تشير البحوث إلى أن سلوك الأبوين يؤثر في أبنائهما أكثر من كلامهما. فكيف يمكنكما أن تكونا نموذجين إيجابيين يُقتدي بكما؟

أغلب الآباء يفعلون كل ما بوسعهم لكي يكونوا آباء مثاليين, ولا يدخرون جهداً لإسعاد أبنائهم, وتلبية كل احتياجاتهم بقدر المستطاع.

رغم أهمية وجودكما مع أطفالكما، إلا أن هذا لا يكفى، لكنه جزء من دور الأبوين. يجب أن يفكر الأبوان أكثر في ما يعلِّمانه لأطفالهما من خلال سلوكهما وتصرفاتهما, لأن الأطفال عادةً يتأثرون بسلوكيات آبائهم وأمهاتهم أكثر من تأثرهم بكلامهم. فالطفل يبدأ في الملاحظة والتعلم والاكتساب من والديه منذ الولادة. وغالباً لا يؤثر كلام الأبوين كثيراً في سلوك الطفل وتصرفاته, إن لم يكن الأبوان نفساهما يفعلان ما ينصحان به الطفل.

الأبوان هما المعلم الأول للطفل، فهل سيمثلان القدوة الحسنة التي يحتذي بها؟

الإنسان القدوة هو الشخص الذي ننظر إليه بتقدير، ونستلهم منه الأفكار الجيدة ونأخذ منه دافعاً. فعندما تكونان نموذجاً إيجابياً لطفلكما، ستساعدانه على الاختيارات المناسبة في حياته. الأطفال الذين لديهم أمثلة إيجابية في حياتهم, غالباً ما يتفوقون في دراستهم, ويتمتعون بتقديرهم لأنفسهم أكثر من غيرهم. فوجود أبوين إيجابيين في حياة الطفل يساعدانه على معرفة إمكانياته، ويرفعان من شعوره تجاه ذاته، كما يقويان ثقته بنفسه.

إليكما أربع طرق هامة لتكونا نموذجين إيجابيين لطفلكما:

• 1- كونا نموذجاً جيداً:

احرصا أن تكون ردود أفعالكما مناسبة. فإذا فقدتما أعصابكما سريعاً أو رفعتما صوتيكما، سيتعلم أطفالكما أن يفعلوا نفس الشيء، لذا حاولا أن تتحكما قدر الإمكان في ردود أفعالكما.

للأسف إن الآباء والأمهات لا يتصرفون دائماً بالشكل الأمثل, وأحياناً يفقدون السيطرة على أنفسهم. فإليك النصائح التالية:

• تجنبي الانفجار في أطفالك عندما يسيئون التصرف. واذهبي إلى غرفتك, اغلقي الباب وابقي بمفردك بضع دقائق. ستشعرين بتحسن بعد أن تلتقطي أنفاسك لبعض الوقت. في ما بعد عندما تهدئين، يمكنك التحدث معهم.

• استمعي لبعض الموسيقى كي تهدئي.
• جربى مع أطفالك ما لا يتوقعونه. حاولي مثلاً استخدام الدعابة حين تعطين لهم الأوامر أو التوجيهات، كما ستخفف إجاباتك المرحة لأطفالك من التوتر.
• أظهرا احترامكما للآخرين, وانتبها للألفاظ التي تستخدمانها والأسلوب الذي تتحدثان به.
• احترما أطفالكما, وتحدثا عن الآخرين بطريقة إيجابية أمامهم. إذا استخدمتما باستمرار عبارات مثل “لو سمحت” و”شكراً”، فسيتعلم أطفالكما استخدامها أيضاً.
• قوما بأعمال تطوعية. سيُعلم هذا أطفالكما أهمية العطاء ومساعدة الآخرين.
• خذا بعض الوقت لممارسة الرياضة والاسترخاء. فإذا حرصتما على ممارسة الرياضة بانتظام وتخصيص وقت للاسترخاء، فغالباً ما سيتعلم أطفالكما ذلك أيضاً.
• خصصا وقتاً للقراءة, سيعرف بذلك طفلكما أنها ممتعة, وأنها جزء هام من حياتكما. هذه طريقة فعّالة لكي تجعلا طفلكما يحب القراءة لأنه سيقلدكما.
  • 2- احرصا على الثبات في تصرفاتكما:
    • التزما بالقواعد التي تضعانها في البيت. فالأطفال يرتبكون عندما يقول والداهم في يوم ما “لا” على شيء معين ثم يقول “نعم” في اليوم التالي على نفس الشيء.
    • لا تفعلا ما تنهيا طفلكما عنه. فإذا قلتما لطفلكما إنكما لا توافقان على شيء يقوله أو يفعله, فيجب ألا تقولا أو تفعلا أنتما هذا الشيء. وعلى سبيل المثال، إذا قلتما لطفلكما إنه يجب ألا يضرب أصدقاءه أو يصرخ بأخيه أو أخته، ثم يقوم أحدكما بعد ذلك بضربه إذا أخطأ، فإن ذلك سيربكه.

عموماً، هذا الأسلوب لا يعلّم الأطفال شيئاً غير ردود الأفعال العنيفة وفقدان السيطرة على النفس.

3– تحدثا إلى أطفالكما عن مشاكلكما:

بمعنى إذا كان أحدكما يمر بوقت عصيب أو يواجه مشكلة ما، فليتحدث مع الطفلا عنها بصدق, بعد أن يضع في الاعتبار سن الطفل وقدرته على استيعاب أمور معينة. يجب أن يعرف الأطفال أن مثل هذه المشاكل أمر طبيعي في الحياة. ولا بأس إن عرف أطفالكما أنكما أخفقتما في أمر ما أو أنكما قد أخطأتما، فقد يسهل ذلك عليهم إخباركما عندما يخطئون هم أيضاً.

4-          استمتعا بعادات طعام صحية:

• اتبعا العادات الصحية السليمة في الأكل لأن الأطفال يتأثرون بالعادات، فحاولوا قدر استطاعتكما أن تتناولوا الطعام سوياً كأسرة.
• حاولا قدر الإمكان الالتزام بما تنصحان به أطفالكما, فبناء عادات الطعام الصحية قد يكون أمراً صعباً للغاية بالنسبة للطفل، إذا رأى أن تصرفات والديه متناقضة عما ينصحونه به.
• يجب أن تشجع الأم أطفالها على مشاركتها في تحضير الطعام, لأن ذكريات الأوقات السعيدة التي يمضيها أطفالك معك في أثناء تحضير الطعام واجتماع الأسرة على مائدة الطعام، هي من أولى التقاليد التي تحفر في ذاكرة الطفل وتبقى معه مدى الحياة.

إليك بعض العادات الجيدة التي يقتدي بها أطفالكما:

• لا تدعوا أي وجبة من الوجبات الثلاثة تفوتكم.
• قللوا قدر الإمكان من المأكولات الجاهزة.
• أكثروا من شرب الماء.
• تناولوا العصائر طازجة أو اللبن بدلاً من المشروبات الغازية.
• لا تلجؤوا للأكل كوسيلة للتخلص من الضغوط العصبية.