الأخ الرابع
كان لرجل أربعة أبناء، ثلاثة منهم أصحاء الجسم أقوياء، لكن الرابع ليس كذلك. فهو قصير، نحيل، ولم يكن إخوته الأكبر يعاملونه معاملة حسنة، بل يسخرون منه دائماً، حتى أصبح حزيناً لما هو فيه، دون أن يكون له أي ذنب.
ذات يوم، نادى الأب أبناءه الأربعة، وقال لهم:
- اذهبوا يا أبنائي، وليختَر كلٌ منكم عروساً له، سأمنح ثروتي لمن يختار أجمل عروس منكم.
خرج الإخوة الأربعة، وساروا بحثاً عن زوجات لهم، ولم تكن لهم تسلية طوال الطريق سوى أخيهم الأصغر، فكانوا يقذفونه بشتى التعليقات، ويضحكون.
في الطريق، مرَّ الإخوة بحقل بازلاء، فجلسوا ليستريحوا قليلاً، فسمعوا أصواتاً كثيرة من أحد قرون البازلاء، فأنصتوا قليلاً، ثم قرَّروا أن يفتحوا هذا القرن ليروا ما بداخله، فصاح أكبرهم:
- يا للعجب! انظروا ما بداخله..
كانت هناك مملكة كاملة في قرن البازلاء، لها ملك صغير جداً، تجلس بالقرب منه ملكة صغيرة جداً، وثلاث أميرات ترقص مع أزواجهنَّ، وكل شيء صغير جداً في هذه المملكة.
صاح أحد الإخوة:
- لقد وجدنا عرائسنا الثلاث.
لكن الملك الصغير قال لهم:
- ماذا ستفعلون بهذه العرائس الصغيرة جداً؟ سأعطيكم بدلاً منهنّ ثلاث حقائب: في الأولى كثيرٌ… وفي الثانية أكثر مما يكفي… وفي الثالثة بغزارة…
لم يسأل الإخوة الثلاثة عما في الحقائب، بل أدهشهم ما قاله الملك الصغير: كثير، أكثر مما يكفي.. غزارة..
لكن الأخ الأصغر قال للملك:
- أما أنا فتكفيني عروس من العرائس الصغيرة، فهي صغيرة الحجم، وأنا كذلك، ولن تحاول السيطرة علي.
قال الملك:
- أما أنت فسأعطيك حقيبة صغيرة، فيها أربع بيضات، أعطِها للدجاجة حين تصل إلى البيت، وانتظر ما سيخرج لك منها.
دل الملك الصغير الإخوة على مكان وجود الحقائب، واشترط عليهم ألا يفتحوها حتى يصبحوا في البيت.
حين وصل الإخوة البيت وفتحوا الحقائب، فخرجت من الحقائب الثلاث عفاريت، أخذت تعض الإخوة الثلاثة الكبار، من الحقيبة الأولى كثير من العفاريت، ومن الثانية أكثر مما يكفي، ومن الثالثة بغزارة.
أما الأخ الرابع فقد أعطى البيضات الأربع للدجاجة، وبعد عدة أيام، خرج من البيضة الأولى قصر أخذ يكبر ويكبر حتى أصبح قصراً كبيراً، وخرج من البيضة الثانية كرسي ملكي ذهبي، ومن البيضة الثالثة تاج ذهبي أيضاً. أما البيضة الرابعة فقد خرجت منها فتاة صغيرة جميلة جداً، هي عروس الأخ الأصغر.
وهكذا نال كل من الإخوة الأربعة ما يستحقه.