الحذاء الأحمر المسحور

ذهبت “ريم” مع أمها إلى السوق لتشتري حذاءً، وأخذت تبحث في واجهات محلات بيع الأحذية، وكلما دخلت محلاً، قلبت شفتيها وهي تخرج منه، وقالت لأمها:

  • – لم أجد الحذاء الذي أريد..

وكانت الأم تجيب:

  • – لا بأس عليك يا ابنتي.. سنبحث في مكان آخر..

ظلت ريم تدخل محلاً وتخرج من محل حتى لفت انتباهَها حذاءٌ أحمرُ معروض في واجهة أحد المحلات، فقالت لأمها:

  • – هذا الحذاء جميل، أرجو أن يعجبني..

دخلت ريم وأمها المحل وطلبت الحذاء من البائع، ولبسته في قدميها، ثم سارت أمام المرآة، وأحسّت بأنه الحذاء المطلوب. والحقيقة أنه كان حذاء جميلاً جداً على قدميها، ومناسب القياس. لكن شيئاً ما كان يجعلها تشعر وكأنها ترقص وهي تلبسه. حملت ريم الحذاء وأخذته معها إلى البيت بعد أن دفعت أمُّها ثمنه للبائع.

في صباح اليوم التالي استيقظت ريم في الصباح فهيأت نفسها للذهاب إلى المدرية، ولبست حذاءها، ولكن يا للعجب! كان الحذاء يقودها إلى مكان آخر غير المدرسة. سألت ريم الحذاء:

  • – إلى أين تأخذني؟

لم يجبْها الحذاء، لكنه استمرّ بالاتجاه الذي يريد، وريم لا تدري إلى أين، فظلّت تمشي من شارع إلى شارع، ومن رصيف إلى رصيف حتى وصلت إلى المحل الذي اشترته منه.

دُهِش البائع وهو يراها تدخل المحل، وقال:

  • – أرجو أن يكون الحذاء قد أعجبك..

قالت ريم:

  • – لقد قادني رغماً عني إلى هنا.. ما هذا؟ أرجوك.. أعطني حذاءً آخر.. لقد تأخرت عن المدرسة..

قدّم البائع لريم حذاءً آخر، وأعاد الحذاء الأحمر إلى الواجهة.. فلبسته وخرجت من المحل، وبينما هي كذلك، شاهدت طفلة صغيرة فقيرة تنظر إلى الحذاء المسحور من خارج المحل، وفتاة أخرى مع أمها تشير إلى الحذاء نفسه، ففهمت أن الحذاء المسحور لا يريد أن يلبسه أحد غير الفتاة الفقيرة، وفكرت في أن تخبر الفتاة الأخرى بقصتها مع الحذاء، لكنها قالت لنفسها:

  • – لتجرب كما جرّبت..

سألت ريم الفتاة الفقيرة عمّا لفت انتباهها في الواجهة، فأخبرتها بأن الحذاء الأحمر أعجبها، لكنها لا تملك ثمنه..

في المساء، كانت ريم مع أمها تشتري الحذاء، وتقدمه هدية للفتاة الفقيرة. عندئذ فقط، سار الحذاء حيث أرادت الفتاة الفقيرة.

Comments are disabled