني تملأ الثياب، عندئذٍ ستمتلئ الجيوب بالمال.

حين عاد الشاب الصغير إلى البيت، وشاهده أبوه بهذه الحال، انهال عليه بالضرب وهو يقول:

  • أيها اللص الأحمق.. لقد أرسلتُك لتَسرِق، لا لِتُسرَق!!

Comments are disabled