تربية طفل قارئ

كلما قرأت أكثر كلما عرفت أشياء أكثر, وكلما تعلمت أكثر، وبالتالي تحققين إنجازات أكثر. فالقراءة بذرة نحتاج لزرعها وتغذيتها في أنفسنا وفي أطفالنا.

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يتبعها الوالدان لتشجيع طفلهما على القراءة. يقول الأطباء: نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيداً في المدارس، ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة. فإن أهم الجوانب التي يجب أن توضع في الاعتبار عند تربية طفل قارئ هي زرع حب القراءة في نفسه.

كثير من الأمهات والآباء يشجعون أطفالهم على القراءة من خلال الأسلوب التقليدي وهو تحفيزهم بالجوائز. لكن الأطباء يحذِّرون: لا تبالغا في هذا الأسلوب لأن الجائزة ستصبح هي هدف الطفل وليس القراءة نفسها. يجب أن تتفهما أيضاً أن لكل طفل معدله الذي يسير به حتى يتمكن من القراءة، فتحلّيا بالصبر.

   إليكما بعض الإرشادات التي يمكنكما اتباعها لتشجيع طفلكما على الاستمتاع بالقراءة:

  1. الوقت ليس مبكراً!

تظهر البحوث أنه يمكنك القراءة لطفلك في أي سن، فالقراءة تساعد على تنمية المهارات الإدراكية عند الطفل بشكل كبير. وهناك العديد من الكتب المصنوعة من القماش والخامات المقاومة للماء، والتي تناسب الأطفال الصغار إلى جانب الكتب التي تصدر أصواتاً!

  1. احرصي على وجود مكتبة في بيتك:
  • اختاري ركناً مناسباً في بيتك وثبتي فيه مكتبة أو بعض الأرفف. واهتمي أنت وأطفالك بتزيينها وملئها بالكتب المناسبة. إن وجود مكان خاص بالقراءة في البيت يظهر للطفل أن الكتب لا تخص المدرسة أو الدراسة فقط, بل يبرز ذلك الجانب الممتع للقراءة وأهمية السعي للحصول على معلومات عن الموضوعات المختلفة.
  • تأكدي من اختيار مكان مريح، جيد الإضاءة، ويسمح باستيعاب كنبة أو مقعدين.
  1. خصصي أحد هذه الأرفف لطفلك وتأكدي من أن يكون الرف الخاص به في متناول يديه لكي يشعر بأنه مميز. إن سهولة الوصول للكتاب من أهم الطرق لتشجيع الصغار على القراءة.
  • اسمحي لطفلك بأن يكون له رف خاص في غرفته يضع عليه الكتب التي يحب قراءتها دائماً. فهذه طريقة للتعبير عن احترامك لخصوصياته واختياراته.
  • لا تنسي اختيار كتب المدرسة التي يمكنك إضافتها إلى المكتبة لأنك بهذه الطريقة تظهرين لطفلك فكرة أن التعلم متعة.

لا تقارني:

  • لا تقارني أبداً قدرة طفلك على القراءة بقدرات الأطفال الآخرين. فهذا خطأ فادح قد يؤثر سلبياً على تقدير طفلك لذاته كما قد يجعله عنيداً.
  • قوموا بزيارات مستمرة إلى المكتبات العامة ومحلات بيع الكتب:
  • أعطي لأطفالك فرصة التواجد في أماكن تحتوي على العديد من الكتب. إذا كنت تتسمين بحب المغامرة، خذيهم في رحلة إلى أي مكتبة في مدينة أخرى.
  • اغرسي في أطفالك حب شراء الكتب, واجعلي زيارة محلات بيع الكتب من الأنشطة التي تحرصون عليها.
  • اسمحي لأطفالك باختيار بعض الكتب بأنفسهم فهذا يضفي عليهم تجربة خصوصية, كما يعطيهم إحساساً بالملكية والمسؤولية تجاه هذه الكتب. إذ يقول الأطباء: إن تَعَود الطفل على جو محلات بيع الكتب يعطيه الإحساس بالمسؤولية والرغبة في الاختيار.
  • اختاري موضوعات لها علاقة بظروفكم, فوجود صلة بين القارئ وموضوع الكتاب الذي يقرؤه يبرز أهمية الكتب في حياتنا.
  1. ضعي في اعتبارك اهتمامات طفلك:

يجب ألا يتحكم الوالدان بشكل كبير في ما يقرؤه طفلهما, لأن ذلك سيعطيه شعوراً بأن القراءة واجب، لذا يجب أن يضع الوالدان في اعتبارهما اهتمامات طفلهما. فعلى سبيل المثال، اشتريا مجلات رياضية أكثر إذا كان طفلكما مهتماً بالرياضة، ويمكنكما أيضاً تشجيعه على قراءة كتب تاريخية عن الدورات الأوليمبية وكيف بدأت.

  1. أظهري لطفلك فائدة الكتب:

عندما تقرئين كتاباً مع طفلك أو عندما يكون في مرحلة التعود على القراءة، التي تحدث عادةً ما بين 4 إلى 7 سنوات، فمن المهم أن تظهري له الحكمة أو الموعظة التي تكمن وراء القصة. وهذا سيوضح للطفل أنه يمكن أن يتعلم من القصص أو الكتب التي يقرؤها.

يقول الأطباء: إن المناقشة هي وسيلة لحث الطفل على تكوين رأيه في كتاب ما، فكرهه لكتاب معين قد يتحول إلى حب عن طريق التحليل والتفكير المنطقي. ولتطبيق هذه الفكرة، اختاري كتاب وصفات أكل وقوما بطهي مأكولاتكما المفضلة, من سن 8 إلى 12 سنة، وشجعي طفلك على حل الكلمات المتقاطعة إلى جانب القراءة لزيادة حصيلته من المفردات اللغوية ولزيادة سرعته في القراءة.

  1. اقرءا معاً بصوت مرتفع:

لقد ثبت أن القراءة بصوت مرتفع من أحب الأنشطة لكل أفراد الأسرة، سواء الصغار أم الكبار, فالقراءة بصوت مرتفع ستعطي للطفل فرصة سماع النطق السليم للكلمات. لقد أثبتت البحوث كذلك أن القراءة اليومية مع الطفل، ولو لمدة 30 دقيقة فقط تزيد بشكل ملحوظ من قدرته على القراءة. اسمحي لطفلك بالتآلف مع شخصيات القصة من خلال تشخيصك لها وتقليد الأصوات.

  1. عند القراءة معاً، توقعي مقاطعة طفلك لك بالتعليقات والأسئلة. فكوني صبورة لأن أسئلة طفلك وتعليقاته هي ما يؤدي إلى إشراك طفلك في العملية الذهنية. وإذا وجدت أن طفلك بدأ يفقد اهتمامه بالقصة، حاولي جذب انتباهه بعمل تنبؤات عن سير القصة، وكيف كنتما تفضلان نهاية القصة، وضعا نهايات بديلة لها.
  2. لا تندهشي إذا طلب طفلك قراءة نفس القصة مرات ومرات، فهو أمر طبيعي يوضح مدى ارتباط الطفل بشخصيات القصة، ومدى إعجابه بالقصة نفسها. إذ يقول الأطباء: إن الأطفال يشعرون بالسعادة عندما يكونون على علم بالأحداث التالية في القصة.
  3. كوني قدوة إيجابية:

يجب أن تكوني قدوة إيجابية لكي تبثي في طفلك شيئاً هاماً جداً عن القراءة, وهو أن القراءة ليست واجباً. وهنا يوضح الأطباء: إن الطريقة التي تعرضين بها القراءة على طفلك تبقى معه. فالأمر بيدك أنت, أن توصلي لطفلك أن القراءة مهمة ومفيدة وممتعة أو أن توصلي له أن القراءة عبء ثقيل. إذ يؤكد خبراء التعليم أن الحماس للقراءة أمر معدٍ.

قدمي الكتب كهدايا:

إن تقديم الكتاب كهدية يظهر للطفل أن في الكتب من المتعة ما يجعلها صالحة لأن تكون هدية. قدمي لطفلك كتاباً ظريفاً كهدية واطلبي منه أن يختار واحداً لك.

  1. أي مكان يصلح للقراءة:

شجعي طفلك على اصطحاب كتاب معه أينما ذهب، حتى إلى الشاطئ. فالقراءة خلال إجازة الصيف تحسن مستوى قراءة الطفل خلال السنة الدراسية. يوضح الأطباء : إنه عندما ينمي الوالدان قدرة طفلهما على القراءة، فإن ذلك يحسن من أدائه على كل المستويات من تكوين الجمل، ومعرفته باللغة، والنطق الجيد.

  1. اصنعا علامات للكتب:

وجود علامة توضع في الكتاب لمعرفة المكان الذي توقف عنده القارئ يسمح للطفل بالتوقف عن القراءة في أي وقت يناسبه, ويجد بسهولة بعد ذلك المكان الذي توقف عنده.

ولعمل هذه العلامات، يمكنكما قص مجموعة من الورق المقوى بالألوان التي تفضلانها, ثم تقومان بتلوينها وزخرفتها، أو الكتابة عليها، أو لصق صور أو لصاقات عليها، فهي طريقة سهلة وممتعة لعمل علامات للكتب!

Comments are disabled