الأعمال الشعرية/الأيام الصعبة

مقدمة

على الرغم من مضي أكثر من ثلاثين عاماً على تلك “الأيام الصعبة”، مازلت أشعر بغصة أليمة عندما أتذكرها. ولأنني مازلت أتساءل: لماذا كان كل ما كان؟ أجدني أحاول ابتلاع الغصة تلو الغصة. لماذا يعاقَب شاب في مستهل حياته العملية، بما لا يؤهِّله موقعه بعدُ على احتمال أي أزمة يمكن أن تعصف به؟ خاصة عندما تكون…المزيد…

وداع.. على الورق

لستُ أعصيكِ بأمرٍ غيرَ أني، لي قناعاتي، وقدراتي، وحجمي وأنا كالناسِ: أبكي وأغنّي وحصادي كلَّ يومٍ ألفُ إثمِ مشكلاتي! لا تغوصي في أمورٍ ليس فيها غيرُ إرهاقٍ ولومِ واستريحي من همومٍ هي حسبي وأنا فيها سَفينٌ في خِضَمِّ ما أتيتُ الآنَ كي أشكُوَ همّاً إنما الشكوى ظلامٌ.. بعدَ ظُلْمِ جئتُ كي أنهِيَ طَوراً منْ عذابي…المزيد…

ذات يوم..

ـ 1 ـ تذرَّعتُ أنّي أزورُ صديقي ولكنّني كنتُ آتي إليكِ ووكنتُ أداري لساني وقلبي وأُخفي حقيقة همّي عليكِ وأعرِف أنكِ قاموسُ حُسْنٍ وأنّ كثيراً عدايَ من المعجبينَ لَديْكِ وأنكِ مُهْتمَّةٌ بشؤوني إذا غِبتُ يوماً.. يكادُ يجفُّ سؤالُكِ عني على شَفَتيكِ وكنتُ أغيبُ ليومٍ.. ليومينِ.. ثم أعودُ لألقى عتابَكِ في ناظِرَيْكِ وفرحةَ عشرينَ عاماً كنسمةِ…المزيد…

الحِصار

.. وسَدّوا علىَّ دروبَ الحياة رحلتُ.. وها أنَذا في رحيلي أعاني وسامحتُهُمْ.. ثمَّ سِرتُ بدربي كأنَّ حِصارَهُمُ ما عناني أغاروا عليَّ، ومن كلِّ صَوْبٍ وظنّوا بأن الحِصارَ احْتواني وأنّيَ طأطأتُ رأسيَ ذُلاً إلى أبدِ الدَّهرِ تحتَ الهوانِ فجاؤوا إليَّ يريدون صمتي ومِفتاحَ سيّارتي وامتناني يقولون إن الحصارَ لأجلي ومن صالحي لو تركتُ مكاني وفي لحظةٍ…المزيد…

فاتنة

فـي غـابــةِ الأعنــابِ والتُّـفـاحِ ضاعتْ دروبُ ســوانِحي ببراحي لاحتْ أمامي في دُنى أشـباحي: وتجمَّعـتْ كــلُّ القـوافـي عنــدمـا وجُنـونُ ليـلٍ، وانْتكـاس جـِراحِ إشــراقُ فاتنــةٍ، ورغبــةُ شــاعرٍ نبـ،تت حقـولُ بنفســجٍ وأقاحـي مـا إنْ تـلاقـى شــــاعرٌ وجميلــةٌ طلَعَـتْ عليهِ الشّمسُ بَعدَ رَواحِ وامتــدَّ مــرجٌ أخضرٌ مسـترسـِلٌ كـادتْ تطيـرُ بِغَيـْرِ ذاتِ جَنـاحِ فتــلألأتْ حبّــاتُ طَــَلٍّ فـَوقَــــــَهُ فالخمـرُ تُعطي المجـدَ…المزيد…

البيتُ العتيق.. وذكريات الطرفاء

  بينَ عُنْـدي  واشتدادِ  النائباتِ ذاب عُمْري في أتون الذِّكرياتِ     شـدَّني شَـوقٌ بهِ مـسُّ جُنـونٍ ورماني في السـِّنينَ الخالياتِ     يومَ كانـتْ، وأنـا طفلٌ صغيـرٌ، شجْرةُ الطَّرْفاءِ جزءاً من حياتي     هيَ عرشـي، وأنـا فيهـا أميرٌ وعليـها  أزَلٌ مـن بصمـاتي     قد زُرِعنـا أنـا والطرفاءَ يوماً وكبرنــا  بدُعـاء ٍٍ وصـلاةِ…المزيد…

اللعوب

مددْتُ إليكِ يدي فابتسمتِ ودارت بي الأرض حين دعوتُكِ للرقصِ كيفَ استجبتِ وبنصُرُ يمناكِ يعلنُ أنكِ “مخطوبةٌ” إنْ صدقتِ! ودارَ حديثٌ مع الرقصِ توَّجَهُ الوعدُ في يومِ سبتِ * وجئتِ إليَّ تقولين إني أحبُّكِ.. كيفَ عرَفتِ؟ ومازلتِ “سيناً منَ الناس” عندي فماذا أناديكِ داخلَ بيتي؟ وأخبرتِني عنهُ “رانيةٌ” ثم رانت على كلِّ شيء لُحَيظاتُ صمتِ…المزيد…

الخروج الأخير

  لا تتركـي العنـوانَ، وانصرفي قلْـتُ الّـذي عِندي، ولمْ أَخَـفِ     البـابُ حـدٌّ بينَنـا، فإذا خرجْـ ـتِ لِتـخرُجي أبـداً بِلا أسـفِ     إنَّ الرَّصيـفَ لحافِـلٌ بشَـراذمٍ لِتجارةِ الإنســانِ.. كالصُّـحُفِ     شـذّاذُ آفـاقٍ يلُـمُّ شـتاتَـهمْ إذعـانُهُمْ لِـشـذوذِ محتَــرِفِ     جَوْعى، وفي أجوافهِمْ قدســيـّةٌ للمـالِ..  والآثامِ..  والقــَرَفِ     وكرامةُ الإنسانِ صارتْ سـلعةً…المزيد…

أسألُكِ الرَّحيلَ عن خيالي

لأجلِ هذا الفجرِ يا فاتنتي وأجلِ ما سهرتُ من ليالِ وما انتظرتُ في غيابِكِ المُحاطِ بالضّبابْ وسرِّكِ المجهولِ خلفَ ذلكَ الغيابْ أسألُكِ الرحيلَ عن خيالي فما احتملْتُ منكِ فوق قدرةِ احتمالي عانيتُ من أطوارِكِ الغريبهْ وعشتُ في دوّامةِ الشُّكوكِ أستشِفُّ من خِلالها همومَكِ التعيبهْ وأسألُ الأوقاتَ عنكِ دائماً وليسَ مِن مُجيبْ الليلُ لا يُجيبْ والصُّبحُ…المزيد…

السَّـــبيَّة

إلى التي سرقت دفتر أشعاري واختفت أعيديهِ… عُصارةُ غربتي أودعتُها فيهِ.. ومن سهري، ومن طولِ انتظاري كنتُ، حينَ يجوعُ، أطعِمُهُ وأسقيهِ وفيهِ صرختُ فيهِ رفضتُ كلَّ مدارسِ القهرِ وفيهِ دفنْتُ من عمري سنينَ الجدْبِ رُمتُ موانئَ الإلهامِ عبرَ مراكبِ الشِّعرِ وحينَ نشرتُ أشرعَتي لنورِ الشَّمسِ                        كان معي يلُمُّ ضياءَها حُزَماً.. ويطويهِ وكنتُ أضيقُ عن…المزيد…

العامرية

آتي إليكِ لساعةٍ وأغيبُ حتى يغطِّيَ وجهَكِ الترحيبُ إن كنتُ أسألُ عنكِ قبلَ لقائنا فلأنني مستوحشٌ وغريبُ ما لي سواكِ صديقةً في غربتي ولرُبَّ يجمعُني إليكِ نصيبُ! طاب المساءُ إذا الْتقيْنا عندَهُ وما تبقّى بالخيال يطيبُ فالليلُ من حُلُمٍ يصيرُ خميلةً وأنا وأنتِ حبيبةٌ وحبيبُ نتبادلُ الكلماتِ همساً دافئاً وتذوِّبيني رِقّةً فأذوب والنيلُ يجمعُ سحرَهُ…المزيد…

ويبقى دائماً رجلا

تعرَّضَ لي وأوهمَني بما لا يقبَلُ الجدَلا بأنّي حبُّهُ الأولْ وأنَّ فؤادَهُ المُقفَلْ                على حبّي بغيرِ هوايَ ما حفلا ولن يحفلْ وجاءِ بشِعرِهِ يُطري بلونِ أظافري ويهيمُ منتشياً إذا هبَّتْ عليهِ نسائمُ العِطرِ ويسألُ: كم أنا أسرفْتُ في تسريحةِ الشَّعرِ! يثيرُ مكامِنَ الأنثى بأعماقي بأبياتٍ من الشِّعرِ ينوِّجُني أميرةَ حبِّهِ العذري وينثُرُ قلبَه كالثلجِ…..المزيد…

اتهام…

هذهِ المرَّةَ أنكرْ أنها كانت معَكْ! واعتذِر لي، واحتضِن وجهي، وكفْكِفْ أدمعَك عذرُكَ الدائمُ، بعدَ اليومِ،                    لا لن ينفعَكْ “خاتم الخطبة” أدمى في فؤادي موضِعَكْ بعدما أغويتَ قلبي الطِّفلَ                        حتى يسمعَكْ أنا لا أُعطي كثيراً.. رُبَّ غيري أشبعَكْ! فاتَّخِذْ غيري حبيباً.. واحترسْ أن يخدعَكْ ربما الله لحبّي ذاتَ يومٍ أرجعَكْ! * وسجا الليلُ…..المزيد…

المستحيل

  ما غبتُ عن وطنـي لكي أبقى هنـا في ظـلِّ حبِّـك ِ أدمـنُ  الشـجوا     أشـكو هـواكِ لكـلِّ أوراد الـدنى وأنـا الـذي لا يعـرف الشّـكوى     في البَـدءِ كنـتُ أسـوقُهُ كدعابـةٍ كـي لا يُشــاعَ  بأنّنـي أهـوى     وأضلِّـلُ الأصحـابَ  أنّي والهوى ما لـي بـهِ في مـا أرى دعـوى     وأنـا الّـذي…المزيد…

ماذا أقول؟

إلى صديقي شاكر ر.   إذا فُـضَّ ثغـري فمـاذا أقـول؟ وقـول  الحقيقـةِ  مُـرٌّ   ثقيـلُ     فإن قلـتُ حرفـاً أعـرّي وجوداً وأنكـأُ جُرحـاً.. هو المسـتحيلُ   *   تمنَّيـتُ.. آهٍ.. كرهـتُ التَّمنّـي فـلا  يتـحقَّـقُ  إلا   القـليـلُ     وأنـتَ تُـداري شـعوري كطفلٍ تعـذَّرَ يومـاً عليـهِ  الوصـولُ     عشـيَّةَ  جئتُـكَ  كنـتُ أعانـي مشـاكلَ ضنَّـت عليهـا…المزيد…

النادلة

  أمشـي على دربِ الهجيرِ مفكِّراً والجسـمُ تحـتَ ملابسـي اتَّقدا     ودمشقُ في بالي تخُطُّ  مواجعـاً للذكريـاتِ  تمـزِّقُ   الكَبــدا     فدخلْتُ مقهايَ المفضَّـلَ أبتغـي من حـرِّ ذاكَ الوقـتِ  مُلتَحـَدا     وجلستُ يلفحُني الهجيرُ  وعادني شوقٌ إلى النَّسـَماتِ من  “بَردى”         وسـمعتُ صوتـاً  خِلتُهُ  لأميرةٍ أُمويَّـةٍ  مـدَّتْ  إلـيَّ يـــدا  …المزيد…