ولادة طبيعية أم قيصرية؟

بعد مرور شهور الحمل الطويلة، حان الوقت لطفلك أن يرى النور. إذا كان كل شيء على ما يرام، ستكون ولادتك طبيعية غالباً. لكن قد تحتاج الأم تحت ظروف معينة لإجراء ولادة قيصرية. اقرئي لتعرفي ماذا تتوقعين في كلتا الحالتين.

الولادة الطبيعية:

بعد المرور بمراحل المخاض المختلفة، سيتسع عنق الرحم إلى أقصى حد وستكونين مستعدة في النهاية لولادة طفلك. بالنسبة للسيدات اللاتي يلدن لأول مرة، تستغرق عادةً هذه المرحلة حوالي ساعة، ونادراً ما تستغرق أكثر من ساعتين. أما بالنسبة للسيدات اللاتي أنجبن من قبل، فقد تستغرق معهن هذه المرحلة من 15 إلى 20 دقيقة فقط.

مرحلة الولادة نفسها مرحلة مجهدة أكثر منها مؤلمة، فهي تتطلب من الأم جهداً كبيراً، وأي مساندة تتلقاها الأم ستساعدها. يمكنك أن تطلبي من زوجك أو والدتك أو صديقة قريبة منك أن تحضر معك الولادة، فقد يساعدك المرافق لك بتشجيعك على الدفع في الأوقات المناسبة، أو بتذكيرك بأسلوب التنفس السليم. أحياناً تفضل المستشفيات أن يتركك الشخص المرافق لك عند الوصول لمرحلة الولادة نفسها، لكن إذا أوضحت لطبيبك من البداية رغبتك في بقاء ذلك الشخص معك حتى نهاية الولادة، وإذا لم تحدث أي أمور طبية طارئة، فمن الممكن أن يبقى هذا الشخص معك حتى نهاية الولادة.

مرحلة الولادة:

رغم أن الرحم يمكنه دفع الجنين عن طريق الانقباضات التلقائية دون أي مجهود، إلا أن دفعك يساعد في عملية الولادة. سيساعدك التنفس بعمق قبل كل دفعة على التحكم في الولادة، وكذلك محاولتك الدفع عندما يكون الانقباض في ذروته وبذل جهد لإرخاء النصف السفلي من جسمك بعد ذلك.

لا تسترخي سريعاً في نهاية كل انقباضة لأن الاسترخاء ببطء سيسمح للجنين بمواصلة النزول في مجرى الولادة. عندما يضغط رأس الجنين على قاع الحوض والمستقيم، ستشعرين برغبة شديدة في الدفع. غالباً ما سيُطلب منك التحكم في هذه الرغبة في البداية لكي تعطى وقتاً للمهبل والمنطقة بين المهبل والمستقيم كي تنفرد تماماً.سيساعد ذلك على عدم حدوث تمزق وسيجنب الطبيب اللجوء لشق المهبل ليتسع. سيخبرك الـطبيب متى يجب أن تدفعي ومتى يجب أن تتوقفي عن الدفع.

قد تشعرين بلسع أو حرقان حول منطقة المهبل وهو ما يعنى أن رأس الطفل يضغط على الفتحة. بمجرد أن تتمدد أنسجة المهبل تماماً، ستشعرين بتنميل في هذه المنطقة وهى الطريقة الطبيعية للجسم لتسكين الألم. غالباً ما سيُطلب منك أن تتوقفي عن الدفع وأن تأخذي أنفاساً غير عميقة، أو تلهثي وتتركي الرحم يدفع الجنين وحده. سيطمئن الطبيب كذلك على الحبل السري، فلو كان ملتفاً حول رقبة الجنين، يمكن للطبيب أن يحرّره، أو قد يفضل قصه.

بدفعة واحدة أخرى، سيخرج رأس الجنين وتنتهي أصعب مرحلة في الولادة. أحياناً يخرج جسم الجنين كله بدفعة واحدة، لكن غالباً بعد نزول الرأس مباشرةً تتوقف الانقباضات لكي يستريح الجسم قليلاً. سيقوم الطبيب المساعد بمسح وجه الطفل للتأكد من إزالة أي سوائل قد تسد مجرى تنفس الطفل. الدفعة التالية سيخرج أحد كتفي الطفل، يلي ذلك دفعة تالية يخرج الكتف الآخر. ينـزلق جسم الطفل بعد ذلك بسهولة. في أثناء نزول الطفل سيلف نفسه لكي يعدل من وضعـه لكي يخرج بسهولة. سيتلقى لطبيب طفلك ويمسك به جيداً.

بمجرد ولادة الطفل، سيتأكد الـطبيب المسـاعد من عدم وجود سوائل في الرئتين، وستسمعين بكاء طفلك لأول مرة. ستتمكنين من حمل طفلك في أقرب وقت ممكن، كما يمكنك إعطاءه ثديك إذا أردت لكي يرضع.

غالباً ما ستكون هناك بقايا دم على رأسه وسيكون جسمه مغطى بمادة دهنية بيضاء. قد يكون لون جلد الطفل في البداية مائلاً للأزرق أو قد يكون رأسه مطولاً. لا تقلقي، فكل ذلك طبيعي.

بعد ولادة طفلك، تخرج المشيمة وهى العضو الذي كان يحفظ حياة طفلك طوال الأشهر التسعة. غالباً ما ستكونين مشغولة بالنظر إلى طفلك حتى أنك قد لا تلاحظين ما يحدث على كل حال، فهذه المرحلة غالباً ما تكون غير مؤلمة بالمقارنة بالمراحل السابقة. تنفصل المشيمة عن جدار الرحم ثم تخرج من فتحة المهبل ببعض الانقباضات الخفيفة، وقد تجعلك هذه الانقباضات تشعرين برغبة في الدفع. كل ذلك سيستغرق من 10 إلى 20 دقيقة. تفحص المشيمة جيداً للتأكد من خروجها كلها لأنه لو تبقى أي جزء منها، قد يؤدي ذلك إلى حدوث نزيف في ما بعد. وبعد خروج المشيمة، سيتم فحصك للتأكد من عدم حدوث أي تمزق آخر. إذا لم يكن الـطبيب قد قص الحبل السري في أثناء الولادة، سيقوم بقصه بعد نزول المشيمة.

الولادة القيصرية:

يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية إذا كانت الولادة الطبيعية خطرة، وذلك بعمل فتحة أفقية في بطن الأم وفي الرحم، ويتم إخراج الجنين. تستغرق الولادة القيصرية ما بين 45 إلى 60 دقيقة، يتم إخراج الطفل خلال أول 5 أو 10 دقائق، أما بقية الوقت فيستغرقها غلق الجرح وتضميده. عادةً تكون الغرز الداخلية من النوع الذي لا يحتاج لفك، والغرز الخارجية يمكن أن تكون من نفس النوع أو النوع الذي يحتاج إلى فك. في كلتا الحالتين سيكون مكان الجرح بسيطاً.

يتم استخدام مخدر كلى أو مخدر الإبيدورال لتخدير الجزء السفلي. إذا تم التخدير عن طريق الإبيدورال، فستكونين واعية طوال مدة الولادة وسترين طفلك بمجرد نزوله.
بالرغم من شيوع الولادات القيصرية وضرورة اللجوء إليها أحياناً، إلا أنها تعتبر من العمليات الكبيرة، وتحتاج لمدة أطول من الولادات الطبيعية للشفاء. عادةً تحتاج الأم لمسكنات بعد الولادة، ويستغرق التئام الجرح بعض الوقت.

متى يكون اللجوء لولادة قيصرية أمراً ضرورياً؟

أهم ما يجب أن تعرفيه هو أن الولادة القيصرية هي إجراء طبي لحماية حياة الأم والجنين، عندما يكون نزول الطفل بالطريقة الطبيعية أمراً غير ممكن. هناك حالات طبية معروفة تجعل اللجوء للولادة القيصرية أمراً ضرورياً، لكن تذكري أن طبيبك هو الشخص المناسب لتقرير ما إذا كانت حالتك تتطلب إجراء ولادة قيصرية أم لا.

هناك العديد من الحالات الطبية التي تستدعى اللجوء لإجراء ولادة قيصرية. على سبيل المثال، إذا كانت المشيمة منخفضة يجب إجراء ولادة قيصرية لأن المشيمة في هذه الحالة تغطي كل عنق الرحم أو جزءاً منه، وهذا ما يسد طريق خروج الجنين. يتم تشخيص هذه الحالة مبكراً في أثناء الحمل عن طريق أشعة الموجات فوق الصوتية التي تمكن الطبيب من تحديد وضع المشيمة.

هناك حالة أخرى يتم تشخيصها عادةً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وهى أن يكون وضع الجنين غير طبيعي. على حسب وضع الجنين سيقرر الطبيب إجراء ولادة قيصرية تجنباً لحدوث اختناق للجنين بسبب عدم وصول الدم أو عدم وصول الأكسجين في أثناء الولادة الطبيعية.

يكون من الضروري أيضاً اللجوء إلى ولادة قيصرية إذا كان حجم رأس الطفل لا يتناسـب مع حجم حوض أمه. يتم تحديد حجم رأس الطفل بسهولة عن طريق أشعة الموجات فوق الصوتية، فإذا كان حجم حوض الأم صغيراً بالنسبة لحجم رأس الجنين، قد يقرر الطبيب أن الولادة الطبيعية ستكون صعبة إن لم تكن مستحيلة.

الحالة الطبية للأم تلعب أيضاً دوراً هاماً في نوع الولادة، فإذا كانت الأم تعانى من أي التهابات تناسلية، يكون من الخطر للغاية أن يولد الطفل عن طريق المهبل.

أيضاً إذا كانت الأم تعانى من داء السكري، أو من ارتفاع في ضغط الدم، قد يكون من الضروري اللجوء للولادة القيصرية، لأن آلام المخاض قد تكون مجهدة للغاية بالنسبة لحالتها. وأخيراً إذا كانت الأم قد حملت مباشرةً بعد ولادة قيصرية سابقة، فغالباً ما لا يكون الرحم قد أخذ الفرصة الكافية للالتئام جيداً وقد ينفجر في أثناء مرحلة المخاض، لذا يجب إجراء ولادة قيصرية مرة أخرى.

بالرغم من أن كثيراً من الولادات القيصرية يمكن تقريرها خلال شهور الحمل، إلا أنه أحياناً لا يتم معرفة ذلك مسبقاً ولذا يتم تقريره عند الولادة.

الشفاء بعد الولادة القيصرية:

تبقى الأم في المستشفي بعد الولادة القيصرية من 3 إلى 5 أيام، ومعظم الأمهات يبدأن في الشـعور بالعودة لحالتهن الطبيعية بعد أسبوع. ستشعرين ببعض الآلام في البطن والكتفين وبعض الألم حول مكان القُطَب. يتم فك القطب والتخلص من الضمادة عادةً خلال أسبوع تقريباً، لكن يستغرق الجرح الداخلي حوالى ستة أسابيع لكي يلتئم، وسيختفي مكان الجرح إلى حد ما خلال 3 إلى 6 أشهر. سينزل دم من المهبل بعد الولادة القيصرية تماماً كما يحدث في الولادة الطبيعية. يجب أن تبذلي كل جهدك للعودة إلى حالتك الطبيعية بعد الولادة، لكن ضعي في اعتبارك الأمور الآتية:

  • عند إرضاع طفلك، قد يسبب حملك له مشكلة نظراً لحساسية الجرح. استخدمي وسائد لرفع طفلك لمستوى ثديك.
  • يمكنك البدء في عمل تمرينات خفيفة معينة، اسألي طبيبك عن تلك التمرينات في اليوم التالي للولادة، لكن التمرينات الشديدة يجب أن تؤجل لمدة ستة أسابيع. اسألي طبيبك عن التمرينات التي تبدئين بها.
  • لا تحملي أي شئ أثقل من طفلك خلال الأسابيع الأربعة التالية للولادة، ولا تصعدي أي سلالم خلال الأسبوعين التاليين للولادة.
  • اجلسي وقفي وأنت قائمة تماماً، ولا تميلي للأمام.
  • عندما تسعلين أو تضحكين، اسندى الجرح بيديك.
  • اطلبي من أسرتك وأصدقائك مساعدتك في أمور الطهي، والتنظيف.
  • مراعاة الأطفال الأكبر سناً.

Comments are disabled