المخبأ السرّي

أمضت “لميس” أسبوعين في بيت خالتها الريفي، لأن أمها كانت مريضة، لكنها الآن شُفِيت، لذلك حضر أبوها ليُعيدها إلى البيت. وبينما هي تلهو مع أبناء خالتها في حديقة المنزل، ناداها أبوها:

  • لميس.. لقد حان الوقت لنعود إلى البيت قبل حلول الظلام.

لكن “لميس” كانت تلعب لعبتها المفضلة مع أولاد خالتها، فيُغمض أحد اللاعبين عينيه، ويختبئ الباقون، فيقوم بالبحث عن مخابئهم بعد أن يفتح عينيه. لذلك قالت “لميس” لأبيها:

  • دعنا نلعب مرة واحدة أخرى يا أبي.

فوافق الأب، بشرط أن تكون مرة واحدة فقط. وكان الدور على لميس أن تغمض عينيها، ويختبئ الآخرون.

كان “هاني” أصغر أبناء الخالة، فهو لا يتعدى الخامسة من العمر، فأبدى رغبته في المشاركة باللعبة، لكنه لا يعرف أين يختبئ، كما رفض أن يدلَّه أحد على مخبأ، فتركه الجميع يختار مخبأه كما يشاء.

بدأت “لميس” تبحث عن المختبئين، وتجدهم الواحد تلو الآخر، لكنها لم تجد “هاني”، فصاحت باسمه دون أن يرد، وناداه إخوته دون فائدة، وناداه أبو لميس دون أن يستجيب، فقال أبو لميس:

  • دعوه الآن، وحين يشعر أننا أهملناه سيأتي وحده.

ثم نهض، وودع أقرباءه، وأخذ ابنته معه في السيارة، ومضى.

بحث الأهل عن “هاني” في كل مكان ولم يجده أحد، ونادوه بأعلى الأصوات، لكن أحداً لم يرد، وبدأ القلق يغزو النفوس، ففكرت الأم في أن تبلغ الشرطة بالأمر، لكن أباه قال:

  • أين سيذهب؟ إنه في الحديقة حتماً، ولم يخرج من هنا.

لكن الأب نفسه بدأ يقلق بعد أن بحث في كل مكان في الحديقة والبيت، دون أن يعثر على “هاني”، فقد مضى أكثر من ساعة على اختبائه، وبدأ الظلام يخيم على الأرض دون أن يظهر الطفل، لكن الأب أخفى قلقه عن الأم لكي لا يزداد قلقها.

وبينما هم على هذه الحال، رنَّ جرس الهاتف، فردَّ الأب. كان المتحدثَ أبو لميس يسأل عن “هاني” فأخبره الأب بأنهم لم يعثروا عليه.

ضحك أبو لميس كثيراً وهو يقول:

  • لقد وجدناه في سيارتي على المقعد الخلفي، حيث اختبأ ونام، ولم نشعر به إلا بعد أن وصلنا البيت بساعة، لأنه بقي نائماً. على كل حال، لن نستطيع أن نعيده إليكم قبل نهاية الأسبوع.

ضحك الجميع بعد أن زال القلق وقالوا:

  • إنه مخبأ سرّيٌّ فعلاً.

Comments are disabled