لماذا للجمل سنام؟

في قديم الزمان، وفي بلاد بعيدة جداً، كانت هناك مملكة يحكمها ملك شديد، إذا قال كلمته، لا يستطيع أحد أن يثنيه عنها، وإذا أصدر أمراً، لا بدَّ من تنفيذه مهما كان الثمن.

في أحد الأيام جمع علماء المملكة وحكماءها جميعاً، وقال لهم:

  • سأطرح عليكم سؤالاً، أريد إجابة عنه منكم خلال ثلاثة أيام، وإذا لم تجيبوا، سآمر بقطع رؤوسكم جميعاً: لماذا للجمل سنام؟

خرج العلماء والحكماء من القصر، والحزن يملأ قلوبهم، لكنهم لم ييأسوا، بل قرروا البحث عن جواب، بالرغم من أنهم لم يفكروا في ذلك من قبل.

وهكذا ذهب كل منهم إلى مكتبته الخاصة، وأخذ يبحث، لأن الكتب هي أول ما يلجأ إليه العلماء عندما يبحثون عن جواب. وبعد يومين، أخذوا يجتمعون لتبادل الآراء حول ما وصل كل منهم إليه، لكن أحداً لم يصل إلى الجواب المقنع، لذلك اشتدّ عليهم الحزن، لأن حياتهم أصبحت مهددة، والوقت آيل إلى النفاد.

في مساء اليوم الثاني اقترح أحدهم أن يجرِّبوا السحر، فوافق الجميع، لأن الحياة غالية، ويجب إنقاذها بشتى الوسائل، فقال أحدهم:

  • ربما استطعنا أن نجد الإجابة لدى ساحر دجال، لأن ملكاً قاسياً كملكنا، لا يقتنع بأي جواب.

وقال آخر:

  • يجب أن ننقذ حياتنا بأي ثمن، وإذا قتلنا الملك نكون قد قدّمنا حياتنا مقابل لا شيء.

حسم كبيرهم سناً الأمر قائلاً:

  • لنذهب إلى الساحر.

ذهب الحكماء إلى الساحر الدجال، وقصّوا عليه قصتهم، فادّعى بأنه قادر على مساعدتهم، وطمأنهم قائلاً بسخرية:

  • السحر أهم من العلم بكثير، فها أنتم تلجؤون لي، رغم أنكم تنكرون ما أقوم به.

تحمّل العلماء كل ما قاله الساحر وانتظروا، فأحضر البخور، وأخذ يقرأ التعاويذ، وكلمات غير مفهومة، لكنه أخفق هو الآخر، ولم يجد بدّاً من الاعتراف بذلك. فاشتدّ الحزن على الحكماء، حتى أحسّوا بالعجز عن فعل أي شيء، فاقترح أحدهم أن يطلبوا من الملك إمهالهم ثلاثة أيام أخرى. لكن عالماً آخر لم يجد في ذلك أي جدوى، لأنهم فعلوا كل ما استطاعوا دون فائدة.

في اليوم الثالث، والأخير، مثل العلماء والحكماء أمام الملك، الذي طلب أن يجيب أحدهم إجابة يتفق عليها الجميع. لكنهم بقوا جميعاً صامتين، حتى قام صبي كان حاضراً بشكل عرضي، وقال:

  • للجمل سنام لأن ظهره غير مستوٍ.

ضحك الجميع للإجابة الذكية، وأفرج الملك عن العلماء والحكماء، وكافأ الصبي الذكي.

Comments are disabled