تربية طفل مهذب

إليك بعض الطرق التي تساعدك على غرس السلوك الجيد في طفلك:

عادةً ما يدلل الآباء أطفالهم في سنوات عمرهم الأولى، لكن يجب ألا ينسوا غرس الأخلاق الطيبة فيهم لأن إهمال هذا الجانب في السن الصغيرة قد يتسبب في مشاكل للطفل بعد ذلك.

إن الأخلاق هي مجموعة من القواعد تنظم سلوك الإنسان، وهى ضرورية للنمو الصحي للطفل, لأن الأخلاق تمنح الإنسان التحكم في النفس وكذلك تساعده على تهذيب طبيعته المندفعة.

الأخلاق تدفع الطفل إلى حسن التصرف عند القيام بالأنشطة المختلفة مثل الحديث، والأكل، والتعامل مع الآخرين. هذه القواعد تجعل الحياة أسهل للأطفال في أثناء محاولتهم بناء مهارات بدنية واجتماعية مختلفة، بدءاً من الاشتراك في الأنشطة الرياضية إلى القدرة على تكوين أصدقاء.

كيف توجهين سلوك طفلك؟

أولاً، من المهم أن تعرفي أن كل طفل يختلف عن الآخر، فلكل طفل إمكانياته وسرعته في التعلم، حتى أن الطفل الواحد قد تختلف ردة فعله لنفس الموضوع من يوم إلى آخر تبعاً لحالته النفسية. إن بعض الأطفال يستوعبون القواعد الأخلاقية بسهولة ويتمسكون بها، بينما قد يستغرق ذلك وقتاً أطول مع أطفال آخرين. التوائم أيضاً يكون لكل منها شخصيته المتفردة.

من الأساليب التي تساعد على توجيه سلوك الطفل هي أن يكون لديك الاستعداد لأن تشرحي لطفلك لماذا تريدينه أن يكون مهذباً. فكلما كبر طفلك وأصبح أكثر واعياً، تكون عبارة: “لأني قلت هذا،” مبرراً ضعيفاً جداً لإقناعه بما تطلبينه منه. فأن يفعل الطفل ما تطلبه أمه, فقط لأنها تقول ذلك, لا يصبح مبرراً كافياً له لأنه ليس سببا مقنعاًً. بدلاً من ذلك، حاولي أن تعرّفي أطفالك أنهم عندما يكونون مهذبين، تفخرين بهم, فالأطفال يحتاجون للاقتناع بأن السلوك الجيد سينال التقدير.

إن جزءاً من مسؤوليتنا كآباء, هو أن نعلم أطفالنا كيف يطلبون الأشياء بأسلوب مهذب. ويمكننا أن نفعل ذلك بأن نطلب دائماً من الطفل أن يقول “لو سمحت”، و”شكراً”. إذا نسي طفلك وقال “أنا أريد” دون استخدام “لو سمحت”، لا تعاقبيه أو تعنفيه، ولكن ببساطة لا تستجيبي لما يريد. مدرّسة أخرى تقول: إنها رفضت ذات مرة طلب طفلة  عندها في الصف بأن تشرب، فتساءلت الطفلة عن سبب رفض المدرسة قائلة: “لكن لماذا؟”. سألتها المدرّسة: “لماذا تظنين أنى أرفض؟” فتذكرت الطفلة سريعاً وقالت “لو سمحت”، فأجابتها المدرّسة: “شكراً، يمكنك الآن أن تشربي.” لقد حصلت الطفلة على ما أرادت وتلقت مدحاً أيضاً. من المهم أن يشعر الطفل أنه سينال القبول والتقدير إذا كان مهذباً في كل ما يقوله ويفعله.

وتقول إحدى المدرّسات لتلاميذها: إن الأخلاق الطيبة صديق لا نراه, يجعل أفراد أسرتنا وأصدقاءنا يفخرون بنا.

بالرغم من ذلك يجب أن نكون واقعيين في توقعاتنا, لأنه من الطبيعي أن ينسى الأطفال أحياناً أسلوبهم المهذب، وعلينا أن نذكرهم به يومياً. إن تكرار نفس الكلام للطفل من قبل الأهل, قد يبعث على مللهم أو غضبهم أحياناً, خاصة إذا كان طفلكما لا يستجيب لتوجيهاتكما، لذا فالصبر صفة هامة جداً, لابد وأن يتصف بها الأبوان عندما يرغبان في توجيه سلوك أطفالهمـا. حاولا ألا تعطيا للطفل انطباعاً بأنكما تعبتما من توجيهه للسلوك الجيد.

امدحي طفلك دائماً عندما يتصرف بطريقة مهذبة، أو عندما يقوم بمجهود لنيل رضائك. وإذا نسي السلوك السليم، حاولي البقاء هادئة وتحدثي معه على انفراد.

أياً كانت الأسباب، لا تجرحي طفلك أمام الآخرين سواء كانوا غرباء، أم مدرسين، أو حتى جده أو جدته. فإهانة الطفل أمام الآخرين يجعله يشعر بالأسف على نفسه, وهو ما قد ينمي فيه العنف ويجعله أكثر عنداً، فهذا الأسلوب تجاه الطفل هو العدو الأول عند تعليمه السلوك الجيد.

   وأخيراً، أنت أهم مصدر لتعليم طفلك. إذا كنت تتكلمين وتتصرفين بطريقة مهذبة مع كل الناس بمن فيهم طفلك، فإنه سيقلدك، لأنك أفضل قدوة له.

Comments are disabled