التوائم

إن استقبال طفل جديد يعني عادةً تغييراً في روتين حياة الأم والأب، فما بالك لو كنت تستقبلين طفلين معاً، بالطبع سيمثل ذلك تحدياً مضاعفاً! هناك على كل حال بعض الأعمال التي يمكن أن تقوم بها الحامل بتوأمين لكي تسهل على نفسها الأمور في ما بعد، والتخطيط المسبق أحد هذه الأعمال. مجلة الأم والطفل تمنحك النصائح الآتية عند التخطيط لاستقبال توأمين:

أغلب الأمهات اللاتي لديهن توائم في سن المدرسة يرين أن الحياة كانت من الممكن أن تكون أسهل في الأيام الأولى بعد الولادة إذا كن قد توقعن الأمور على حقيقتها، وخططن لها مسبقاً.

يجب أن تقوم الأم ببعض التخطيط مسبقاً، فإذا لم تكوني قد خططت لذلك بعد، اختلي بنفسك بعض الوقت ودوِّني كل الأشياء التي تحتاج إلى تعديل في أسلوب حياتك، لكي تلائم الضيفين الجديدين.

الأمر لا يتوقف فقط على أن يكون لديك ما يكفي من الأمور (رغم أن تجهيز كل الاحتجاجات اللازمة أمر هام)، لكن الأهم هو تحديد أولوياتك، وكيف ستسير الأمور بعد أن تستقبلي توأميك.

نحن عادةً ـ في بلادنا ـ لا نستعد لما هو قادم إلا في آخر لحظة. ورغم أن هناك الكثير من الأمور التي لا يمكن التخطيط لها إلا أن التنظيم سيساعدك كثيراً.

إليك بعض الأمور التي يمكنك وضعها في الاعتبار:

سرير واحد أم اثنين؟

سواء اخترت شراء سرير واحد أو اثنين، غالباً ما ستجدين نفسك في البداية تضعين الطفلين في سرير واحد. كثير من الأمهات يفضلن وضع التوائم معاً في سرير واحد، موازياً لسريرهن لتسهيل عملية الرضاعة الليلية. بالإضافة إلي أن الكتب المتخصصة في الموضوعات الخاصة بالتوائم تقول أن وضع التوأمين معاً في سرير واحد خلال الشهور الأولى يجعلهما يشعران بالأمان أكثر. تذكري أيضاً أن حجم التوائم عادةً يكون أقل من حجم الأطفال العاديين، ولن يحتاجا لمساحة السريرين في البداية. لكن ضعي في اعتبارك أن حجم التوأمين سيزيد، وأن التوائم ليسوا دائماً بنفس الطباع، فقد لا يهدأ أحد التوأمين طوال الليل، بينما يحب الآخر النوم في هدوء.

اشترت إحدى السيدات سريرين لتوأميها، لكن في الشهور الأولى كانت تضع التوأمين معاً في سرير واحد، لأن حجمهما كان صغيراً للغاية. وعندما أصبح عمر التوأمين ستة أشهر أو سبعة، أصبحت كل منهما تنام في سرير منفصل عندما ترغبان هما في ذلك، لكن أحياناً كانتا تفضلان النوم معاً في سرير واحد.

المساحة أيضاً عامل مهم، فإذا كان لديك أطفال أكبر ولا مكان لسريرين من أجل التوأمين، يمكنك حينئذ الاكتفاء بسرير واحد حتى يكبر التوأمان، ويستطيعا النوم في سرير عادي ذي سور لحمايتهما. الأسرَّة التي تتكون من دورين أو الأسرَّة العريضة تحل مشكلة المساحة إذا كانت مساحة البيت لا تسمح بأن يكون لكل طفل غرفة مستقلة.

أماكن التخزين

الأطفال يحتاجون لكثير من الأشياء، وبالطبع إذا كان هناك أكثر من طفل يجب أن تعرفي أين ستضعين كل هذه الأشياء. الأرفف حيث يمكنك وضع كل مستلزمات التغيير لطفلك مثل الحفاضات، الفوط، الكريمات، والغيارات الداخلية تسهل علىك أخذ ما تحتاجينه من هذه الأشياء، لكن إذا لم تكوني حريصة، يمكن أن تصبح هذه الأرفف فوضى. بعد أن تستقبلي توأميك، يمكنك أن تعرفي بالتقريب عدد المرات التي يحتاجين فيها للتغيير، وبالتالي يمكنك تجهيز كل احتياجاتهما اليومية على الأرفف، مع ترك بقية الأشياء في الدولاب المغلق بعيداً عن النظر. في نهاية كل يوم، جهزي احتياجات الطفلين لليوم التالي حتى لا تضطرين للجري هنا وهناك للبحث عما تحتاجينه وتتركين طفلك عارياً.

اطلبي المساعدة:

اكتبي قائمة بأسماء الناس الذين يمكنك أن تطلبي منهم المساعدة. سواء كانت هذه هي المرة الأولى التي تنجبين فيها، وحتى إذا كنت قد أنجبت من قبل ولديك خبرة، ستجدين أن التوائم لهم متطلبات أكثر، وستحتاجين للمساعدة. في الأسابيع الأولى ستحتاجين لوجود أحد معك طوال الوقت، وكثير من الأمهات اللاتي لا يفضِّلن وجود شغالة مقيمة، سيجدن أن ذلك قد أصبح أمراً ضرورياً بعد استقبال التوائم. إذا كانت ظروفك لا تسمح بإقامة أحد معك، أو إذا كنت لا تحبين ذلك، حأولى إيجاد شخص يباشر الأعباء المنزلية في الأيام الأولى من وصول التوأمين، إذ يجب ألا تنشغلي في هذا الوقت بأمور مثل الطهي، والتسوق، أو الأعمال المنزلية.

مسئولية الأخوة:

إذا كان لديك أطفال آخرون، يجب أن تعرفي من سيرعاهم عندما تكونين منشغلة بالتوأمين، لذا يكون هذا وقتاً مناسباً لإشراك زوجك في رعاية الأطفال. إذا كان لديك طفل وتعتقدين أنه في سن مناسبة للذهاب إلي الحضانة، من الممكن أن تحأولى إيجاد حضانة يذهب للعب فيها لبضع ساعات كل يوم. من الأفضل أن يلتحق طفلك بالحضانة ويستقر فيها قبل ثلاثة الأشهر الأخيرة من الحمل، ولا تتركي هذا الأمر حتى آخر لحظة، لأن طفلك سيحتاج لبعض الوقت حتى يتواءم مع جو الحضانة الجديد، ولأن أغلب التوائم يولدون قبل موعدهم، لن يكون لديك الوقت أو الطاقة لمساعدته على تخطي هذه الفترة الانتقالية في حياته إذا انتظرت حتى آخر لحظة.

سواء اخترت إدخال طفلك حضانة أو إرساله لقضاء بعض الوقت عند بعض أقاربه، كوني حريصة على مشاعره. إن أسوأ ما قد يشعر به الطفل هو أن بيته وطفولته قد سلبهما منه هذان الغريبان! يمكنك أيضاً إشراك طفلك الأكبر سناً في رعاية المولودين الجديدين. تذكري أنك تحتاجين لكل المساعدة في رعاية توأميك، فلا مانع من تقبل مساعدة طفلك في بعض الأمور، مثل مساعدتك في تحضير أدوات الحمام، أو مناولتك الحفاضة في أثناء التغيير للتوأمين.

رضاعة طبيعية أم اصطناعية؟

لا يمكنك تقرير ذلك إلا بعد الولادة، لكن يمكنك التفكير على الأقل في ما تنوين عمله. رغم أنه من المفيد مناقشة هذا الأمر مع متخصص أو مع أمهات أخريات، إلا أنك أنت التي تستطيعين تقييم ظروفك وتقرير هذا الأمر. تعرَّفي على أهمية الرضاعة الطبيعية ثم اتبعي غريزتك. كثير من الأمهات لا يعرفن أن الحليب قد يكفي الطفلين، ولذا ينصرفن عن الرضاعة الطبيعية من البداية. رغم أن إرضاع توأمين قد يبدو غريباً ويحتاج إلى مهارة، إلا أنك إذا عرفت كيف تتعاملين مع طفليك، سيمكنك التحكم في هذا الأمر وإرضاعهما معاً. التدريب على إرضاع التوأمين قبل الولادة باستخدام عروستين قد يفيدك.

جربي الآتي: اخلعي ناحيتي حمالة الصدر الخاصة بالرضاعة لكي ينكشف ثدياك، ثم أمسكي بإحدى الطفلتين وضعي جسمها تحت ذراعك بحيث يكون رأسها مقابلاً لثديك، وبقية جسمها بمواجهة ظهرك، وافعلى نفس الشيء مع الطفلة الأخرى في الجانب الآخر. إن وضع بعض الوسائد على ركبتيك سيساعد عل سند رأس الطفلين وتقريب فميهما من الحلمتين بأقل جهد.

الأمهات اللاتي يرغبن في إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية دون الاستعانة بلبن صناعي يجب أن يحصلن على بعض المساندة المعنوية من الأزواج والأهل.

ليست كل امرأة على استعداد للتضحية بكل الوقت والجهد من أجل الرضاعة الطبيعية، لكن لنتصور مدي الفخر الذي تشعر به الأم عندما يصل توأماها إلي عمر خمسة أشهر ولم يتذوقا أي شيء غير حليبها.

إذا قررت أن ترضعي أطفالك رضاعة طبيعية، يجب أن تتذكري أنه التزام قوي، واسألي نفسك إن كانت مسؤولياتك ستعطيك الفرصة لإعطاء كل وقتك وجهدك من أجل الوفاء بهذا الالتزام. رغم أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل ما يمكنك تقديمه لأطفالك الصغار، إلا أن ذلك يعني عدم قدرة أي شخص آخر على مساعدتك في إطعامهم إلا إذا كنت تعصرين كمية من الحليب تكفي الطفلين. إذا كنت على سبيل المثال تديرين عملاً خاصاً وتضطرين للسفر كثيراً، ففي الغالب لا تكون الرضاعة الطبيعية مناسبة لك.

الحامل بتوأمين تكون قلقة بخصوص الرضعات الليلية لكن بمجرد وضع روتين معين تسير الأمور على ما يرام. من الصعب التخطيط مسبقاً لمسألة الرضعات الليلية لأن الأطفال – حتى التوائم المتطابقة – يكون لكل منهم شخصيته المختلفة عن الآخر.

إذا اخترت الرضاعة الصناعية، يجب أن تعلمي أن لها مشاكلها أيضاً، فالحليب الصناعي له ثمنه، لذا يجب أن تضعي ذلك في الاعتبار. كما ستحتاجين دائماً لتحضير ببرونات معقمة، فليس هناك أسوأ من أن تجدي توأميك يصرخان من الجوع وليس هناك أي ببرونة معقمة!

قمنا من قبل بتقديم نصائح مفيدة للسيدة الحامل بتوأمين لكي تضعها في الاعتبار قبل استقبالها لمولوديها، وبعد استقبال التوأمين قطعاً ستحتاج الأم لنصائح أكثر. اقرئي للحصول على نصائح أكثر وأكثر:

ماذا لو كان توأميَّ مبتسرين؟

من الشائع جداً أن تولد التوائم قبل موعدها، وقد يحتاج بعضهم للبقاء في المستشفى في الحضّانة. إذا كان توأماك يحتاجان للبقاء في الحضانة، استغلي هذا الوقت للاستشفاء والراحة بعد الولادة، حتى تستعيدي قوتك وتكوني مستعدة لاستقبال توأميك عند العودة إلى البيت. هذا أمر ضروري بشكل خاص إذا كانت ولادتك قيصرية. وإذا كنت حريصة على إرضاع توأميك رضاعة طبيعية ولكن ليس في إمكانك ذلك بعد، سيكون علىك زيارة المستشفى لعصر كمية كافية من الحليب (تذكري أن تعصري ثدييك بانتظام لكي لا يحتقنا). رغم أن الأطفال المبتسرين ذوي الحجم الضئيل للغاية تتم تغذيتهم في الحضانة عن طريق أنبوبة، إلا أن الأم قد تستطيع عصر بعض الحليب لهما. اسألي مسبقاً في المستشفى – من الأفضل قبل الولادة – عن الإمكانيات المتاحة لديها لمساعدتك على عصر الحليب وهل فريق العمل بالمستشفى على استعداد لتقديم المساعدة لك بهذا الشأن.

التنظيم ثم التنظيم::

بعد عودة طفليك إلي البيت، قد تبدو الحياة فوضى في الأيام القليلة الأولى، ولكن سريعاً ما ستعتادين على نظام معين، وتصبح الأمور أسهل. في البداية لن تستطيعي التخطيط لأي شيء لأن الأمر ليس بيدك، بل كل شيء يكون مترتباً على ظروف التوأمين، لكن ملاحظتك لمواعيد رضعاتك وتغييرك للتوأمين سيساعد على خلق نظام معين. قومي بلصق ورقة بجوار فراشك عليها اسما الطفلين، وضعي علامة صح تحت اسم الطفل الذي أرضعته، وغيرت له مؤخراً، واكتبي أيضاً متى قمت بذلك. سيساعدك ذلك على الشعور بأن الأمور تحت سيطرتك، كما ستنبهك إذا ما كان أحد الطفلين لا يرضع بشكل كاف.

أحياناً، عندما تستيقظين من النوم وأنت تترنحين ولا تكادين ترين أمامك، وتكونين أقرب إلي النوم من الاستيقاظ قد يصعب عليك تحديد مَن مِن الطفلين تحملين، لهذا من الأفضل وضع علامة لتمييز الطفلين مثل سوار، كالذي يوضع على يد الطفل عند ولادته في المستشفى.

من المفيد أيضاً أن تتأكدي من توفر كل احتجاجات التوأمين، راجعي كل المستلزمات ولا تنتظري حتى تستهلكي كل المستلزمات لديك. أياً كانت الحال لا تعتمدي على ذاكرتك، لأنك في وسط زحمة الانشغال والأعباء المطلوبة منك، حتماً ستنسين بعض الأشياء.

كيف تُحَمِّمين طفليك في وقت واحد؟

الإجابة هي أنك غالباً لن تفعلي ذلك، على الأقل ليس قبل أن يكبر طفلاك ويستطيعان الجلوس في البانيو (عند عمر ستة أشهر تقريباً). أغلب أمهات التوائم لا يتجرَّأن على أن تحمّمن أطفالهن، إلا بوجود شخص آخر يرعى أحد التوأمين، حتى تنتهي هي من حمام الآخر. إذا كنت أمّاً جديدة، قد تحتاجين لمساعدة أحد لكي تتمكنا من التحكم بالطفل المولود حديثاً في أثناء الحمام. في بعض المستشفيات، تقوم الممرضات بتعليم الأم كيفية تحميم الطفل. اسألي في المستشفى التي ستلدين فيه إن كانت هذه الخدمة متاحة. رغم أنه من الناحية العملية، من الأسهل أن يأخذ الطفل حمامه في الحمام، إلا أن كثيراً من الأمهات يفضلن ملء البانيو البلاستيكي، وإجراء ذلك في غرفة النوم خاصةً في الشتاء.

إذا مرض أحد الطفلين، هل يجب عزله عن الآخر؟

يمضي التوأمان وقتاً طويلاً معاً، لذلك إذا مرض أحدهما غالباً ما تنتقل العدوى إلى الآخر. أحياناً، وحتى لو فُصِل الطفلان، فإن الطفل السليم يمرض في كل الأحوال، لذلك ربما لا يكون هناك داع لفصلهما من البداية.

وبالرغم من وجود بعض الأمراض التي قد ينطبق عليها هذا الرأي، مثل الجديري المائي الذي تمتد فترة حضانته إلي 21 يوماً تقريباً، لذا بعد أن تظهر الأعراض على أحد الطفلين، غالباً ما يعقبه أخوه وتبدأ الأعراض في الظهور عليه – لكن بالنسبة لكثير من الأمراض، يمكنك منع العدوى عن الطفل السليم، فافعلى كل ما بوسعك، على سبيل المثال، حتى وضع التوأمين في غرفتين منفصلتين في أثناء الليل، وفي أثناء النهار، اطلبي من زوجك أو والدتك أن تأخذ الطفل السليم إلى النادي مثلاً، لتقليل الاحتكاك بين التوأمين. سيعطيك ذلك أيضاً فرصة لبعض الراحة.

إذا حدث ومرض الطفلان، لا شك في أن رعاية طفلين مريضين في نفس الوقت قد يكون أمراً مرهقاً للغاية، لكن بالمساندة الكافية من الزوج والأهل وربما المربية، ستسير الأمور على ما يرام.

ماذا عن الخروج من البيت؟

قد يبدو الخروج مع التوأمين أمراً صعباً، لكن في الحقيقة، هذا أمر ممكن. في البداية سيقتصر الخروج غالباً على زيارة الأقارب، إذ يكون من السهل

Comments are disabled