صفراء حديثي الولادة
هناك احتمال كبير لإصابة الطفل حديث الولادة بصفراء حديثي الولادة. لا داعي للقلق, فهي حالة يمكن علاجها بسهولة وفعالية.
ما هي الصفراء؟
هناك نوعان من الصفراء: صفراء فيزيولوجية وصفراء مرضية.
الصفراء الفيزيولوجية:
تظهر عادةً في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، وهي شائعة بين الأطفال حديثي الولادة سواء الذكور أم الإناث. لا تعد الصفراء الفيزيولوجية لحديثي الولادة مرضاً لكنها حالة، يحتوى دم الطفل على نسبة كبيرة من البليروبين (وهي مادة تتكون نتيجة تكسير خلايا الدم الحمراء).
بشكل طبيعي يقوم الكبد بالتعامل مع البليروبين، ويتم التخلص منه عن طريق البراز. لكن كبد الطفل المولود حديثاً لا يكون قد نضج تماماً، وكثيراً ما لا يستطيع التعامل مع البليروبين بسرعة، لذلك تكون الصفراء الفيزيولوجية شائعة بين الأطفال حديثي الولادة. عندما يصل مستوى البليروبين إلى 16- 18 ملغ في كل ديسيلتر من الدم عادةً، يحتاج الطفل لعلاج.
ولأن كبد الأطفال المبتسرين أقل نضجاً، فإن هؤلاء يكونون عرضة أكثر لاحتمال الإصابة بهذه الحالة، لذا يجب متابعتهم بدقة. يحتاج الأطفال المبتسرين للعلاج عندما يصل مستوى البليروبين إلى 14 – 16ملغ/ديسيلتر.
أما الصفراء المرضية:
فهي نادرة وأخطر كثيراً حيث ترتفع نسبة البليروبين بشكل خطير (حوالي 25 ملغ/ ديسيلتر)، وقد يؤدى إلى تلف أو شلل في الدماغ، أو صمم، أو مشاكل في النمو.
ورغم أن صفراء حديثي الولادة عادةً لا تسبب قلقاً، وتصاب نسبة قليلة جداً من الأطفال بالصفراء المرضية، إلا أنه من المهم أن يتابع الأطباء جيداً الحالة وتعالج بشكل فعال لتجنب ارتفاع نسبة البليروبين.
ما هي أعراض صفراء حديثي الولادة؟
يجب أن يراقب الأبوان طفلهما جيداً بعد الولادة والعودة من المستشفى. (كثير من المستشفيات يطلب من الأم أن تعود بالطفل للكشف عليه بعد بضعة أيام من الولادة، ففي هذا الوقت تظهر فيه صفراء حديثي الولادة).
اصفرار لون الجلد هو أوضح العلامات لصفراء حديثي الولادة. يبدأ الاصفرار من الرأس حتى يصل إلى القدمين. كثيراً ما يظهر الاصفرار بشكل أكثر في بياض العين وتحت الأظافر. لاختبار وجود صفراء حديثي الولادة، اضغطي برفق بإصبعك على جلد طفلك ثم ارفعي إصبعك، إذا كان الجلد مصفراً، فاحتمال أن يكون طفلك مصاباً بصفراء حديثي الولادة.
من الأعراض الأخرى التي يجب أن تلاحظيها:
- عدم الرغبة في الأكل.
- انخفاض مستوى نشاط الطفل.
- إذا لاحظت أية أعراض، اتصلي بطبيب الأطفال على الفور. سيكشف الطبيب على طفلك، وسيطلب عمل تحليل دم لأنه أدق طريقة لمعرفة مستوى البليروبين.
ما هي طريقة العلاج؟
- سيضع الطبيب عدة عوامل في الاعتبار قبل تحديد نوع العلاج. رغم أن صفراء حديثي الولادة الخفيفة كثيراً ما تختفي من نفسها خلال أسبوع أو أسبوعين، إلا أنه يمكن علاجها في البيت بتعريض الطفل لأشعة الشمس.
- يجب أن تتوخي الحذر جيداً، وأن تتبعي تعليمات الطبيب بدقة حيث أن جلد الأطفال يمكـن أن يصاب بسهـولة شديدة بحروق الشمس.
- عرضي ذراعي الطفل وساقيه فقط لأشعة الشمس في الصباح الباكر لمدة 5 – 10 دقائق حيث تكون أشعة الشمس غير قوية. (إن تعريض الطفل للشمس مرتين، في كل مرة 5 دقائق، أفضل من تعريضه 10 دقائق في المرة الواحدة، حيث يحد ذلك من تعريض الطفل المستمر للشمس.) قد ترغبين في تغطية رأس الطفل بقبعة بيضاء لحماية رأسه من الشمس.
- إذا لم تنخفض نسبة البليروبين، فغالباً ما سيحتاج طفلك إلى علاج ضوئي، وهو استخدام مصباح فلورسنت معين تنبعث منه أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجات معين. العلاج الضوئي متاح في المستشفيات التي تحتوى على حضانات.
ولأن هذه الإضاءة قد تكون ضارة بعين الطفل، يجب تغطية عيني الطفل باستمرار. إن ضوء الفلورسنت العادي في البيت لا يفيد.
- من الضروري كذلك زيادة كمية السوائل للطفل، وقد ينصح بعض الأطباء بزيادة عدد الرضعات، وفي بعض الأحوال يطلبون من الأم التي ترضع طفلها رضاعة طبيعية وأن تضيف رضعات صناعية. الغلوكوز لا يعالج صفراء حديثي الولادة ويجب ألا يعطى للطفل المصاب.
- إذا استمرت صفراء حديثي الولادة رغم ذلك لمدة أطول، قد يعنى هذا أن الطفل يعانى من حالة أخرى يجب أن يتم تشخيصها. لكن في أغلب الحالات يقوم العلاج بحل المشكلة سريعاً وتستمتع الأم بمولدها الجديد.
معلومة مهمة:
هناك نوع نادر من صفراء حديثي الولادة يسمى “الصفراء المرتبطة بالرضاعة الطبيعية”، ويكون سببها حليب الثدي. عادةً تشخص هذه الحالة عن طريق إيقاف حليب الثدي لمدة 24 ساعة، واستخدام الحليب الصناعي بدلاً منه. إذا انخفضت الصفراء، فإن الطفل يعانى من الصفراء المرتبطة بالرضاعة الطبيعية. ينصح بعض الأطباء بأن تتوقف الأم عن الرضاعة الطبيعية، وتحل محلها الرضاعة بالحليب الصناعي إلى أن تختفي الصفراء.