زهرة الأزاهير

إلى رفيقة العمر فاتن عمران

حُلْـمٌ غـزا غفوتي من غيرِ تفسـيرِ

باحـتْ لقلبي بِـهِ بعضُ العصافيـرِ

ولمحـتُ طيفَ عتابٍ خِلْتُـهُ نَـزَقاً

بـدا خجولاً على حُـلوِ الأسـاريرِ

أضفى عليَّ شـعوراً ما اتَّخذتُ لـهُ

مِـنْ قبلُ شـأناً على شـتّى المعاييرِ

فانتابَني هاجِـسٌ كغمامـةٍ حَجَبتْ

عَنّي الرؤى خَشْـيةً منْ سَطوةِ النُّورِ

وما ملكْتُ سوى صبري على قدري

أُزجـي اعتِذاري لِذَنْبٍ غيرِ معذورِ

وكلَّمـا وَقَعَـتْ عيني على امـرأة

وجدتُ نفسـي مَلوماً شِـبهَ منهورِ

الروضُ يحفَـلُ بالأزهـارِ زاهيـةً

وأنا أَجوبُ رَصيفـاً خارجَ السّـورِ

وقـدْ أَصَبْـتُ نصيبي من حدائقِـهِ

واختَـرْتُ زهرةَ عمري في الأزاهيرِ

ما ذنـبُ قلبي إذا لم تَقْـرَئي وَلَعي

أوكـانَ عنكِِ خَفِيّـاً غيرَ مَنْظـورِ

إنْ لم أجـاهرْ بِحُبّـي كُـلَّ ثانيـةٍ

أو كنتُ مقتصِداً، أو شِـبْهَ مسحورِ

أو شـدَّني مَوقِـفٌ أوليتُـهُ شَـغَفاً

أو فاضَ عـنْ قَلَمي بعـضُ التعابيرِ

فـلأنَّ بَوحَ القوافي في الصدورِ كما

أزكى العُطـورِ خَـبيءٌ في القواريرِ

وقارضُ الشِّـعرِ لا يختـارُ مُلْهِمَـهُ

قَـدَرٌ عصِيٌّ على كُـلَّ التفاسـيرِ

وأنـتِ أدرى بمَنْ حيلـتْ مواجِعُه

أدبـاً تلاحِقـُهُ حُـمّى التصاويـرِ

لي في اعترافيَ عـذرٌ أسـتظِلُّ بِـهِ

أنّـي أبـوحُ بسـرّي دونَ تزويـرِ

إنْ أَقفَـلََ الصَّـدرُ بابـاً دونَ قافيةٍ

هبَّـتْ عليـهِ ريـاحٌ كالأعاصـيرِ

ونازَعَـتْـهُ الرؤى في عُمْقِ عُزلَتِـهِ

حَـوراءَ حلَّـتْ عليهـا لعنَةُ الحورِ

أنـتِ التي مَنَحَتْني عِطـرَ مَوْهِبَـتي

واستخلصتْ من جُنُوني سِحْرَ تأثيري

وأنتِ أنـتِ التي مازلـتِِ فـاتنتي

تتربَّعـينَ علـى قلـبي وتفـكيري

Comments are disabled