معاناة الطفل من الكوابيس

الكوابيس عادةً انعكاس لحالة الطفل المعنوية في أثناء اليوم. وهي بالنسبة للطفل العادي أمر عارض، بمعنى أنها تحدث على فترات متباعدة، أما بالنسبة للأطفال الذين يفتقدون الشعور بالأمان، أو الذين يعانون من مخاوف معينة ولم يستطع الأبوان بعد التعامل معها، تعتبر الكوابيس بالنسبة لهؤلاء تعبيراً قوياً عن عدم شعورهم بالأمان، وتحدث لهم كثيراً.

تعكس هذه الكوابيس الضغوط التي تعرض لها هؤلاء الأطفال في أثناء اليوم، سواء كانت هذه الضغوط ناتجة عن ضعف الثقة بالنفس، أم مخاوف اجتماعية، أم الشعور بالقهر، …الخ.

التعامل مع الكوابيس:

أفضل ما يمكنك عمله هو البقاء مع الطفل في غرفته إذا ما تعرض لكابوس، واطلبي منه أن يحكي لك عنه، طمئنيه بأنه مجرد حلم وأشعريه بالأمان لكي يستطيع العودة إلى النوم مرة أخرى. ابقي معه حتى يستغرق مرة أخرى في النوم، لا تتركيه وحده إذا كان لا يزال خائفاً ولا تسخري منه أبداً.

لا تحدث الكوابيس كل ليلة، لذا لا خوف من تعود الطفل على بقائك بجانبه في الليل حتى ينام.

يحتاج الطفل للشعور بوجود أم أو أب يساندانه ويفهمانه، لأن ذلك سيشعر الطفل بثقة بالنفس، وبأن العالم مكان آمن. إذا شعر الطفل أن الأب أو الأم اللذين يعتمد عليهما في إمداده بالراحة والأمان لا يقدران مخاوفه، فسيبدو عندئذ العالم كله بالنسبة له مكاناً موحشاً، لا أمان فيه.

ينصح الأطباء ألا يأخذ الأبوان الطفل إلى غرفتهما لأن ذلك قد يفسر من جانب الطفل بأنه لا بأس من أن يكون خائفاً، وأنهما راضيان عن هذه المخاوف، وهو ما يزيد من مخاوف الطفل بدلاً من التغلب عليها.

عندما يمنح الأبوان الطفل دائماً هذه النوعية من الرعاية والراحة، سيشعر بالاهتمام والحب، وسيقل شعوره بعدم الأمان، وسيشعر أنه يجد المساندة التي يحتاجها. كل ذلك سيعطيه في النهاية الثقة التي ستساعده على مواجهة تحديات الحياة وصعابها. لكن للأسف لا يعنى ذلك أن الكوابيس لن تظهر له مرة أخرى، بل يجب أن يعرف الأبوان السبب وراء عدم شعور الطفل بالأمان، لكي تقل الكوابيس، أي يجب مواجهة جذور المشكلة. قد يجدان على سبيل المثال أن أحداً يتحرش به في المدرسة، أو أنه يعاني من مشاكل مع أصدقائه، أو أنه يفتقد للثقة بالنفس داخل الصف، أو أنه يعانى من ضعف تقديره لذاته بين زملائه. هذه خطوة ضرورية للتعامل مع المشكلة.

Comments are disabled