الثعلبة الأنانية

اشترت الثعلبة الأنانية كيساً من بذور الخشخاش لتصنع منه كعكاً، تأخذه معها إلى جدّتها حين تزورها في اليوم التالي.

قال البائع للثعلبة المغرورة:

  • لم يبقَ لديَّ إلا هذا الكيس، فالموسم هذا العام لم يكن جيداً، وإذا أردت كمية أخرى، عليك أن تنتظري الموسم المقبل.

لذلك كانت الثعلبة حريصة على البذور، فحملت الكيس على ظهرها، ومضت نحو بيتها في الغابة. وفي الطريق صادفت قنفذاً، فسألها:

  • ماذا تحملين أيتها الثعلبة؟

أجابته:

  • اشتريت كيساً من بذور الخشخاش، وسأقوم بتحضير الكعك منه.

قال القنفذ:

  • هل أستطيع الحصول على حفنة منه لأطعم أولادي القنافذ الصغيرة، أيتها الثعلبة الكريمة؟

نظرت الثعلبة بطرف عينيها إلى القنفذ ساخرة، وقالت:

  • ماذا تقول أيها الأحمق؟ حفنة من بذور الخشخاش؟ لا.. لن أعطيك، ابحث عن شيء آخر لتطعم أولادك.

قال القنفذ:

  • إذا أعطيتني ما طلبت، سيزيد ما في الكيس مع كل خطوة، وإذا لم تعطيني فسوف ينقص.

أجابت الثعلبة:

  • لينقص خير من أن يزيد، إنه حمل ثقيل على كل حال.

ومضت في طريقها إلى البيت، بينما ابتعد القنفذ عنها قليلاً، ثم جرى بسرعة دون أن تراه، فسبقها وخبّأ رأسه، وجعل من نفسه كتلة تبدو كأنها أرومة لجذع شجرة مقطوعة.

حين وصلت الثعلبة إلى ذلك المكان، شعرت بالتعب، فقررت أن تستريح، واضعة كيس بذور الخشخاش على أرومة الشجرة المقطوعة، وجلست على العشب الأخضر، ثم استلقت، فانشب القنفذ أشواكه في الكيس، وثقبه.

شعرت الثعلبة بالراحة، فنهضت وحملت الكيس على ظهرها، وتابعت طريقها إلى بيتها، وعاد القنفذ إلى بيته، بينما بدأت بذور الخشخاش بالتساقط على الأرض من الثقب الذي أحدثه القنفذ في الكيس، وكانت الثعلبة تشعر بأن وزن الكيس يخف مع كل خطوة، فقالت محدِّثة نفسها:

  • يبدو أن القنفذ الأحمق محق في ما قال..

لكنها تابعت طريقها دون توقف، وحين وصلت البيت، كان الكيس فارغاً تماماً، بينما كانت العصافير والطيور الأخرى تلتقط البذور، وتعيش عيداً، لأنها تحب بذور الخشخاش اللذيذة.

Comments are disabled