الأم المتفرِّغة للبيت

كيف تستمتعين بأن تكوني أماً متفرغة؟

الأمومة عمل ممتع, ولكنه مرهق في الوقت نفسه، فهي تحتاج لكثير من الصبر والوقت والصلابة والمرونة.

في الوقت الذي تختار فيه بعض الأمهات أن يكنَّ أمهات عاملات، فإن أخريات يفضلن البقاء في البيت والتفرغ لتربية أطفالهن. إن قرار البقاء في البيت والتفرغ لتربية الأطفال ليس بالخطوة السهلة, خاصةً بالنسبة للزوجة العاملة، لكن أحياناً تتطلب إدارة البيت الكثير من الجهد والوقت حتى أن كثيراً من الأمهات يشعرن براحة أكبر بمنح كل وقتهن لأطفالهن. المهم هو أن تكوني سعيدة بما تفعلين، والأمر ليس دائماً واحداً بالنسبة لكل الأمهات. فبعض الأمهات يشعرن بعدم القدرة علي التأقلم مع مسألة البقاء في البيت والتفرغ لإدارة البيت ورعاية الأطفال فقط، وفي أحيان أخرى قد ينبع الشعور بعدم الراحة من الضغوط الاجتماعية، أو الأسرية، أو المادية. لكن هناك الكثير من الطرق للخروج من تلك المشكلة.

لماذا قد تشعر الأم المتفرغة بالاكتئاب؟

“إن التوقف عن العمل مع التخلي في نفس الوقت عن الاهتمامات هو السبب الرئيسي وراء شعور الأم المتفرغة بالحزن والاكتئاب. وأغلب الشكاوى الشائعة للأمهات المتفرغات تكون لها علاقة بالوحدة، والعزلة، والشعور بعدم تقدير الذات، فأغلبهن يشعرن بعدم التمتع بالاحترام والتقدير الكافيين من قبل المجتمع أو حتى من قبل أُسَرهن.

إن قرار الأم بالبقاء في البيت قد يهز تقديرها لذاتها وثقتها بنفسها، فهي تحسد الأمهات العاملات اللاتي يعملن خارج البيت, لأنها تعتقد أن وجودهن في عملهن يرفع من قيمتهن.

من مميزات عمل المرأة أنها لا تحتاج للتفكير في إجابة إذا ما سئلت: “ماذا تعملين؟” فهي لن تضيع وقتها في التفكير في نظرة الناس لها، فالأم المتفرغة تشعر أن هذا سؤال محرج.

يقول الأطباء إن أفضل طريقة للإجابة عن هذا السؤال هي أن تجيبي بكل فخر وثقة وتقولي: “أنا أم متفرغة.” فأنت لا تحتاجين للاعتذار أو التبرير أو الشرح، وبذكر عملك الذي تقومين به ببساطة وبشكل مباشر؛ فأنت تعكسين بذلك تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك. أنت تحتاجين لتذكير نفسك دائماً بأسباب اختيارك لكونك أماً متفرغة. يجب أن تكوني فخورة باختيارك، وبالتالي لا يهم حقاً عدم فهم بعض الناس أو عدم تقديرهم لاختيارك.

يؤدي التفرغ الكامل لمتطلبات البيت والأسرة أحياناً إلى شعور الأم بالوحدة والعزلة. فأنت تقومين كل يوم بنفس الأشياء وفي نفس المكان، ومع نفس الأشخاص. أي تعملين 24 ساعة, وإذا حدث وأخذت يوم أجازة، فغالباً يكون بسبب المرض. يوضح الأطباء أن الكثير من الأمهات المتفرغات يجعلن حياتهن تدور حول الأعمال المنزلية فقط, ويشعرن بإهمالهن لاهتماماتهن الشخصية. إن تعرضك للضغط النفسي بسبب الروتين الذي تمضين فيه ساعات طويلة قد يجعلك تفقدين الرغبة والطاقة لفعل أي شيء، ما قد يؤثر في النهاية على علاقتك بأطفالك.

هناك أمهات متفرغات أخريات قد لا يُضعْن كل وقتهن في الأعمال المنزلية, لكن في نفس الوقت لا يفعلن شيئاً مفيداً.

يوضح الأطباء أن الأم التي لا تطور اهتماماتها لا يستفيد منها أطفالها، وقد يعانون من عدم تقدير الذات، أو قد يكونون أكثر عرضة للـ”فوبيا” مثل الخوف من الأماكن المظلمة على سبيل المثال، وأيضاً عدم تمتعهم بمهارات اجتماعية جيدة. أنت اخترت أن تكوني أماً متفرغة لتمضي وقتاً أطول مع أطفالك، لكن في الواقع إن قيمة الوقت الذي تقضينه مع طفلك أهم من طوله.

إن اختيارك أن تكوني أماً متفرغة لا يعني أن تقومي طوال اليوم بأعمال منزلية، أو أن تهملي اهتماماتك الشخصية. حقيقة إن أطفالك هم أكثر من يحتاجون إليك لكن هم أيضاً يحتاجون لأن تكوني سعيدة.

كيف تكونين أماً متفرغة وسعيدة في نفس الوقت؟

للتمتع بالتوازن كأم متفرغة إليك الطرق الآتية للتغلب علي العزلة والوحدة:

  • احرصي على الاتصال بأمهات متفرغات أخريات، فهن أقرب إلى فهم احتياجاتك ومشاركتك إياها. إن حديثك لمدة 10 دقائق مع سيدة في مثل ظروفك قد يقلل من شعورك بالوحدة.
  • إذا كان لديك مولود جديد وتشعرين بالحزن لأنك لا تجدين وقتاً لنفسك، تذكري أن هذا وضع موقت، فخلال 5 سنوات سيكبر طفلك ويصبح أكثر اعتماداً على نفسه، وسيذهب إلى المدرسة, وبالتالي سيكون لديك وقت أكبر لنفسك.
  • تحدثي مع زوجك عن شعورك بالوحدة لكي يساعدك في التغلب عليها. فمن الممكن أن يبقى هو مع الأطفال لرعايتهم في الوقت الذي تخرجين أنت فيه لبعض التمشية أو التسوق.
  • اذهبي إلى دورات متخصصة لتعلم شيء لا تعرفينه، فذلك سيساعدك علي تنشيط ذهنك ومقابلة أشخاص جدد.
  • نظمي يومك. إذ يمكنك اختيار ساعتين فقط للقيام بالأعباء المنزلية، أو يمكنك تأجيل بعض الأمور التي يمكن تأجيلها لليوم التالي، فهذا سيسمح لك بعمل أشياء أخرى.
  • أوجدي هواية تستمتعين بها مثل القراءة، أو الاشتراك في نادٍ صحي، أو تعلم رياضة جديدة، أو تعلم الرسم على سبيل المثال.
  • إذا كنت أماً متفرغة، حاولي إيجاد وقت لنفسك كل يوم مهما كانت الظروف، يقول الأطباء “يجب أن يكون هناك وقت لك وحدك تفعلين به شيئاً يخصك.”
  • فكري بالقيام ببعض الأعمال الخيرية، فمساعدتك لمن هم أقل منك حظاً سيمكنك من القيام بعمل يحوز اهتمامك، وفي نفس الوقت يفيد الآخرين.
  • ادخلي على الإنترنت، فهناك الكثير من المواقع الخاصة بالأمهات، والتي تحتوي على معلومات عن الأمومة, ولكن اختاري المواقع الجيدة، كما يمكنك من خلال الإنترنت محادثة أمهات أخريات.
  • بعض الأمهات يشعرن بالذنب لإنفاق أية نقود على أنفسهن لأنها ليست نقوداً خاصة بهن، لكن تبعاً لما يقوله الأطباء “يجب ألا تشعري بالذنب”. إذا كانت الميزانية المالية لأسرتك تحتمل، اتفقي مع زوجك على أن تجعلي لنفسك راتباً. ليس من الضروري أن يكون راتباً كبيراً، لكن الفكرة نفسها مهمة. فبفعل ذلك بشكل منتظم، ستشعرين أنك تنفقين نقودك أنت دون الشعور بالذنب.
  • إذا كنت تفتقدين العمل، يمكنك التفكير في مشروع يمكن تنفيذه من البيت أو يمكنك إيجاد عمل لا يحتاج لوقت كبير تستطيعين القيام به من البيت. بالرغم من أنه لن يكون هناك اتصال كثير بينك وبين الآخرين، إلا أنك ستمضين وقتك في عمل أشياء تحبينها.

شعورك بالثقة في اختيارك هو ما يؤثر حقاً على نظرتك للأمور. فأكثر الأمهات المتفرغات شعوراً بالرضا هن اللاتي يؤمنَّ أن ما يفعلن هو الأفضل. لا أحد ينكر أن عمل المرأة يحسن من تقديرها لذاتها، ولكنك كأم متفرغة يمكن أن يكون لديك نفس الشعور. وتذكري دائماً أن شعور أسرتك بالسعادة مرتبط بشكل مباشر بشعورك أنت بالسعادة.

Comments are disabled