تحاليل الحمل

سواء كنت حاملاً أم تخططين للحمل، يحب عدم إهمال التحاليل الخاصة بالحمل، وهذا ما يوجب التعرف على أنواع التحاليل المختلفة التي ستقومين بها وتوقيتها. قليل من الناس يرغبون بالذهاب للطبيب، لكن عندما تصبحين حاملاً، يصبح من الضروري استشارة الطبيب، وذلك للاطمئنان على حالة جنينك الصحية خلال المراحل المختلفة لنموه. استفيدي من كل المعلومات الطبية التي يرويها لك طبيبك، واستفسري منه عن كل ما يشغل بالك، وتأكدي من فهمك للإجابات.

التحاليل هامة أيضاً لمتابعة حالتك الصحية. فتشخيص الحمل بحد ذاته سهل، فهو يتم عن طريق تحليل الدم أو البول، لكن غالباً ستعلمين لحملك قبل القيام بالتحليل ومعرفة النتيجة من مختبر التحاليل، إذ أن أغلب السيدات يعرفن أنهن حوامل من انقطاع الدورة الشهرية، والغثيان، والانتفاخ، أو احتقان الثديين.

تنقسم التحاليل الخاصة بالحمل إلى نوعين:

النوع الأول هو التحاليل الروتينية التي تُجرى لأغلب الحوامل، والنوع الثاني هو التحاليل التي تجري في ظروف معينة، على سبيل المثال، احتمال وجود مرض وراثي أو إذا اشتبه الطبيب بشئ غير عادي. سيطرح الطبيب، عليك وعلى زوجك، العديد من الأسئلة عن التاريخ الطبي لأسرة كل منكما، لكي يقف على أي أمر غير عادي إن وجد.

تاريخك الطبي:

كوني صريحة وصادقة مع طبيبك، وتأكدي من ذكر أي أنواع حساسية تعانين منها، خاصة إذا كانت حساسية من أدوية معينة، وأخبري طبيبك إذا كنت تدخنين،أو تتناولين أي مشروبات كحولية، أو تمارسين أي رياضة، أو إذا كنت تتبعين أي ريجيم. كذلك يجب أن يعرف طبيبك كل المعلومات الطبية الخاصة بك، على سبيل المثال إن كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، أو حدوث إجهاض سابق، أو حمل سابق، وكذلك الجراحات التي ربما تكونين قد تعرضت لها. أي معلومة تعطينها للطبيب عن تاريخك الطبي ستكون مفيدة جدا،ً لأن هناك أمراضاً وحالات وراثية. قد يرغب طبيبك في أن تقومي بإجراء بعض التحاليل الوراثية إذا اشتبه بأنك تحملين حالة مرضية قد تضر بجنينك. يمكن أن يتم علاج بعض الحالات في أثناء الحمل، لكن لو كنت تعلمين بوجود أية أمراض وراثية في أسرتك أو أسرة زوجك يجب أن تخبري طبيبك بها قبل الحمل، فالاستشارة الوراثية قبل الزواج هامة جداً، إذ سيشرح المختص كل الاحتمالات والمخاطر للطرفين إن وجدت. يمكن التعرف على حاملي بعض الأمراض الوراثية مثل أنيميا البحر الأبيض المتوسط، أمراض العضلات، والـ”هيموفيليا” – وهي الميل المتزايد للنزف.

في حالة السيدات فوق سن 35 سنة، أو في حالة وجود مرض وراثي في أسرة أي من الزوجين مثل متلازمة “داون”، يوصي بعمل تحليل يدعى طبياً “بزل السلى” “amniocentesis” وذلك لتشخيص أية مشاكل محتملة. هذا الإجراء يتم ما بين الأسبوع الخامس عشر والأسبوع الثامن عشر من الحمل. يتم ذلك الإجراء عن طريق إدخال إبرة في الرحم وأخذ عينة من السائل الأمنيوني لتحليلها بهدف اكتشاف أي شئ غير عادي إن وجد.

الزيارة الأولى:

خلال زيارتك الأولي للطبيب، توقعي أن يكشف عليك بشكل كامل، بما في ذلك قياس الطول والوزن، وكذلك تحرّي دوالي الساقين، أو انتفاخ في الذراعين أو الساقين. كما يكشف أيضاً على البطن، وعنق الرحم، والثديين. في أغلب الزيارات، سيقوم الطبيب بالكشف على جسمك حتى يمكنه تكوين صورة عن أية تغيرات تحدث والتعرف على أية مشكلة بشكل سريع. سيقوم الطبيب بقياس ضغط الدم في كل زيارة للتأكد من أنه طبيعي، كما سيتابع وزنك للتأكد من أنه يزيد الزيادة المناسبة.

إذا لم تكوني قد قمت بعمل مسح لعنق الرحم خلال الأشهر الستة الماضية، عادةً ما يتم ذلك في زيارتك الأولي. يتضمن هذا الإجراء أخذ عينة من الإفرازات في عنق الرحم، والقيام بتحليلها للكشف المبكر عن أي خلايا سرطانية، أو إمكانية حدوثها، وكذلك لاكتشاف أي شئ غير طبيعي في الرحم أو عنق الرحم. خلال الفحص سيدخل طبيبك أصابعه في المهبل للتأكد من سلامته، وللتأكد من الوضع الطبيعي للرحم. سيستغرق هذا الإجراء بضع دقائق فقط، ورغم أنه قد يكون إجراء غير مريح إذا كنت متوترة، إلا أنه غير مؤلم.

التحاليل الروتينية :

يُجرى تحليل البول بشكل منتظم لاختبار وجود سكر (لتحرّي داء السكري)، وكذلك تحليل بروتينيات (للتأكد من أن الكليتين تعملان بكفاءة). إذا كانت نتيجة تحليل البول تنبئ باحتمال وجود داء السكري، يجب إجراء تحليل غلوكوز لإعطاء نتيجة أكثر دقة. إنها مسألة شائعة أن تكون نتيجة تحليل السكري إيجابية في أول مرة خلال الحمل، ويختلف العلاج حسب ارتفاع مستوى السكر.

يمكن أيضاً اكتشاف وجود بكتريا أو صديد من خلال تحليل البول، ويبدأ علاج التهابات مجري البول لو أثبت التحليل وجود أي منهما.

سيتم إجراء تحليل دم في أوقات مختلفة في أثناء الحمل للتأكد من عدة أمور. يتضمن ذلك تحاليل دم كاملة، وتحليل RH ، اختبار الأنيميا، وربما تحليل التهاب الكبدي “أ” و”ج”.

تحليل الـ”توكسوبلازموزيس”:

تحليل هام وضروري جداً. والـ”توكسوبلازموزيس” هو عدوي تنقل للإنسان عن طريق اللحوم النيئة، أو عن طريق فضلات القطط. بالرغم من أن وجود “توكسوبلازموزيس” أمر شائع، ولا يسبب قلقاً في حالة عدم وجود حمل، إلا أنه قد يسبب أضراراً بالغة إذا أصيبت به الحامل، وانتقلت العدوى للجنين، فقد يسبب، على سبيل المثال وفاة المولود، أو الإجهاض، كما قد يسبب للمولود العمى، أو الصمم، أو الصرع، أو أضراراً في المخ. بالرغم من خطورة عدوي الـ”توكسوبلازموزيس” في أثناء الحمل إلا أن ذلك نادراً ما يحدث. سيظهر التحليل إذا كانت السيدة مصابة أو معرضة للإصابة بالعدوى، وهو عامل هام لتحديد ما إذا كان هناك خطر على الحمل أم لا.

تحليل الـ”روبيللا”:

يُظهر هذا التحليل ما إذا كانت لديك أجسام مضادة كافية أم لا، لحمايتك من احتمال الإصابة بالحصبة الألمانية. إذ أن لهذه الإصابة تأثيراً بالغ الضرر ودائماً على الجنين، إذا ما تعرضت له الأم، ولم تكن قد أخذت لقاح الـ MMR )الغدة النكافية، الحصبة، والحصبة الألمانية).

هناك التحليل الثلاثي الذي يتم ما بين الأسبوع الخامس عشر والأسبوع العشرين من الحمل، وهو يظهر بعض الحالات مثل الـspina bifida ) وهو تشوه في العمود الفقري)، متلازمة “داون” (وهو عيب وراثي في الكروموزومات)، وبعض عيوب الكروموزومات الأخرى.

Comments are disabled