طبق القشدة

خرج الدب الصغير برفقة صديقته القطة الصغيرة بعيداً عن بيتيهما، ولم يتمكنا من العودة، لأنهما لم ينتبها للطريق بسبب لهوهما. قال الدب حزيناً:

  • لو أننا انتبهنا للطريق لما أضعناها!

بينما بكت القطة الصغيرة، لأنها كانت تعتقد بأن الدب أذكى من أن يضيع الطريق، فردت عليه:

  • ماذا سنفعل الآن؟

قال الدب:

  • مازلنا في منتصف النهار، وأمامنا متسع من الوقت.. لا تهتمي!

قالت القطة:

  • لكنني جائعة..

أجاب الدب:

  • وأنا أيضاً.. علينا أن نبحث عن شيء نأكله..

لم تكن القطة الصغيرة قد تعلمت الصيد بعد، لذلك اعتمدت بشكل كلّي على الدب، الذي كان يساعد أباه في العمل، وكانت عضلاته قوية. سار الدب والقطة نحو الغرب، فوجدا معزاة تقوم ببعض الأعمال على باب كوخ تسكنه. سأل الدب صديقته القطة:

  • ما رأيك أن نطلب منها بعض الحليب؟

وافقت القطة بسرعة، واعتبرتها فكرة رائعة، فسارا نحو المعزاة بخطى خجولة، ثم توقفا بالقرب منها، وبادرها الدب القول:

  • مرحباً أيتها المعزاة الأم، إننا ضائعان وجائعان، هل نجد لديك بعض الحليب لنسدَّ به رمقنا؟

أجابت المعزاة:

  • نعم لدي بعض الحليب، ولكن عليكما أن تعملا في حديقتي، ليكون الحليب أجراً على عملكما.

وافق الدب والقطة، وبدأ الدب العمل، بينما استلقت القطة على العشب، وراحت تنظف نفسها، بينما ينتهي الدب من العمل، ويشربان الحليب عندئذ. لكن الدب تضايق من القطة وطلب منها مساعدته كي ينهي العمل بسرعة، فاعتذرت منه قائلة:

  • ليست عضلاتي بقوة عضلاتك، وأمي لم تعلمني العمل الشاق!

أجاب الدب ساخراً:

  • لا يحق لك إذاً أن تشربي الحليب معي، مَن لا يعمل لا يأكل.

حين شعرت القطة بانتهاء العمل، نهضت ووقفت بالقرب من الدب، لتبدو أمام المعزاة وكأنها شاركت الدب العمل. فجاءت المعزاة حاملة طبقاً من القشدة، قدمته للدب والقطة: وهي تقول:

  • مع أن الدب قام بالعمل وحده، لكن يمكنكما تناول القشدة أنتما الاثنين..

حين انتهى الدب والقطة من تناول القشدة، بكت القطة وهي تقول:

  • أريد أمي.. أريد أن أذهب إليها الآن..

سألت المعزاة القطة عن المكان الذي تقيم فيه أمها فلم تعرف، لكن الدب قال:

  • سمعتهم مرة يسمونه “تل الآس”.

هزت المعزاة رأسها وهي تقول:

  • لا تهتما، سأرسل معكما ابني الجدي ليوصلكما إلى هناك.

نادت المعزاة ابنها الجدي، وطلبت منه أن يوصل الدب والقطة إلى “تل الآس”، فقفز أمامهما كالغزال، وما هي إلا دقائق، حتى عاد الجدي حاملاً سلة من التفاح، أرسلتها أم القطة تقديراً لما فعلته المعزاة من أجل ابنتها. بينما عاهدت القطة الصغيرة أمها على ألا تبتعد مرة أخرى عن البيت، حتى تصبح كبيرة.

Comments are disabled