غداء مع الزرافات

استيقظ “سامر” في الصباح الباكر فرِحاً وهو يحدِّث نفسه:

  • أخيراً جاء اليومُ المنتظَر.. اليومَ سَيَفي أبي بوعده ويأخذنا إلى حديقة الحيوانات.

ثم نهض من سريره، وأيقظ أختَه “نوال” قائلاً:

  • اِنهضي يا “نوال” واستعدّي للرحلة التي انتظرناها طويلاً.

استيقظت “نوال” مبتسمة، وما هي إلا دقائق، حتى كان الطفلان جاهزين، وكان الأب يرتدي سترته لمرافقتهما. أما الأم فلم تذهب معهم، لأنها كانت مشغولة في أمور البيت، لكنها أعدَّت لهم شطائر الجبن اللذيذة، ليتناولوها حين يشعرون بالجوع في أثناء الرحلة.

ركب الأب وابنه وابنته السيارة، واتجهوا نحو الحديقة، التي كانت مسوَّرة بجدار قصير يعلوه سور حديدي، تنتشر فيها الأشجار الباسقة، على امتداد مساحات من المروج الخضراء، والشوارع المنظّمة.

كان ذلك اليوم ربيعياً، وكانت الشمس مشرقة، فقال الأب:

  • لا بد أن هذا اليوم الجميل يستحق رحلة سعيدة كهذه.

كانت حظيرة الثَّور الكبير أول الحظائر في الحديقة، وكان الثَّور منشغلاً بطعامه، فقال “سامر”:

  • يا لك من ثور ضخم!.. يبدو أنك جائع جداً، أراك تأكل بشهية، لكننا سنتناول شطائرنا على المرج الأخضر.

رفع الثَّور رأسه وقال لـ”سامر”:

  • إذاً، تناولْ طعامك قبل أن يهطل المطر!

صاح “سامر”:

  • مطر!.. أي مطر هذا؟..

وكذلك صاح الأب و”نوال” أيضاً:

  • إنه يوم جميل جداً، ولن يهطل المطر، انظر.. إنه يوم جميل، ألا تشعر بدفء الشمس؟

هزَّ الثور رأسه وتابع طعامه، ولم يردَّ على حديث أحد، بينما تابع الثلاثة زيارتهم لبقية الحظائر، ثم قال الأب:

  • الآن سنرى حيواناً عجيباً، إنه الزرافة، وبعد ذلك، سنستلقي على العشب، ونتناول شطائر الجبن اللذيذة، وستتمكنان من اللهو والركض.

دخل الثلاثة حظيرة الزرافات، فعجب الطفلان لهذه الأعناق الطويلة التي لم يشاهداها من قبل.

وما هي إلا لحظات، حتى استمعوا إلى أصوات نقْر خفيف، تزايدت لتصبح ضربات قوية. لقد تغير الطقس بسرعة، وهطل المطر الربيعيُّ الغزير، ولم يكن هناك بدٌّ من تناول الغداء مع الزرافات، إنه غداء ممتع حقاً..

Comments are disabled