فائدة الأعشاب الطبيعية

إن استخدام مشروبات الأعشاب الطبيعية لإراحة أمعاء الطفل من الغازات أو للمساعدة على الهضم هو في الواقع تقليد يتبعه الكثير من الناس منذ زمن طويل، وبالإضافة إلى محلات العطارة العديدة، أصبح متاحاً الآن في الأسواق العديد من العبوات الجاهزة لأعشاب طبيعية مختلفة.

لكن بالرغم من أن الأعشاب الطبيعية قد لا يكون لها آثار جانبية فورية إلا أن الأخصائيين يشيرون إلى أنها لا بد وأن تستخدم بحرص. اليانسون، والبابونج (الكاموميل)، والشمر، والكراوية، والنعنع هي أكثر الأعشاب شيوعاً في استخدامها للأطفال، سواء استخدم كل نوع على حدة أم بمزج عدة أنواع سوياً. أشارت بعض الأمهات إلى فاعلية مشروبات الأعشاب الطبيعية في تخفيف المغص ومعالجة الإسهال، وأشارت أخريات إلى أنها تساعد أطفالهن على النوم الهادئ.

ورغم أن بعض الأعشاب مثل البابونج، يمكن أن تكون غير ضارة إذا استخدمت كإضافة لغذاء الطفل أو إلى الرضعة، إلا أنه لم تثبت فائدتها الصحية. أما على مستوى العالم، فإن منظمة الغذاء البريطانية والتي أسست عام 2000 وتعمل لحماية المستهلك، فتنصح الآباء بعدم استخدام الأعشاب الطبيعية نهائياً، كما تنصح منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية فقط حتى 6 أشهر دون استخدام  الببرونة، أو أية مشروبات إضافية بما في ذلك الماء.

تُنصح الأمهات بتجربة مشروبات الأعشاب الطبيعية مع أطفالهن في حالات معينة مثل المغص، أو عندما يعاني الطفل من صعوبة في النوم، ولكن يجب عدمً استخدامها إطلاقاً بشكل روتيني. إن 20% من الأطفال من سن الولادة حتى عمر 3 شهور يصابون بمغص، وذلك تبعاً للأكاديمية الأمريكية للأطفال، وقبل استخدام الأعشاب الطبيعية يجب أولاً مراجعة النظام الغذائي للأم، لأن تناولها لكميات كبيرة من منتجات الألبان، والثوم، والأطعمة المقلية قد يسبب المشاكل. كذلك يجب أن تنظم بقدر الإمكان رضعات الطفل، كما يجب على الأم قبل استخدام الأعشاب أن تجرب بعض الطرق التي قد تريح الطفل مثل وضعه على بطنه أو ثنى ركبتيه ورفعها إلى صدره.

لكن إذا لم تكن للأعشاب الطبيعية أضرار جانبية لماذا لا نعطيها للأطفال بشكل دائم؟

أولاً، لأن رضاعة الطفل قد تقل إذا ما شبع من الأعشاب الطبيعية، ما قد يؤدي إلى نقص وزنه بالنسبة للأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية، وقد يؤدي إلى قلة حليب الأم بالنسبة للأمهات اللاتي يُرضعن رضاعة طبيعية. ثانياً، كثيراً ما تحتوى العبوات الجاهزة على سكر قد يصل إلى 96% مما يضر أسنان الطفل اللبنية تحت اللثة.

وبسبب مقاضاة شركة أوروبية كبرى من الشركات المنتجة للأعشاب الطبيعية في منتصف التسعينيات، أصبحت الآن أغلب الشركات المنتجة للأعشاب الطبيعية تضع تحذيرات على العبوات، تنصح بأن الأعشاب الطبيعية يجب أن تعطى باستخدام كوب وليس في ببرونة، وأن أسنان الطفل يجب أن تنظف في الحال بعد تناول الطفل لها لكي لا يحدث تسوس. وعند استخدام عبوات الأعشاب الطبيعية الجاهزة يجب أن تتأكد الأم من خلوها من السكر والمواد الحافظة. إذا لم يكن ذلك متاحاً، من الأفضل أن تستخدم الأم الأعشاب الطبيعية الطازجة (غير المعبأة) لأن السكر الزائد في العبوات الجاهزة قد يضر بالطفل.
السكر الزائد يعنى أن طفلك الظريف “الرهيف” قد يعانى في ما بعد عندما يكبر من مشكلة زيادة الوزن.

يضيف الإنسان إلى جسمه خلايا دهنية مرتين في حياته: في السنتين الأوليين من عمره، وفي سن المراهقة، لكن سواء أكانت الدهون تزيد أو تقل على مدار حياتنا، فذلك يتوقف فقط على مدى انتفاخ هذه الخلايا. فمن الضروري إذن عدم إعطاء الطفل أي سكر إضافي قبل سن سنتين، وإلا تعرض لمشاكل السمنة عندما يكبر، بتعويده على طعم السكر وبزيادة الخلايا الدهنية في جسمه. وعند تحضير مشروبات الأعشاب المنزلية، أضيفي الأعشاب إلى المياه المعدنية وقومي بتسخينها (حوالى دقيقة)، لكن لا تغليها لأن ذلك يؤدي إلى تبخر بعض المياه مما يزيد من تركز الأملاح والمعادن.

Comments are disabled