المهرِّج يشفي الملك

كان الملك ينظر من نافذة القصر، فأخذ يحزق، لكنه ظن أن الأمر لن يستغرق إلا بضع ثوانٍ، لكن الحازوقة استمرت فقال للملكة:

  • هأ.. هأ.. اطلبي.. هأ.. هأ.. الدكـ.. هأ.. هأ.. الدكتور.. هأ.. هأ..

خلال لحظات اجتمع أطباء القصر، والوزير، والقاضي، وحتى الساحر، وتحلَّقوا حول الملك.

قال أحد الأطباء:

  • ملعقتان من الدواء الأزرق يا سيدي.

اشمأز الملك حين سمع كلام الطبيب، لأنه لا يحب طعم هذا الدواء، وقال للطبيب:

  • هأ.. هأ.. لا.. هأ.. هأ.. لا أريد.. هأ.. هأ.. هذا.. هأ.. هأ.. الدواء..

اقتربت الملكة من الساحر وقالت له:

  • افعل شيئاً من أجل سيدك الملك أيها الساحر.

أحضر الساحر وعاء ملأه بالماء، ووضعه على رأس الملك، ووازنه جيداً، وطلب من الملك أن يغمض عينيه.

أغمض الملك عينيه، فأتى الساحر بعصا طويلة، وقال للملك:

  • ليتفضلْ سيدي الملك، ويمد ذراعيه جانباً بشكل أفقي.

فعل الملك ما قاله الساحر، فوضع الساحر العصا على كتفي الملك، ثم لف ذراعي الملك على العصا، فأصبح منظر الملك مضحكاً جداً، وهو يحزق، وتخرج قطرات من الماء لتنسكب على عنقه، ثم قال الساحر:

  • ليفتح سيدي الملك عينيه.

فتح الملك عينيه، حين فُتِح الباب ودخل منه مهرِّج، أخذ يقفز على السجاد، ويقترب من الملك شيئاً فشيئاً، ثم قفز وجلس في حضن الملك.

عجب الملك لما فعله المهرج، وخاف الحاضرون غضب الملك، لكنه ضبط أعصابه وقال للمهرج:

  • إنك ولد أحمق أيها المهرج.. لماذا جلست في حضني؟ الوقت ليس وقت مزاح.

عندئذ صرخت الملكة:

  • لكنك شفيت يا صاحب الجلالة!

ابتسم الملك وقال:

  • حقاً.. لقد شفيت.

ثم نظر إلى المهرج وقال:

  • تستحق مكافأة أيها المهرج النشيط.

ثم صرخ بالجميع:

  • اخرجوا جميعاً..

خرج الجميع، بينما أخذ الملك يحدث نفسه:

  • في المرات المقبلة لن أحتاج إلى الأطباء، أو الدواء الأزرق، أو حتى الساحر. دوائي هو المهرج..

Comments are disabled