الطفل يتعلم المشي

سعادة الأبوين وهما يشاهدان طفلهما ينمو خلال السنوات الأولى من عمره لا تضاهيها سعادة، سيشعران بالدهشة عندما يشاهدان التغيرات البدنية التي تحدث له خلال تلك المرحلة. وتعلم الطفل المشي من أهم علامات نموه. اقرئى كيف تشجعين طفلك على تعلم المشي ولمعرفة بعض الأشياء التي يجب أن تتجنبيها.

إن متوسط العمر الذي يمشى عنده الطفل هو 12 شهراً، وهناك بعض الأطفال الذين يستطيعون المشي في الشهر التاسع، وهناك أطفال طبيعيون تماماً يمشون في عمر 18 شهراً. إذا لاحظت أن طفلك تأخر في المشي بشكل ملحوظ، استشيري الطبيب.

طرق لتشجيع الطفل على المشي:

يمكنك تشجيع طفلك على المشي بالوقوف أو الجلوس على ركبتيك أمامه ومد يديك له أو الإمساك بيديه الاثنتين وتشجيعه على المشي ناحيتك. يمكن أيضاً أن يجلس الأبوان في مواجهة بعضهما البعض ويقوم الطفل بالمشي عدة خطوات بينهما. يجب ألا تبدئي في إلباس طفلك حذاء إلا إذا كان يمشى خارج البيت، أو إذا كان يمشى على أسطح خشنة أو باردة باستمرار. إن بقاء الطفل حافياً سيساعد على تحسين التوازن والتوافق لديه.

حاولي قدر الإمكان إخفاء أي توتر قد تشعرين به عندما يبدأ طفلك في المشي. لأن الأطفال الرضع والأطفال الأكبر سناً يشعرون بقلق أمهاتهم وآبائهم مما قد يؤثر سلباً على ثقتهم بأنفسهم. فإذا شعر الطفل بالخوف من أن أداءه لا يسعد أبويه، قد ينسحب من المحاولة لأنها مشحونة بالتوتر. تذكرا أيضاً أن تمنحا طفلكما بعض الحنان والعطف بعد الوقوع المتكرر الذي لا مفر منه.

أمِّني بيتك:

خلال هذه المرحلة، يعشق الطفل التعلم والاكتشاف، لكن من السهل حدوث مشاكل. يُنصَح الوالدان بالسماح للطفل بالتحرك بحرية في مكان واسع، وآمن لكي يعطياه الفرصة للاكتشاف وتقوية العضلات الخاصة بالمشي والجري. يمكنكما عمل ذلك بإبعاد الطاولات الزجاجية والنباتات، وكل الأشياء التي قد تضر الطفل أو تؤذيه، عن متناول يديه. وذلك ينطبق على البيت أو أي مكان آخر يمضى فيه الطفل وقتاً طويلاً. عندما يبدأ الطفل التجول في البيت (حتى لو كان لا يزال يستند على قطع الأثاث)، احذري من هذه الأشياء حتى لو بدت غير ضارة: الماء (سواء كان في كوب، أم على الأرض، أم في البانيو)، السطول، المسّاحات، التواليت إذا كان مفتوحاً، البانيو، السلالم، والأركان والحواف الحادة والطاولات.
احذري الأحذية:

توضح البحوث أن الأحذية تؤخر مشى الأطفال. والمشكلة أن الطفل في الحذاء لا يحتاج لأن يوازن أو يدعم وزنه، لذلك يكون من الصعب عليه أكثر من غيره من الأطفال الوصول إلى التوافق اللازم لعملية المشي. كما لا يرى الطفل وهو جالس بالحذاء قدميه، وبذلك يفقد التصحيح البصري الهام لتعلم التحكم في ساقيه. وتوضح هذه البحوث أيضاً أن الأحذية تقلل رغبة الأطفال في المشي لأنها تمنحهم بديلاً أسهل، وتقوى الأجزاء السفلية من الساق بينما الأجزاء العلوية من الساق والأرداف الهامان لعملية المشي يصبحان أضعف نسبياًً.

الأطفال الذين يستخدمون أحذية يكونون أكثر عرضة للحوادث من غيرهم. وقد تنقلب هذه الأحذية إذا اصطدمت بأي لعبة أو حافة سجادة.

السيقان المقوسة:

عندما يقف الطفل، إذا كانت قدماه وكعبا القدمين ملتصقين، والركبتان متباعدتين عن بعضهما البعض، دل ذلك على وجود تقوس بالساقين. بالنسبة لبعض الأطفال سواء الذين مشوا مبكراً أم الذين تأخروا في المشي، تبدو سيقانهم مقوسة أو ركبهم قريبة من بعض في الشهور الأولى من تعلم المشي. أحد الأسباب التي قد تؤدى إلى ولادة طفل مقوس الساقين هي وضعه في رحم أمه عندما كان جنيناً.

المشكلة عادةً تنتهي وحدها بمرور الزمن، ويحدث ذلك عادةً عندما يبدأ الطفل المشي وتحتمل ساقاه وزنه (في الشهر الثاني عشر إلى الشهر الثامن عشر تقريباً). ويبدأ التقوس في الاختفاء في السنة الثالثة من عمر الطفل.

أما إذا كان التقوس حاداً فقد يكون ذلك علامة على لين في العظام، وهى حالة تنتج عن نقص فيتامين “د”. عندئذ ينصح بالتعرض للشمس لتجنب لين العظام.

إذا استمر التقوس، ولو بشكل بسيط، أو إذا ساءت حالة الطفل بعد عمر 3 سنوات، أو إذا كان التقوس شديداً، يجب اللجوء إلى الطبيب، الذي قد ينصح بارتداء الطفل لحذاء طبي خاص يعمل على لف القدم إلى الخارج، رغم أنه لم يتضح حتى الآن مدى تأثير هذه الأحذية، وفي بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي.

Comments are disabled