الخوف عند الأطفال والتغلب عليه

كيف تساعدين أطفالك في التغلب على مخاوفهم؟

يبدو العالم بالنسبة للأطفال الصغار أحياناً مكاناً مرعباً، والأشياء التي تبدو لنا ككبار طبيعية وآمنة تماماً، قد تبدو لهم مؤذية ومخيفة. يجب أن يعلم الأبوان أن الخوف شعور إنساني طبيعي، وأن كل الأطفال يشعرون بالخوف في أوقات معينة من حياتهم، وأن هذا الخوف جزء طبيعي من تطورهم. يمكن للطفل أن يفهم مخاوفه، ويعرف كيف يتغلب عليها بمساعدة الأبوين ورعايتهما.

الأسباب الرئيسة في مخاوف الأطفال:

  • الخوف من الغرباء :يبدأ الطفل في اكتشاف أن هناك أشخاصاً قريبين منه وآخرين ليسوا كذلك، وهذه هي بداية ما يسمى بالخوف من الغرباء.
  • الخوف من الانفصال ورهاب المدرسة:

الخوف من الغرباء يتحول بعد ذلك إلى خوف من الانفصال، وهو خوف الطفل من الانفصال عن أمه أو عن الشخص الذي يرعاه، وكذلك الخوف من بيئة جديدة لم يألفها. الخوف من الانفصال يكون طبيعياً حتى سن السادسة، ولكن يمكن أن يتحول بعد ذلك إلى “فوبيا المدرسة” وهو مرض وليس مجرد خوف. يجب أن تختفي “فوبيا المدرسة” في أول ثلاث سنوات من عمر الطفل، وإذا لم يحدث ذلك، قد يحتاج الأمر لعلاج نفسي متخصص.

  • المخاوف المكتسبة:

الخوف من الأشباح، والظلام، ولعب معينة، والأصوات العالية، ..الخ، كلها أمثلة للمخاوف المكتسبة، فهي تكتسب عن طريق التعلم. على سبيل المثال، إذا شاهد الطفل فيلماً مرعباً عن الأشباح، أو العنف، أو الظلام، سيخاف منها وسترتبط هذه الأشياء لديه بالخوف. يوضح الأطباء أنه في السن الصغيرة يتعلم دماغ الطفل من خلال الربط بين الأشياء. على سبيل المثال، إذا تعلم الطفل أن يشعر بالأمان من خلال “البصر”، فيجب أن تكون لديه رؤية واضحة طوال الوقت، ولأن الظلام يهدد بصر الطفل فبالتالي يهدد شعوره بالأمان لأنه اعتاد على رؤية الأشخاص الذين يعرفهم ويشعر بالأمان معهم.

قد تتعلق المخاوف المكتسبة أيضاً بالبيئة. على سبيل المثال، الأطفال الذين يعيشون في الريف قد لا يخافون من حيوانات الحقل، لأنها حولهم في كل مكان، ولكن قد يخافون من الأشباح، أو من بعض القصص الخيالية، التي تحكى في بعض الأرياف. من ناحية أخرى، قد يخاف طفل المدينة من حيوانات الحقل لأنها ليست مألوفة بالنسبة له.

  • الوالدان:
    قد يكون الوالدان دون قصد هما السبب في مخاوف طفلهما. فهما قد يعرضان طفلهما لسماع قصص مخيفة سواء منهم أم من مربيته أم من أي شخص يقوم برعايته، أو قد يهمل الأبوان الإشراف على ما يشاهده الطفل في التليفزيون أو عن طريق الإنترنت أو ما يسمعه في الراديو، أو قد يقوم الأبوان بمناقشة موضوعات أمام الطفل لا يستطيع استيعابها، أو قد يكون أحد الأبوين يعانى من مخاوف خاصة به، مثل الخوف من الظلام، والأشباح، ويمكن أن تنتقل هذه المخاوف إلى الطفل.
  • البيئة المحيطة بالطفل:

قد يكون الطفل خائفاً من البقاء في البيت بمفرده، أو تحت رعاية أخيه الأكبر دون إشراف أبويه أو شخص كبير، خاصةً إذا كان هذا الأخ الأكبر يتربص به أو يخيفه كنتيجة لغيرته منه.

  • التجارب المؤلمة :

إن تعرض الطفل لتجربة أليمة مثل مرض أحد أفراد الأسرة القريبين له، أو حدوث وفاة في الأسرة قد يسبب له الخوف، بل قد يكون سبباً في إصابته باكتئاب في حياته في ما بعد.

  • الخلافات الزوجية:

الخلافات الزوجية من أهم أسباب عدم شعور الطفل الأمان، وقد يتوجه خوف الطفل إلى شيء آخر مثل لعبة معينة أو الظلام، …الخ. هذا خوف ارتباطي، إذ لا تكون اللعبة السبب الرئيسي في الخوف.

  • نقص المعرفة:

نقص معرفة الأطفال وعدم فهمهم للأمور بشكل جيد من الأسباب الشائعة الأخرى لمخاوفهم. على سبيل المثال، قد لا يستوعب الطفل مفهوم النكتة، فقد يداعبه شخص كبير ويقول له أنه معجب بأصابعه الصغيرة وأنه سيأخذها معه، في هذه الحالة قد يفهم الطفل هذا الكلام على أنه حقيقة ويصبح خائفاً من ذلك الشخص ومن الموقف ذاته.

  • استقلالية الطفل واعتماده على نفسه:

عندما يبدأ الطفل في الاعتماد على نفسه، مثل مشيه وحده لأول مرة، قد يتملكه الشعور بالخوف. سريعاً ما يبدأ الطفل في ملاحظة أنه مثلما يستطيع المشي والابتعاد عن أمه أو عن الشخص الذي يقوم برعايته، يمكن لأمه أيضاً أو لذلك الشخص أن يبتعد عنه، ومن الصعب على الطفل أن يشعر بالأمان خلال هذه التغيرات.

كيفية تهدئة مخاوف الأطفال:

  • استمعا لطفلكما:

اسمحا لطفلكما بالاعتراف بمخاوفه ومناقشتها. احترما مخاوفه وتقبلاها دون الحكم عليه أو السخرية منه، لأنها بالنسبة له تعتبر مخاوف حقيقية. هذه هي أفضل طريقة لمساعدة طفلكما.

  • تعاملا مع مخاوف طفلكما المتعلقة بالمدرسة:
  • – على الآباء أن يتعاملوا بشكل مباشر مع مخاوف طفلهما المتعلقة بالمدرسة. يجب أن يعرف الأبوان ما إذا كان أحد يتربص بطفلهما في المدرسة، أو ما إذا كان أحد مدرسيه يعامله بعنف، أو إذا لم يكن الطفل قادراً على منافسة زملائه، أو إذا كانت لديه مشاكل أخرى.

الأطفال الحساسون قد يكونون أكثر عرضة لهذه النوعية من المخاوف. في البداية، تعتبر المدرسة بالنسبة للطفل مكاناً مخيفاً، ولمساعدة الطفل في التغلب على هذه المخاوف، يتطلب الأمر جهداً مشتركاً من الأبوين والمدرسة معاً. هناك سبب آخر في هذه النوعية من المخاوف، وهو أن يكون لدى الأم نفسها خوف من الانفصال، مما ينعكس على الطفل.

  • خلصا طفلكما من خوفه بتعريضه تدريجياً للشيء الذي يخيفه:

عرضا طفلكما تدريجياً للشيء أو الحيوان أو الموقف الذي يخيفه. بتكرار تعريض الطفل لما يخاف منه، سيستطيع الطفل فهم الأمر أياً كان الشيء الذي يخاف منه، وسيختفي سبب خوفه. على سبيل المثال، إذا كان الطفل خائفاً من القطط، يمكن لوالديه أن يعرضاه لرؤية القطط تدريجياً باصطحابه لمكان فيه قطة، لكي يراها الطفل من بعيد. بعد مرة أو بعد عدة مرات من مشاهدة القطة، يمكن للطفل أن يقوم بالتربيت عليها إذا أبدى استعداداً لذلك، ثم يمكنه بعد ذلك إطعامها، ..الخ. هذا يجب أن يتم بتدريج شديد، فبهذه الطريقة سيستطيع الطفل التحكم في الشيء الذي يخيفه، وبذلك يستطيع فهم مخاوفه والتعامل معها.

  • ساعدا طفلكما على التحكم في خياله:

اجعلا طفلكما يتحدث عن مخاوف خياله، حاولا أن تجعلاها ظريفة أو مضحكة. الهدف هو استخدام الشيء نفسه الذي يخيف الطفل، على سبيل المثال الشبح، في مساعدته في السيطرة على خياله، وبالتالي التغلب على مخاوفه. على سبيل المثال، يمكن أن يطلب الأبوان من الطفل تخيل الشبح بشكل مضحك مرتدياً قبعة كبيرة ملونة أو ملابس المهرج.

  • تخلصا من مصدر الخوف:

حاولا بقدر الإمكان التعرف على الأشياء التي تخيف طفلكما مثل الأصوات المزعجة، ومشاهد معينة، والخلافات الزوجية، …الخ، ثم تخلصا منها.

  • كونا على دراية بمخاوفكما:

يجب أن يكون الوالدان على دراية بمخاوفهما هما، ويجب أن يتعاملا معها بشكل فعال لكي لا ينقلاها لطفلهما. إذا لم يتمكن الأبوان من التعامل مع مخاوفهما قد ينقلاها إلى طفلهما، فخوف الأم من الظلام على سبيل المثال ونومها والنور مضاء قد ينتقل بسهولة إلى الطفل. إذا انتقل هذا الخوف للطفل، فيجب أن يتولى التعامل مع هذا الموقف الطرف الآخر الذي لا يعانى من ذلك الخوف.

Comments are disabled