الأحمق والأميرة

كان لدى الفلاح النشيط ثلاثة أبناء، يعمل الاثنان الكبيران معه في الحقل، والعناية بالبقرة، أما ابنه الأصغر فكان الناس يدعونه الأحمق، لأنه بسيط وساذج، ولا يستطيع أن يعد من الواحد إلى الخمسة.

لم يكن الأب يسمح لابنه الأصغر أن يخرج بالبقرة إلى المرعى، خشية أن تضيع منه، وكان الابن يتضايق من ذلك. لكنه كان يرجو أباه دائماً أن يسمح له برعي البقرة، إلا أن الأب لا يستجيب، وبسبب تكرارِهِ طلبَهُ كل يوم استطاع أن يقنع أباه في النهاية.

خرج الابن الأصغر بالبقرة بعد أن ربطها بحبل، وانطلق بها إلى المرعى، وهو ينوي أن يبحث عن مرعى لم يصل إليه أحد من قبل، فظل يمشي ويتوقف تاركاً البقرة ترعى بعض العشب، حتى وصل إلى نهر واسع المجرى، فبدأت البقرة تشاكسه، وتمكنت من الهرب منه، وعبرت النهر إلى الضفة الأخرى، فركض خلفها وهو يصيح:

  • أيتها المخلوقة المجنونة.. توقفي.

لكن البقرة لم تتوقف، وهو يركض خلفها، حتى وصلا إلى قلعة كبيرة مبنية من الذهب والفضة، وهناك وجدت البقرة العشب الوفير الشهي، وراحت تملأ بطنها منه.

كان الأب سعيداً حين وجد ابنه وقد عاد بالبقرة متخمة، وأعطت المزيد من اللبن اللذيذ، واستحق الاحترام والتقدير، وصار يسمح له كل يوم برعاية البقرة.

ذات يوم، كان الابن يرعى البقرة بالقرب من القلعة، فاعترضت سبيله كلبة قالت له بصوت إنسان:

  • حين تعود إلى هنا، أرجو أن تُحضِر معك فأساً، دون أن تُخبِر أحداً.

فعل الولد ما طلبته الكلبة منه حين عاد، فوجدها بانتظاره، فوقف منتظراً دون أن يعرف ما سيفعل بالفأس. قالت له الكلبة راجيةً:

  • اقطع رأسي بالفاس.. أرجوك..

لكن الولد لم يستطع ذلك، فهو لم يقطع رأس عصفور من قبل، فتردد وارتجف. فكررت الكلبة رجاءها، وألحَّت عليه في طلبها.

لم يجد الولد بدّاً من إجابة الكلبة إلى طلبها، فرفع الفأس، وهوى به على عنقها، فسقط رأسها على الأرض، فانشقّت الأرض وابتلعته، ثم انشقَّت ثانية وخرجت منها فتاة رائعة الجمال، ترتدي ثياب أميرة، ارتمت بين يديه وهي تبكي، قائلةً:

  • شكراً لك.. لقد حرّرتني من السحر الذي كنت فيه.

ثم أمسكت بيده، ودخلت القلعة معه، وأجلسته على الكرسي الملكي بالقرب منها، فتقدّم اثنان من الحراس، ووضعا تاجاً على رأسه.

لقد أصبح ملكاً.

Comments are disabled