الحمل: مزيج من السعادة والمتاعب

الحمل حدث رائع تنتظره كل سيدة، كثمرة لعلاقة انتظرتها، والأمومة المنتظرة سعادة غامرة لا تدانيها سعادة. لكن، يجب أن تعلمي أن الحمل يضع جهداً كبيراً على الجسم. فالشعور بالتعب طوال الوقت هو من أكثر الشكاوى شيوعاً في أثناء الحمل. أقرئي لتعرفي السبب في هذا الشعور، وكيف تتعاملين معه.

هناك ثلاث مراحل للحمل:

المرحلة الأولى تميل معظم الحوامل إلى الشعور بالتعب والنعاس طوال الوقت تقريباً. أغلب الحوامل يشعرن بحاجة للنوم في أثناء النهار لمقاومة الشعور بالنعاس والتعب. إن العمل الشاق الذي يقوم به الجسم للاستعداد للطفل، بالإضافة إلى التغير في مستوى الهرمونات، وعملية التمثيل العضوي، هو ما يسبب الشعور بالتعب. هذه العوامل تسبب الغثيان والقيء فقط، وكلاهما يمكن أن يستنـزف الطاقة، وقد تكون مسؤولة أيضاً عن انخفاض مستوى السكر في الدم، وانخفاض ضغط الدم، مما يسهم في شعور الحامل بالإجهاد المستمر.

قد تشعرين أيضاً بالوَخَم والعصبية إذا لم تنامي جيداً في أثناء الليل، وقد يحدث ذلك نتيجة لعدم الشعور بالراحة في أثناء النوم، أو الاحتياج المتكرر لدخول الحمام. فإذا كان هذا حملَك الأول، قد تشعرين بالقلق أو الاكتئاب لأنك لا تعرفين ما سيحدث وكيف تتأقلمين معه، وهو ما قد يستنزف أيضاً الكثير من طاقتك.

المرحلة الثانية من الحمل، يشعر الكثير من الحوامل بتحسن مستوى الطاقة خلال اليوم، وتقل الحاجة للنوم، كما يقل الشعور بالغثيان والاكتئاب.

المرحلة الثالثة، يبدأ الشعور بالإجهاد والميل للنوم ببطء من جديد نتيجة زيادة الوزن، وكبر البطن، وآلام الظهر، والحموضة، وانقباض عضلات الساق، وقلة النوم.

هناك عوامل أخرى قد تزيد من الشعور بالتعب أو الإجهاد في أثناء الحمل. على سبيل المثال، إذا كان للحامل أطفال آخرون، أو إذا كان الفرق بين كل طفل والطفل الآخر أقل من سنتين، أو إذا كانت تعمل. كل هذه العوامل تضع ضغوطاً ومسؤولية على الحامل، وإذا لم تحصل على ثماني ساعات من النوم خلال الليل، وساعتين من النوم بعد الظهر، ستشعر بأنها ومجهدة.

يجب أن تطمئن الحوامل إلى أن الشعور بالإجهاد والاكتئاب خلال الفترة الأولى من الحمل أمر طبيعي، ويجب ألا يقلقن. قد يستمر الشعور بالتعب مع بعض السيدات طوال مدة الحمل. لكن إذا شعرت الحامل بإجهاد دائم أو بقلق من أن هناك شيئاً ما خطأ، يجب أن تتحدث مع طبيبها للتعرف على أي مشاكل قد تكون غير ظاهرة.

كيف تتعاملين مع الشعور بالإجهاد؟

• احرصي على تناول وجبات صحية متوازنة. الوجبة الصحية تتكون من اللحوم غير الدسمة، والخضر، والفاكهة، والكاربوهيدرات، ومنتجات الألبان. وابتعدي عن الأطعمة “الثقيلة” مثل الحلويات الدسمة، الشوكولا، والبطاطا المقلية الجاهزة. ينصح أيضاً بتقليل تناول القهوة والمنبهات، وتناول كميات كبيرة من الماء.
• تجنبي زيادة الوزن الزائدة خلال الحمل، فالزيادة الطبيعية تكون من 10 إلى 15كيلوغراماً. خذي أقساطاً كافية من النوم. من المهم أن تنامي مبكراً وتأخذي قسطاً وافراً من النوم في الليل، ثماني ساعات على الأقل كل ليلة، بالإضافة إلى حوالي ساعتين في النهار.
• حاولي القيام بالرياضة يومياً. رغم أنك قد تشعرين بالإجهاد لفترة طويلة خلال المرحلة الأولى من الحمل، إلا أنك إذا مارست بعض الأنشطة المعتدلة مثل المشي، قد تشعرين بتحسن على المدى الطويل. يمكنك المشي لمدة عشرين دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل على أن تختاري مكاناً بارداً لتجنب الجفاف والتعرض الزائد للحرارة.
• حاولي الحصول على أكبر قدر من المساعدة في عمل البيت من زوجك وأسرتك، إذ يمكنهم القيام ببعض الأعمال بدلاً عنك، كما يمكنهم تقديم المساعدة المعنوية . اعتمدي على زوجك أو أسرتك في المساعدة في شؤون البيت، أو رعاية الأطفال، بينما تحصلين أنت على قسط من الراحة أو النوم.
• أحضري أنشطة التحضير للولادة لكي تعرفي ماذا تتوقعين في أثناء الولادة، ولكي تمارسي تمارين التنفس، وتحصلي على إجابة عن تساؤلاتك الخاصة بالرضاعة.
• توقفي تماماً عن التدخين، وعن الجلوس في أي مكان يلوثه التدخين.
• ارتدى دائماً أحذية مريحة دون أكعاب عالية، للمساعدة على تخفيف آلام الظهر المصاحبة للحمل. من الأفضل، في أثناء الحمل، شراء حذاء أكبر أو أوسع قليلاً مما ترتدينه عادةً. ارفعي قدميك كلما استطعت خلال اليوم لتجنب الإجهاد وتورم القدمين ورسغي القدمين.
• استخدمي كيس الماء الساخن لتخفيف آلام العضلات. الحرارة التي تخرج من الكيس الساخن ستريح العضلات، وهكذا، يمكن استخدامها لتخفيف آلام الرقبة، والظهر، والساقين.
• استخدمي سوتياناً من نوع جيد لكي يقلل من ألم الثديين. السوتيانات الخاصة بالحمل قد تكون أنسب للثدي المؤلم، فقد تفضلين ارتداءها خلال الليل إذا كان ثدياك لا يريحانك في أثناء النوم.
• ضعي وسادة تحت بطنك أو خلف ظهرك لكي تسندك وتقلل من عدم شعورك بالراحة في أثناء النوم.
• استخدمي العلاج بالروائح العطرية، وهو علاج بديل يعتمد على الزيوت العطرية المعروفة بطبيعتها العلاجية. زيت الورد يريح آلام الظهر وزيت اللافندر يساعد على الاسترخاء، وبالتالي النوم أفضل.

استخدمي زبده الكاكاو لتخفيف الحك الذي قد يصاحب شد الجلد في أثناء الحمل.