السمنة المفرطة عند الأطفال

السمنة المفرطة تعني أن يكون وزن الطفل أكثر من الوزن الطبيعي بالنسبة لعمره، وجنسه (بنت أم صبي)، وطوله. هناك عاملان رئيسيان وراء الإصابة بالسمنة المفرطة: العامل الأول هو أسلوب حياة الطفل مثل عادات أكله وعاداته الرياضية، والعامل الثاني هو الأسباب الطبية مثل عوامل الهرمونات أو العوامل الوراثية.

أسلوب حياة الطفل:

لا شك أن الغزو الكبير الذي حدث لحياتنا من الكمبيوتر، والإنترنت، والقنوات الفضائية، وألعاب الكمبيوتر قد أدى إلى تحول حياة الأطفال، وحتى حياة الشباب إلى أسلوب حياة يتسم بالجلوس أغلب الوقت. لقد تزايد تفضيل الناس للجلوس في البيت لمجرد مشاهدة التليفزيون أو اللعب على الكمبيوتر، عن قيامهم بأعمال تتطلب النشاط أو الحركة. إن عدم ممارسة الأطفال للرياضة بانتظام وميلهم للجلوس، سواء بسبب كسلهم أو بسبب نقص التشجيع والإرشاد من جانب آبائهم لممارسة الأنشطة البدنية، قد ينتج عنه أطفال غير أصحاء يعانون من سمنة مفرطة.

تلعب عادات أكل الطفل، وكذلك نوعية الأغذية التي يتناولها، دوراً في حدوث السمنة المفرطة. على سبيل المثال، أكل الطفل لكميات أكثر من اللازم من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من تناوله الأطعمة الصحية، أو أكل الطفل دون أن يجوع أو أكله في أثناء مشاهدة التليفزيون، أو عمل الواجبات المدرسية، كل ذلك يؤدى إلى السمنة المفرطة. كذلك فإن خدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل قد جعلت الأمر أسوأ، لأن ذلك شجع الأطفال على تناول الأطعمة الغير صحية.

إن المحصلة النهائية لتناول الأطعمة غير الصحية، وفي نفس الوقت أسلوب حياة الطفل التي تتسم بالكسل، هو زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل وقلة نسبة حرقها.

يضاف إلى ذلك الاعتقاد الخاطئ لدى كثير من الأمهات بأنهن كلما أطعمن أطفالهن أكثر كلما أصبحوا أكثر صحة.

العوامل الطبية:

هناك العديد من الأسباب وراء السمنة المفرطة في الأطفال. من الأسباب الرئيسية التي تؤدى إلى ذلك، نقص نشاط الغدة الدرقية، يصاحب السمنة في هذه الحالة تأخر في التسنين، وأرق، وخشونة في الجلد، بالإضافة إلى خشونة شعر الطفل.

فدتحدث السمنة المفرطة أيضاً نتيجة نشاط زائد لمركز معين في المخ، مسؤول عن تنظيم الشعور بالجوع والشبع، وهو ما يجعل الشخص يشعر بالجوع المستمر، والرغبة في الأكل.

ومن الأسباب الأخرى المسببة للسمنة المفرطة في الأطفال، الإفراز الزائد للكورتيزون من غدة موجودة أعلى الكلى، ويأتي الشك في أن الطفل مصاب بهذه الحالة عند تركز السمنة في الجزء العلوي من الجسم وفي الذراعين، ونحافة الساقين، بالإضافة إلى وجود خطوط حمراء على البطن. ومن الأسباب الأخرى أيضاً التي تسبب السمنة المفرطة الاستخدام الخاطئ للكورتيزون عند علاج بعض الأمراض.

أما بالنسبة للعامل الوراثي، فإنه يلعب دوراً، ولكنه دور غير رئيسي في الإصابة بالسمنة المفرطة.

المشاكل الصحية التي تنتج عن السمنة المفرطة:

سواء حدثت السمنة المفرطة نتيجة سبب طبي أم بسبب سلوكي، فإن السمنة المفرطة في الأطفال أمر يجب عدم التهاون فيه. والطفل الذي يعانى من سمنة مفرطة يكون أكثر عرضة لمشاكل صحية معينة مثل الربو، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. كما يُظهِر الأطفال الذين يعانون من سمنة مفرطة استعداداً للإصابة بنوع من السكري الذي يصيب الكبار. كذلك فإن اضطراب النوم نتيجة عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي واحد من المشاكل الأخرى التي قد يعانى منها هؤلاء الأطفال. وهناك حقيقة أخرى يجب التنبه لها، وهي أن الطفل الذي يعانى من سمنة مفرطة عادة،ً يعانى أيضاً من سمنة مفرطة عندما يكبر، وذلك لأن كمية الخلايا الدهنية التي تتكون في الطفولة لا تقل مع السن من حيث العدد، وعندئذ يكون هناك احتمال أكبر لتعرضه للمشاكل التي تصيب الكبار الذين يعانون من السمنة المفرطة.

المشاكل النفسية التي تنتج عن السمنة المفرطة:

تعتبَر الضغوط النفسية التي تواجه الطفل الذي يعانى من السمنة المفرطة أيضاً مشكلة، وهي كثيراً ما تتضمن سخرية زملائه منه. وهؤلاء الأطفال يكونون دائماً في حالة اختبار، سواء في المدرسة أم في النوادي، حيث يطلب منهم ممارسة رياضات وألعاب ليست لديهم اللياقة لممارستها. كذلك هناك العديد من المواقف الأخرى التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال، وتشعرهم أن بهم خطأ ما، على سبيل المثال عندما يخرجون لشراء ملابس ولا يجدون مقاسهم… الخ. كآباء وأمهات يجب أن تقوموا بمساندة أطفالكم معنوياً، وفي نفس الوقت تشجعونهم على أن يكونوا أكثر صحة. وإليكم بعض الاقتراحات:

  • تأكدا من أن طفلكما يعرف ويعي تماماً أنه محبوب ومقبول بغض النظر عن وزنه، هذا هام للغاية بالنسبة لتقديره لذاته وثقته بنفسه.
  • استمعا إلى ما يضايق طفلكما بخصوص وزنه، فقد يحتاج لأن يتحدث معكما عن شيء حدث له في المدرسة، مثل أن يكون قد سخر منه أحد زملائه بسبب وزنه. في مثل هذه الحالات سيحتاج الطفل للتحدث مع شخص يحبه ويفهم مشكلته.
  • تكلما مع طفلكما بصراحة وبشكل مباشر عن وزنه دون إصدار أحكام. لا تخافا من مواجهة مشكلة طفلكما، فبفتح الموضوع ستستطيعان في النهاية معرفة مشاعر طفلكما تجاه نفسه ويمكنكما إيجاد حلول معاً.
  • من كل النواحي، ليست السمنة في مرحلة حرجة من مراحل العمر مثل مرحلة الطفولة ميزة كما يعتقد البعض. إذا كان لديكما شك في أن طفلكما يعانى من سمنة مفرطة ولكن لستما متأكدين، فمن الأفضل اللجوء لاستشارة أخصائي. غالباً سيقوم الطبيب بحساب نسبة طول الطفل إلى وزنه، ثم يُجري بعد ذلك مقارنة النتيجة بجدول النمو – في الجزء الخاص بعمر طفلك وجنسه – وذلك لكي يحدد درجة السمنة إن وجدت. بعد ذلك يتم عمل بعض الفحوص لتحديد سبب السمنة، ثم يقوم الطبيب بوصف خطة تغذية معينة للطفل. في كل الحالات حتى لو لم يكن طفلك سميناً، يجب أن تكون من أولى أولوياتكم أن يكون نظامكم الغذائي متوازناً.

طرق لتجنب الإصابة بالسمنة المفرطة والحفاظ على التغذية السليمة:

  • شجعا طفلكما على ممارسة الرياضة بانتظام.
  • خذا طفلكما بانتظام إلى النادي أو إلى أي حديقة عامة حيث يستطيع اللعب والجري بحرية مع بقية الأطفال.
  • ضعا حدوداً حاسمة بالنسبة للوقت الذي يقضيه طفلكما يومياً أمام التليفزيون أو الكمبيوتر أو في اللعب بألعاب الفيديو.
  • اشركا أطفالكما في التخطيط للوجبات وفي التسوق عند شراء المواد الغذائية. انتهزا هذه الفرصة وعلماهم كيفية اختيار الغذاء الصحي.
  • تناولوا وجباتكم مجتمعين سوياً على مائدة الطعام بقدر الإمكان.
  • تجنبوا الأكل أمام التليفزيون.
  • تناولوا الوجبات الخفيفة الصحية مثل الفواكه والخضر الطازجة، العصائر الطازجة، الزبادي، الجبنة القليلة الدسم، فتناول هذه المأكولات أفضل من تناول السكاكر والشوكولا.

لا تستخدمي الطعام كمكافأة أو كعقاب. أحياناً تستخدم الأمهات السكاكر كوسيلة لمكافأة الأطفال، وهذا يجعل الأطفال يعشقونه أكثر.

Comments are disabled