العروس الحمقاء

كان للزوجين الأحمقين ابنة حمقاء مثلهما، فقد أرسلها أبوها ذات مرة لتبيع دجاجة، فعادت وهي تحمل ديكاً هزيلاً، فسألها أبوها:

  • أين ثمن الدجاجة؟

أجابت:

  • التقيت رجلاً أحمق بادلني بهذا الديك، وقال لي إنه سيبيض عندما يتسلق الحمار شجرة الجوز.

قال الأب:

  • إذاً علينا أن نشتري حماراً، ندعُه يتسلق شجرة الجوز في حديقة جيراننا.

وقالت الأم:

  • أخشى أن يطلب جيراننا أجراً، أو يشاركونا بيض الديك.

ظل الحديث يدور بين الحمقى الثلاثة حتى سمع الجار القصة كاملة، فقال لهم:

  • يا لكم من حمقى! لقد سخر هذا الرجل منكم وأخذ الدجاجة البيّاضة، وأعطاكم ديكاً هزيلاً لا يبيض. عندئذ أدرك الثلاثة خيبتهم وحماقتهم.

شبّت البنت وأصبحت في سن الزواج، فتقدَّم لخِطبتها مُزارع فقير، وحين تداول الأبوان في الأمر قالت الأم:

  • زوج فقير خير من أن تبقى ابنتنا بلا زواج.

وافق الأب على الفكرة، وأبلغ المُزارعَ بالموافقة.

ذات يوم، دعا الأب خطيب ابنته على العشاء، وقامت الأم والبنت بتحضير الطعام، وحين جلس الجميع إلى المائدة سألت البنت خطيبها:

  • هل أعجبتك السَّلَطة؟ لقد حضّرتها بنفسي لك.

أجاب الخطيب:

  • إنها لذيذة، لكنّ زيتها قليل.

قالت الأم لابنتها:

  • املئي هذه الزجاجة من برميل الزيت في غرفة المؤونة.

ذهبت البنت إلى غرفة المؤونة، ووضعت القمع على فم الزجاجة، ثم فتحت الصنبور بعد أن وضعت الزجاجة تحته، وجلست تنتظر امتلاء الزجاجة.

نظرت حولها فشاهدت فأساً معلّقاً على الجدار، فصرخت خائفة، لكن أحداً لم يسمعها، لأن غرفة المؤونة بعيدة عن غرفة الطعام، فصارت تحدث نفسها:

  • ماذا لو تزوّجتُ وأنجبت طفلاً، وجئت به إلى هنا لأملأ زجاجة الزيت، فترك الطفل يدي ووقف تحت الفأس فوقع عليه، ما ذنب هذا الملاك الصغير ليقع الفأس على رأسه؟

حين تأخرت البنت بالعودة، ذهبت أمها إلى غرفة المؤونة تتفقدها، فوجدتها تبكي. وحين سألتها عن السبب، رَوََت لها ما تخيّلتْه، فأخذت الأم تلطم وجهها وتصرخ:

  • مات المسكين، مات المسكين، ما ذنبه كي يموت هكذا؟

حدث كل هذا والزيت يسيل على الأرض دون أن تنتبه البنت وأمها، لكن الأب افتقدهما، فذهب هو الآخر إلى غرفة المؤونة، فوجدهما تبكيان، فاستوضح السبب، فروت الأم له ما تخيلته مع ابنتها، فجلس بالقرب منهما يبكي هو الآخر.

بقي الخطيب الضيف وحدَه على المائدة، وحين تأخر الجميع، ذهب يستطلع الأمر، فوجد الثلاثة على هذه الحال، سأل الأب فروى له القصة، فسأل الخطيب:

  • ولكن، أين الطفل؟

أجاب الأب:

  • إنه ابنك الذي سيأتي بعد زواجك من ابنتي!

قال المُزارع في نفسه:

  • يا لهم من حمقى!

وشاهد الزيت يملأ أرض الغرفة دون أن يدري أحد منهم، فخرج ولم يعد أبداً.

Comments are disabled