الطفل العنيد

إذا كنت تشعرين أن هناك صراعاً دائماً بين رغباتك ورغبات طفلك، إليك النصائح التالية:

إذا كنت في زيارة إحدى صديقاتك لتشربي معها فنجان قهوة, وطفلك يلعب مع طفلها في أمان. بعد قليل تنظرين في ساعتك وتجدين أن الوقت قد حان للرحيل، وما إن أعلنت ذلك أمام طفلك، حتى رفض بشدة الرحيل وانفجر في نوبة من الغضب، وأخذ يتوسل إليك في البقاء لبعض الوقت. أعطيته خمس دقائق أخرى، عندما مرت الدقلئق الخمس لاحظته يفعل نفس الشيء.

رغم أن معظمنا يمر بمواقف مشابهة مع أطفالنا, إذ يحدث صراع بين رغباتنا ورغباتهم، إلا أننا لا نتمتع جميعاً بمهارة التغلب على تلك المواقف. بالطبع نحن جميعاً نتمنى أن يتمتع أطفالنا بأخلاق طيبة, وأن يتعلموا الفرق بين الصواب والخطأ، لكن ليس ذلك سهلاً دائماً ، خاصةً إذا كان الطفل عنيداً ويقابل كل ما تقولينه بكلمة “لا”. لا شك أن التعامل مع الطفل العنيد شيء صعب، وأحياناً ينفد صبرك قبل أن ينفد صبره هو، لكن هناك طرقاً فعالة للتعامل مع العند، حتى يكون بيتك مكاناً هادئاً بدلاً من أن يصبح ميداناً للمعارك.

هل من الطبيعي أن يكون طفلي عنيداً بهذا الشكل؟

إن العند صفة طبيعية جداً في الأطفال. يقول الأطباء: “إن كل طفل عنيد إلى حد معين، لأنه من طبيعة الطفل أن يختبر البيئة المحيطة به لكي يعرف مداه. لكن الأطفال لا يعرفون حدودهم ومن مهمة الأبوين أن يضعا لهم هذه الحدود.”

“الطفل منذ صغر سنه يكتشف أنه شخصية مستقلة, وله القدرة الذاتية على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه، وكذلك القدرة على الاعتراض على أي شئ لا يعجبه. “يكون ذلك عندما يبدأ الطفل في اكتشاف العالم من حوله ويقابل كثيراً بعبارات مثل، “لا، لا تفعل ذلك” أو “لا تلمس هذا”. عندئذ يبدأ الطفل في الاعتراض ويحاول أن يفعل ما يريده بغض النظر عما يقوله أبويه. هنا يبدأ دور الأبوين في تهذيب طفلهما، فكلما كان ذلك مبكراً كلما كان أفضل.”

ما هو الحل؟

يوضح الأطباء: أن التربية الفعالة هي أفضل طريقة للتعامل مع العند ومنعه. ويؤكدوا أن أول قاعدة من قواعد التربية هي الثبات على المبدأ عند تعاملك مع الطفل. هذا يعنى أن تتفقي أنت وزوجك مسبقاً على ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به لطفلكما, وماذا تفعلان إذا تعدى الحدود الموضوعة له، فلا تقبلي شيئاً يرفضه زوجك والعكس صحيح. لا تتغاضى أيضاً عن شئ فعله طفلك اليوم ثم تعاقبينه على الفعل نفسه في اليوم التالي.

القاعدة الثانية هي أن تكوني هادئة ولكن حاسمة في نفس الوقت عندما يعند طفلك. إذا طبقت هذه القواعد فسيفهم طفلك حدوده جيداً.

إن إدخال روتيناً معيناً في حياة طفلك سيقلل من المواقف التي يحدث فيها الصدام بينكما, وسيساعده ذلك على معرفة ما هو متوقع منه.” إنها لفكرة جيدة أن تحددي موعداً للطعام، وموعداً للاستحمام، وكذلك للنوم، والأشياء الأخرى التي تعتبرينها هامة.

“يجب أن تضعي في اعتبارك أنه تماماً مثلما تتوقعين من طفلك اتباع النظام دون مساءلة, يجب أيضاً أن تسمحي له بمساحة من الحرية لاتخاذ القرارات الخاصة به.”

يجب أن يعلم الطفل أنه بإمكانه تكوين رأي, وأنه قادر على اتخاذ قرارات خاصة به, فذلك يمثل جانباً هاماً في نمو شخصيته. يكون ذلك بأن يقرر الأبوان الأمور القابلة للنقاش والأمور غير القابلة للنقاش. فعلى سبيل المثال، لن يضر السماح لطفلكما باختيار فيلم الكرتون الذي يريد مشاهدته, أو اختيار التيشيرت الذي يريد ارتدائها، فهذا سيعطيه شعوراً بإشباع رغبته في الاختيار. لكن إذا صمم طفلك على فعل شيء خطر, مثل اللعب بسكين، أو إذا أراد أن يفعل شيئاً لا يناسبك وأصر عليه, مثل زيارته لجدته في وقت يكون لديك الكثير من المشاغل في البيت، في هذه الحالة يكون القرار النهائي لك.

إلى أي مدى أكون حازمة؟

“يجب ألا يكون الأبوان متراخيين أكثر من اللازم أو حادين أكثر من اللازم، فالمبالغة في كلتا الحالتين ستؤدي إلى نتائج غير طيبة. فإذا قوبل كل ما يريده الطفل بالرفض دائماً دون إعطائه فرصة اتخاذ أي قرار، سيؤدي إلى عدم قدرته على اتخاذ أي قرار أو تكوين أي رأي، فتحكم الأبوين الدائم في الطفل، يحجم شخصيته. على الجانب الآخر، إذا لم يوجه الأبوان طفلهما, وتركاه يفعل ما يريد بصفة دائماً، أياً كان ما يريده، فستكون النتيجة, طفلاً منفلتاً ليس لكلام أبويه عليه أي تأثير.

إن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل الذي يصر على فعل شيء ترين أنه غير لائق تتضمن ثلاث خطوات:

  • أول خطوة هي أن تقولي لطفلك بهدوء وحسم أنه يجب التوقف عن ذلك السلوك, وأنك لا تريدينه أن يكرر هذا السلوك إذ أنك لا تقبلينه.
  • ثانياً، إذا لم يتوقف الطفل عن سلوكه، ذكريه أنك قد طلبت منه من قبل التوقف عما يفعله, وقولي له: إن لم يتوقف في الحال فسوف يعاقب.
  • وأخيرا,ً إذا استمر الطفل في ما يفعل بغض النظر عما قلته له، فيجب أن تقومي بمعاقبته حتى لو أغضبه ذلك.

يجب أن يعرف الطفل أنك تعنين ما تقولين، وأنه لن يستطيع تحت أي ظرف من الظروف الاستمرار في اتباع السلوك السيء. العقاب المناسب هو حرمان الطفل من شيء يحبه، مثل مشاهدة التليفزيون، أو الذهاب إلى النادي، لكن ليس من المناسب أبداً ضرب الطفل أو سبه بألفاظ جارحة.

من الطبيعي أن يحدث بينك وبين طفلك أحياناً تضارب في الرأي.

إن السر في التعامل مع عناد الطفل هو أن يتسم سلوكك معه بالهدوء والحسم والثبات في نفس الوقت.

Comments are disabled