الطفل المدلل

إن وجود طفل مدلل لا يعد مشكلة عرضية أو موقتة فقط, ولا هي “مرحلة وتنتهي”، فإذا لم تعيدي تشكيل سلوك الطفل المدلل, فسوف تعانين من سلوكه السيء مدى الحياة. إذ أنك ستعانين من سلوكه في فترة المراهقة لأنه غالباً سيكون سلوكه أسوأ، وعندما يكبر قد يجد صعوبة في التكيف مع أمور الحياة والناس لأنه يكون قد اعتاد أن يحصل على ما يريد عن طريق استخدام سلوكه السيء.

إن الطفل المدلل هو الذي يثور عندما لا تلبى احتياجاته ويرضخ أبواه لرغباته بغض النظر عن وجهات نظرهما. فعلى سبيل المثال، طفل ووالدته يسيران في السوبر ماركت. الطفل يريد بعض الحلوى, لكن والدته ترى أنه عليه الانتظار إلى ما بعد الغذاء. فيبكي الطفل ويدبدب بقدميه، ويلقى بنفسه على الأرض وهو ثائر. هنا تستسلم والدته وتعطى له الحلوى. الطفل لم يلتزم بالقواعد التي وضعتها والدته، وقد استسلمت هي لسلوكه السيء، فالطفل قد تعلم أنه يستطيع الحصول على ما يريد عن طريق السلوك السيء.

 كيف يقع الآباء في هذه المصيدة؟

الآباء يفسدون أطفالهم بدون قصد كالآتي:

  • عدم وضعهم قواعد محددة يتعايش بها الأطفال.
  • عدم الحرص على الالتزام بالقواعد.
  • عدم مكافأة الأطفال عندما يحسنون التصرف.

أخبرا الطفل مسبقاً:

يجب أن يعلم الأطفال دائماً ما الذي يتوقعونه منا, وما الذي نتوقعه نحن منهم. فبالمثال السابق, كان الأفضل أن تقول الأم للطفل: نحن ذاهبان الآن إلى السوبر ماركت، توجد هناك حلوى كثيرة، ولكننا لن نشترى أياً منها لأننا لم نتناول غذاءنا بعد. بعد ذلك سيتوقع هو ما سيحدث وسيعرف أيضاً أن عليه الانتظار إلى ما بعد الغذاء.

ضعا قواعد واحرصا على تطبيقها:

يشعر الطفل بالأمان في وجود روتين وقواعد معينة في حياته. إن القواعد يجب أن تكون منطقية ومناسبة لسن الطفل. وكلما كبر الطفل يجب أن تتغير القواعد أو تعدل لتناسب سنه. فإذا حدد الآباء أوقاتاً معينة للأكل، واللعب، والنوم، ستنتهي أغلب المشاجرات اليومية بينك وبين أطفالك. ويؤكد الأطباء على أن الثبات في وضع القواعد وتطبيقها هام جداً للحفاظ على السلوك الطيب لطفلك.

كافئا السلوك الجيد:

إن سلوك الأطفال الجيد يجب ألا يؤخذ على أنه أمر مسلم به، فكل مرة يحسن طفلك التصرف كافئيه وامدحيه، ولا تتجاهلي السلوك الجيد وكأنه شيء عادى ومتوقع. لو قال الطفل لأمه بالمثال السابق “حاضر يا ماما”, وانتظر إلى ما بعد الغذاء، فيجب أن تمدحه والدته على صبره.

يجب أن يجدد الأبوان في طريقة مدحهما لطفلهما، فلا تستخدما دائماً نفس ألفاظ وكلمات المدح لأنه بعد قليل ستبدو كلماتكما مكررة ولن يشعر طفلكما أنه يكافأ.

كونا أصحاب الفعل وليس رد الفعل:

على الأبوين أن يواجها السلوك السيء بشكل هادئ. فعلى سبيل المثال: “أنا أعرف أنك ترغب بشدة في شراء هذه اللعبة، لكننا لن نشترى لعباً اليوم بل سنشترى فقط بعض البقالة.” والأفضل ألا تصرخي أو تثوري كرد فعل لفعل طفلك أو تشبثه, لأنك بذلك تواجهين سلوك طفلك السيء بسلوك سيء مثله.

إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد كبر وأصبح مدللاً وأن الوقت قد فات لإصلاح ذلك. فثقي أنه يمكنك إعادة ضبط سلوك طفلك باستخدام النصائح السابقة وتكرارها باستمرار. قد يستغرق ذلك منك شهوراً وقد يصبح سلوك طفلك في البداية أسوأ من ذي قبل، ولكن النتائج التي ستحصدينها تستحق الجهد.

Comments are disabled