الذكريات

لمعة.. الدمعة التي لا تجف..

شقيقتي الكبرى.. أمي الثانية.. في بضع السنوات الأولى من عمري، وعيتها طالبة في جامعة دمشق، كلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية وآدابها. كانت متفوقة في الدراسة، الأولى على سورية في امتحان الشهادة الثانوية، لذلك درست على حساب الدولة، تخرجت في العام 1961 حاملة الإجازة باللغة الإنكليزية وآدابها، مع دبلوم التربية، في نفس الدورة التي تخرجت منها…المزيد…

الدكتور عبد الرحيم الشامي.. العالم المنسي

عالم لم ينصفه المجتمع لأنه لا يعرف شيئاً عنه، لكن فضله على الوطن والأمة يتجدد كل عام، وننعم به، مع كل حصاد لمحصول اقتصادي استراتيجي هو القطن. كان المهندس الزراعي عبد الرحيم الشامي مديراً لمكتب القطن في حلب، ومدرساً متبرعاً في كلية الزراعة، لا يتقاضى قرشاً واحداً عما يقدمه لطلابه من علم، وكان المدرج يغص…المزيد…

أيتها الملكة الشاعرة.. أعيدي لي دفتر أشعاري

بعد 31 عاماً من استعارته؟؟ في صيف العام 1976 كنت في القاهرة، نزيلَ فندق متوسط الحال، أجري بحثاً علمياً على بعض الأحياء المائية. ذات مساء، وبينما كنت أدوِّن بعض المعلومات في غرفتي في الفندق، فاتحاً الباب، أحسست بنسمة رقيقة تدخل من الباب إلى يساري، نظرتُ فرأيت فتاة فائقة الجمال، تحاول فتح باب الغرفة المجاورة، المتعامد…المزيد…

وداعاً حسين حلاق.. يا فارس الصحب

شخصية فذة، تعرفت به عام 1981، وكان مديراً لدار الكلمة للنشر في بيروت. لم تمض فترة طويلة حتى كنا صديقين يحمل كل منا للآخر كل الحب والاحترام، وكان إعجابه بي وإعجابي به يزداد مع مرور الوقت، تعاملنا بما كان ينشر من الكتب، وكانت في تلك الأثناء مطلوبة جداًُ، مئة عام من العزلة، وخريف البطريرك وغيرهما…المزيد…

بيروت.. يا بيروت!..

تعود علاقتي ببيروت إلى أيام العز، حين كانت، في أوائل السبعينات، ساحرة الدنيا وشاغلتَها ، كان مجرد الجلوس في الإكسبريس متعة، كنا نشاهد فيه كل من عصى السلطان وهرب من بطشه، من مختلف البلدان والأوطان، وكانت بيروت تحترم الجميع وتحبهم وتحتضنهم وتحنو عليهم. في بيروت كل ما تريد: الأدب، الفن، الباب المشرع للضيف، البنات الجميلات…المزيد…

اللغة العربية.. عشقي الأزلي الأبدي

أحببت اللغة العربية منذ الصغر، واكتشفت مكامن الجمال فيها دون أن أسأل أحداً، فقبل أن أصل إلى الشهادة الابتدائية، صدر قرار بإلغائها. لم أستطع أن أفهم معنى كلمة إلغاء، لكنني قرأتها في الجريدة، واستمعت إلى الكبار وهم يرددونها. كان كافياً أن يخبر أحدهم الآخر بأن الشهادة الابتدائية أُلغيت، ولا أحد يشرح معنى الكلمة، وماذا قصدوا…المزيد…

قصتي مع الصحافة

منذ نعومة الأظفار، كنت أحلم بالكتابة. أشتري مفكرة أو دفتراً أنيقاً وأحاول أن أكتب أي شيء يخطر ببالي. في ذلك الزمن كنا نعتني، خلال الدراسة الابتدائية، بجرائد الحائط. كان مصروفي الأسبوعي من الوالد ليرة سورية واحدة، هذا كان في أوائل ستينات القرن الماضي، ولم تكن الليرة مبلغاً صغيراً في تلك الأيام. لكنني كنت أقسمها ثلاثة…المزيد…

شريفة فاضل.. الرسالة المفاجَأة

كان ميثاق السابع عشر من نيسان (أبريل) 1963 حدثاً تاريخياً لن يتكرر في المدى المنظور، إذا أفرطنا في التفاؤل. فقد اتفقت كل من سورية والعراق ومصر على شكل من أشكال الاتحاد في ما بينها، وحلت الأفراح والليالي الملاح في الكيانات العربية الثلاث، وعشنا أياماً لا تنسى، وكنت قد احتفظت بنسخة من مجلة “الأسبوع العربي” على…المزيد…

هذه المرأة العبقرية شبه الأمية

أنجبت ثمانية من الأولاد: خمسة ذكور وثلاث بنات، تركت العز الذي كانت تعيشه في بيت أبيها الغني، وعاشت مع ابن خالتها الفقير. تركت القصر وسكنت غرفة عند خالتها، وحماتها في نفس الوقت، تخدم شابين وبنتاً، إضافة إلى أمهم. سافرت مع الزوج الذي تطوع في سلك الدرك، في ثلاثينات القرن العشرين، والخطر يتهدد الزوج الغائب الحاضر،…المزيد…

قصة نشر القصيدة الأولى

أصبحنا في الصف الأول الثانوي (العاشر)، أصبحت التجربة أكثر نضجاً، صار من الممكن أن نُطلع الشعراء الكبار على الإنتاج، على الرغم من تخوفنا. أحد هؤلاء الشعراء المقربين الشاعر مصطفى خضر، شقيق واحد من “الشلة”، يكبرنا بحوالى خمس من السنوات، لكنه كان ينشر في مجلة الآداب اللبنانية، وكان هذا حلماً بعيد المنال بالنسبة لنا. شجعني عدنان…المزيد…

سحر المذيعات..

الإعلام المسموع: سحر الصوت والأداء لا أذكر أنني أعجبت بممثلة، مثلاً، بحيث أصبحت ممن يلهثون خلف أعمالها الفنية. أحببت الوجوه والأصوات، وكانت لي دائماً خصوصيتي في اختياراتي. لم أحب السينما في حياتي، ولا الرياضة، وكانت الكلمة الجميلة تسحرني، وكذلك الجملة الرشيقة، خاصة حين تخرج من فم متقِن لفن الإلقاء، أو من حنجرة ذهبية تغلغلت أصداء…المزيد…

كيف درست العروض؟

 لم أتعود طوال عمري أن أسأل أحداً أي سؤال، ونادراً ما كنت أسأل حتى أساتذتي، دائماً كنت أبحث عن المعلومة بنفسي، وبوسائلي الخاصة. بدأ اهتمامي بالشعر مبكراً، وأول محاولة كانت وأنا في الحادية عشرة من العمر، في العام 1960، حين احتجزت باخرة مصرية في ميناء نيويورك، إذا لم تخني الذاكرة، وتدعى “كليوباترا”، ثم كانت هناك…المزيد…

بين الأستاذ سنبل وبيني

كان الحلاق الواثق من نفسه يضع لوحة كُتب عليها “الحلاقة بموعد مسبق”، لكن الصالون كان خالياً من الزبائن ذات بعد ظهر صيفي، وكنت على عجل من أمري. سألته: لا وقت لدي للعودة إليك بناء على موعد، هل لديك الاستعداد الآن لتحلق لي. أجاب: تفضل. جلست على الكرسي، ظهري إلى الشارع، والمرآة الكبيرة تتيح لي التفرج…المزيد…

عقد ترجمة.. أكل خـ….

كنت والدكتور “ر” الأستاذ الجامعي، وصاحب دار النشر نتفاوض على ترجمة كتاب، هو يريد أن يحصل مني على أقل سعر ممكن كأجر للترجمة، وأنا أحاول العكس، مع أن أسعار المترجمين معروفة، وكان سعري من الأسعار المرتفعة، كونها لا تحتاج للمراجعة. اقتربنا من الاتفاق، ولم يبق بيننا سوى مبلغ بسيط “ربما مئتي دولار أو نحوها”، لكنه…المزيد…

سوزان.. صديقة المراسلة

كنا في حوالى الثالثة عشرة من العمر، مجموعة من الأصدقاء تتفتح للحياة عن طريق المطالعة والاطلاع، وحضور الأنشطة الثقافية والفنية، كنا مجموعة متميزة، ولكل منا اليوم شأن. على الرغم من أنني كنت مواظباً على قراءة مجلة “الأسبوع العربي”، كنت كذلك أطلع على مجلة “طبيبك” للمرحوم الدكتور صيري القباني، الذي أقر له بأنه ربّى أجيالاً على…المزيد…

أحبك.. أحبك..

منذ بضع سنوات، كنت مدعواً، مع عدد من الصحفيين والمهندسين، لمعرض في مدينة حلب، سوق الإنتاج، وعشاء تقيمه وزارة الزراعة في فندق “بولمان الشهباء”، يليه في اليوم التالي مهرجان القطن. سافرت من دمشق إلى حلب بسيارتي، وبصحبة أصدقاء لي، افترقت وإياهم لدى الوصول إلى حلب. كنت قد عوّدت نفسي أن أحجز غرفة في فندق لدى…المزيد…

صحفي مشبوه

رغبتْ إحدى الصديقات التي تربطنا بها علاقة أسرية في دخول عالم الصحافة، وهي مهندسة ناجحة من إحدى كيانات الوطن، لكنها تعيش وأسرتها في دمشق منذ عقود، فطلبت مساعدتي. قمت بواجبي، وأفسحت لها المجال، إذ كنت مراسلاً لمجلة “الاقتصاد والنفط”، فأبلت بلاءً حسناً، واجتهدت، وأصدرت كتابين هامين، شكرتْ لي في الأول منهما ما اعتبرته فضلاً لي،…المزيد…

أبو حسن

كنت أسيرُ في شارع الليدو وسط العاصمة القبرصية، فاستوقفني شخص لا أعرفه وهو يسألني إن كنتُ عربياً، وطلب مساعدتي لشراء دواء له من صيدلية، كونه لم يتمكن من شرح حالته للصيدلي. رحبت بالرجل، وطلبت منه أن يدلني على الصيدلية، فنحن في وسط العاصمة، فاكتشفت أنه دخل محلاً لبيع مواد التجميل. المهم أنني ساعدته على شراء…المزيد…

قارئة الفنجان

كنا ثلاثة أصدقاء، نستأجر بيتاً واحداً مؤلفاً من ثلاث غرف وصالون، اثنان منا من مدينة أخرى، وواحد ابن العاصمة. لكن الصديق الثالث لم يكن دائم الإقامة، وكانت غرفته غالباً لاستقبال الضيوف القادمين من مدن أخرى، لكننا كنا متفاهمين، وكثيراً ما كنا نترافق في سهراتنا، سواء في البيت، أم في المطاعم وأماكن السهر، ونستقبل أصدقاءنا الآخرين…المزيد…

سارق المصرف

في بغداد، كان هناك صديقان يقيمان في فندق واحد يقع مقابل مصرف الرافدين، يفصل بينه وبين الفندق شارع الرشيد. أحد الصديقين مصري هرب من القاهرة بسبب أحداث يناير 1977، التي وصفها الرئيس أنور السادات بـ”انتفاضة الحرامية”، يحمل الهم القومي والوطني، ويناقش بالأمور العامة. أما الآخر فكان لبنانياً، لا علاقة له إلا بنفسه، يبحث عن كأس…المزيد…

الجاكيت الكحلي

لي صديق يسكن قريته التي تبعد عن دمشق حوالى عشرين كيلومتراً، لذلك تتباعد زياراتنا الأُسَرية، ونُعِدُّ لها ونتواعد ونخطط لتكون الزيارة في يوم عطلة، وغالباً ما تستغرق زيارتنا له ساعات، خاصة حين كان أولادنا صغاراً. ذات يوم ذهبنا، كأسرة صغيرة، لزيارة (أبو مأمون)، وحين دخلنا المنزل، أخذنا راحتنا، كما يقال، فخلعت سترة بزتي الكحلية اللون،…المزيد…

مرشح للرئاسة اللبنانية الأولى يطلب مساعدتي

رن جرس الهاتف في مكتبي، في حوالى العاشرة والنصف صباحاً، من أحد أيام الأربعاء، في خريف 1995، لدى اقتراب موعد ترشيح وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، يخلف الرئيس إلياس الهراوي، بعد أن أنهى مدة ولايته. كان هناك ثلاثة احتمالات يتحدث الناس بها: إما أن يُمدَّد للرئيس إلياس الهراوي لمدة ثلاث سنوات. أو أن يُنتخَب العماد…المزيد…

الموسيقى غذاء الروح

أشفق على مَن لا يتقن استعمال حواسه الخمس، ولا يتمكن من اكتشاف مكامن الجمال في الطبيعة، ولحظات السعادة في هذا العمر القصير، ولا تهزه الكلمة المؤثرة، والتعبير المبدع، والصورة الجميلة، والصوت الساحر، والنغم الحالم. روت لي والدتي، رحمها الله، أنها لاحظت وهي تحملني وأنا لا أزال بعمر أسابيع قليلة، أنني كنت أهز رأسي يميناً ويساراً…المزيد…

ذكريات الوحدة.. المد الذي لم يدُم..

ماذا يمكن لمن أصبح في نهاية العقد السادس من العمر أن يروي؟ لقد شهد جيلنا، باعتقادي، ما لم يشهده جيل آخر من الأحداث المتضادة، من فرحة الوحدة العربية إلى الهزيمة، مروراً بانفصال وما سبقه وتلاه من أحداث، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه. حين أُعلنت الوحدة بين مصر وسورية، في الثاني والعشرين من شباط (فبراير)…المزيد…

وداعاً علي رمضان..

– مساء الخميس 14 شباط (فبراير) 2008، في السابعة والربع مساءً، يتلفن أبو مأمون “المهندس على رمضان”، أسأله: هل استمعت إلى خطاب القائد حسن نصر الله اليوم في وداع القائد عماد مغنية؟ – يجيبني: لا، لكن لا تقل لي شيئاً مما قاله، سأستمتع بإعادته في البيت مساءً حين أعود. ويضيف: بعد ساعة سأكون عندك…. في…المزيد…

يوم الحرائق

خلال خدمة العلم، كضابط في القوى البحرية، كنت أقيم في اللاذقية، وكان التيار الكهربائي كثير الانقطاع في تلك الأيام. وكنت أستأجر شقة في طابق أرضي، له حديقة صغيرة تطل عليها نافذة الغرفة التي أستخدمها للقراءة والكتابة، وعملي الأصلي الترجمة، وبين يدي عمل كتابي. في إحدى الليالي، وبينما كنت أعمل، انقطع التيار الكهربائي، فأشعلت عدداً من…المزيد…

الحاج عمر بائع السكر

كنت في حوالى العاشرة من العمر، حين رافقت أبي لشراء بعض حاجات البيت من المواد التموينية، وكان الحاج عمر البائع الذي نشتري منه هذه المواد الاستهلاكية، وببنما نحن “نتبضّع” دخل رجل إلى المحل، يبدو أنه من أصحاب الحاج عمر. وبعد السلام والسؤال عن الصحة والحمد والشكر لله، سأل الرجل الحاج عمر: × هل أستطيع اقتراض…المزيد…

من ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية (1)

أجواء ما قبل الحرب لبنان بارومتر المنطقة، كل ما يحدث في منطقة الشرق العربي ينعكس مباشرة على لبنان. يبدو لي أن من سلخ لبنان عن امتداده الطبيعي، أراد أن يترك جرحاً مفتوحاً، أو قابلاً للفتح في أي وقت. فالهامش الذي تمتع به الإعلام (المكتوب غالباً في ذلك الزمن) بلغ حداً لم يبلغه أي كيان عربي…المزيد…

من ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية (2)

من الأحق بالنهب؟ تعرفت به في إحدى العواصم العربية، شخص عجيب غريب، يجمع كل متناقضات الدنيا في شخصيته: مثقف، دمث، جريء، مغامر، كحولي، متديّن، وفيّ، مكابر، يحب الدكتور جورج حبش ويردد أقواله، ويحفظ الكثير من شعر مظفر النواب ويتغنى به. وعلى الرغم من أنه في أواسط الثلاثينات من العمر، لم يكن متزوجاً أو مصادقاً، حتى…المزيد…

من ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية (3)

نتيجة لما جري في نيسان 1975، كان من الصعب الاعتماد على بيروت في أي عمل، لأنه سيكون على كف عفريت. وهذا سبب عام، أما السبب الخاص، الذي يخصني وحدي، فقد بدأت مرحلة “الأيام الصعبة” التي تجنبت الخوض فيها حتى الآن، مراعاةً لآخرين، لا أريد أن أبدو وكأنني “حاقد” على أحد، فأنا متسامح، وربما كان هذا…المزيد…

ناشر معتوه يهددني!

حين قررت إحداث هذا الموقع، كان أحد أهدافي أن أنقل تجربتي الغنية في هذه الحياة، وأنا على تخوم الستين. فهي تجربة لإنسان انتزع حريته مبكراً نسبياً، ورفض كل أشكال الوصاية، من وصاية الأب حتى وصاية رب العمل، مروراً بجميع المواقف الحياتية على كافة المستويات. أمضيت ثلاثين شهراً وعشرين يوماً ضابطاً في خدمتي العسكرية، بعد تخلف…المزيد…

بيني وبين غوار

اسمي من الأسماء القليلة، ففي جميع كليات جامعة حلب، لم يكن هناك سوى واحد غيري بنفس الاسم (الأول طبعاً). بالطبع، هذا الأمر أراحني من تشابه الأسماء، وما يحصل نتيجة ذلك من متاعب، فقد روى لي المرحوم ياسر عبد ربه، الصحفي، قصصاً عن تشابه اسمه مع ياسر عبد ربه، القيادي الفلسطيني، و”الإرهابي”، في سجلات الأمن الغربي،…المزيد…

دقيقة رهيبة من الزمن

قبل أكثر من ربع قرن من الزمن تعرضت لموقف لم يدم أكثر من دقيقة على ما أظن، لكنه كان دهراً، شعرت خلاله بالخوف، من المرات النادرة جداً خلال حياتي، فأنا لا أخاف بطبيعتي، ونادراً ما أفاجأ أيضاً. كنت أمر في زقاق ضيق، ذلك الشارع الممتد بين عين الكرش وسوق ساروجة، لمن يعرف أزقة دمشق. حيث…المزيد…

كيف أسسنا “النشرة”؟

تعرفت بالمخرج الصحفي المبدع عون ممتاز في أول زيارة لي إلى نيقوسيا، وذلك في مجلة “الموقف العربي”، ويبدو أننا تبادلنا الإعجاب منذ اللقاء الأول، فبقينا على اتصال. كان عون يفكر بعمل مستقل عن “الموقف العربي”، وذات يوم اتصل بي إلى بيروت، حيث كنت أقيم، وطلب مني الحضور إلى نيقوسيا لأنه يريدني رئيساً لتحرير مجلة يحضِّر…المزيد…

تجربة النشرة – التحضير

اكتملت الصورة، وحصل عون على التراخيص اللازمة، وأقسم اليمين، واستأجر مكتباً، وكان حريصاً على إشراكي في كل ما يفعل، وكانت اللقاءات تتجدد باستمرار، وأصبح بيته مسرحاً للنقاش والحوار (كوني “غير متزوج بطريقة ما”)، حتى انتهى المكتب. كان المكتب واسعاً مفتوحاً (حوالى 400 متر مربع)، تم تقسيمه حسب متطلبات العمل، وحين انتهى كل شيء، رافقني في…المزيد…

تجربة النشرة – اللعب بالنار

توالت الاشتراكات بـ”النشرة”، وبدا اهتمام الحكومات بها يوازي اهتمامات المعارضة في مختلف البلاد، وظهرت مهارة المرحوم ميشيل النمري في استفزاز الحكومات، وبدا الأمر كسلاح ذي حدين. على سبيل المثال، كان ميشيل في اليمن، فهتف لي من هناك يطلب مني نشر خبر مفاده أن “المملكة العربية السعودية” وافقت على نشر صواريخ بيرشينغ ذات الرؤوس النووية، الأميركية،…المزيد…

تجربة “اللقاء” بعد “النشرة”

توقفت “النشرة” عن الصدور، لكن عون ممتاز لم يتوقف عن التفكير. لقد كان في قبرص بعض أصحاب المجلات الذين لا علاقة لم بالصحافة، لا من قريب ولا من بعيد، لكنهم يمتلكون من العلاقات الشخصية، والعلاقات غير المفسرة، ما يمكنهم من إصدار مجلات، معتمدين في إصدارها على صحفيين محترفين، مقابل أجر مجزٍ. وقد سرت إشاعة في…المزيد…

تجربة “اللقاء”: النهاية

لا يمكن اعتبار تجربة “اللقاء” فاشلة كمشروع، فقد وجدَتْ لها شريحة واسعة من القراء، أكاد أجزم بأن جميع العرب الذين يعيشون في قبرص كانوا يقرؤونها، وكانت زاويتي في العمود الأخير الأكثر قرّاءً، دون أن يعرفوا أنني أنا من يكتبها، ولهذه الزاوية قصة طريفة، ألهمني إياها شخص “نصاب محترف”. كنت أرسلت شخصاً أوكلته جمع ديون لي…المزيد…

يوم اغتيال حنا مقبل

كان حنا مقبل نقيب الصحفيين العرب، ولديه وكالة القدس برس، لم تكن تربطني به صداقة قوية، بل معرفة، وكان أمجد ناصر قد عرّفني به، إذ كان يعمل معه، وكان أمجد يذكره كثيراً، ومن الواضح أن علاقة صداقة قوية تربطه له. في صباح أحد الأيام، حملت لنا الأخبار نبأ اغتيال النقيب، وحسب ما سمعت من الأصدقاء،…المزيد…

أبو غزوان

شخصية طريفة، كان في الثانية والستين من عمره، تعرفت به عن طريق صديق لي يعمل محامياً. كان أبو غزوان من بقايا الإقطاع، وكانت أغنيته المفضلة التي يدندنها بينه وبين نفسه دائماً (هل تذكرين ضيعتي والمنحنى والرابية؟). أما معرفتنا به فكانت علاقة مستأجرين بمالك، إذ كان يؤجر بيته الكبير مكاتب لأربعة محامين، وكيميائي، والعبد الفقير كمهندس…المزيد…

تجربتي في الدراما التلفزيونية

تابعت مسيرتي، تعرفت بالمخرج الأردني عمر العلي (رحمه الله) الذي جاء إلى اللتيرنا يريد عملاً تلفزيونياً. والحقيقة أنني كنت قد تبادلت الحديث مع حسين حمزة، وقررنا كتابة مسلسل تلفزيوني، بعد أن اطلعت على سيناريوهات بعض الأعمال، وأحببت هذا النوع من الكتابة، أم تسويق العمل، فهو سهل على حسين بسبب معارفه الكثيرة. طلب المرحوم عمر العلي…المزيد…

حين حلقت ذقني للمرة الأولى

ذات مرة، حين كنت في السادسة عشرة أو في السابعة عشرة من العمر، كنت أجلس في صالون الحلاقة منتظراً دوري، ومستمعاً إلى الأحاديث الشيقة التي تدور بين الحلاق (يدعى مظهر) وبين زبائنه من كبار السن. حين جاء دوري جلست على كرسي الحلاقة، وشرع الحلاق في قص شعري، ومازالت الأحاديث مستمرة. أنهى الرجل عمله في رأسي،…المزيد…

كيف تعرفت بحسين حمزة؟

في العام 1979، كان نجم الشاعر حسين حمزة ساطعاً، وله برنامج في الإذاعة السورية، يلقي خلاله أشعاره الشعبية الجميلة، وكنت معجباً بشعره وصوته المميز، كغيري من الناس. كنت أدعو تلك الفترة من 1979 حتى 1981 مرحلة (الفَلَتان) بالنسبة لي، يخالفني الأهل في ذلك، ويحتجّون، لكنها الحقيقة. فقد تحررت من كل مَن حولي، وعشت كما أريد،…المزيد…

حماك الله يا أجمل زينات الوطن…

كان يوم الخامس والعشرين من أيار (مايو) 2000 يوماً تاريخياً، إذ بدأ عصر الانتصارات وولى عصر الهزائم منذ ذلك التاريخ. لبنان، البلد العربي الصغير، المجتزأ من عمقه السوري والعربي يحقق أول انتصار حقيقي على الكيان اليهودي الغاصب، على الرغم من كل ما رافق الاحتلال من دعم، سواء من الخونة مثل جيش لحد، وعصابة القوات اللبنانية…المزيد…

هشام وتحرير فلسطين

كما ذكرت في أكثر من حديث، كانت اللاتيرنا بيتنا الحقيقي، أما البيت بالمفهوم المعروف، فلم يكن أكثر من “فندق” للنوم، واستقبال بعض الأصدقاء في بعض الأحيان. وكما ذكرت أيضاً، كان حسين حمزة الشخصية الأبرز في مجموعتنا، كونه الأكثر شهرةً، والأكثر علاقات، والأكثر فعالية في الوسط الثقافي والفني والإعلامي، وكنا جميعاً نقرُّ له بهذا الموقع بيننا….المزيد…

مطرب الصدفة

كما ذكرت، كنا حاضرين دائماً في اللاتيرنا، فقد احتلت مكانة الهافانا، بعد أن أصبحت الأخيرة محلاً لبيع الثياب، قبل أن يتم استرجاعها كمكان له تاريخه في اجتذاب المثقفين والكتّاب والسياسيين والفنانين من النخب. لذلك أصبحت اللاتيرنا عنواننا الدائم، كل مَن يقصدنا يجدنا هناك. ذات يوم توقفت سيارة مرسيدس على باب اللاتيرنا، ترجّل منها شاب، واستدار…المزيد…